عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 23-05-2000, 11:35 AM
جمال حمدان جمال حمدان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 2,268
Post

الأخوة الأعزاء
رأيت أن أنقل نوادر المعلمين والأعراب
إلى هذه الصفحة لتكون تحت نفس التصنيف
ودمتم بخير...


من نـــــــوادر المعلـــــمين
***************************
1) قال الجاحظ مررت بمعلم صبيان وعنده عصا طويلة , وعصا قصيرة , وصولجان , وكرة , وطبل , وبوق . فقلت ما هذه ؟ فقال: عندي صغار أوباش فأقول لأحدهم إقرأ لوحك ! .. فيصفّر لي بصوت منكر فأضربه بالعصا القصيرة .. فيبتعد .. فأضربه بالعصا الطويلة .. فيفر من بين يدي .. فأضع الكرة في الصولجان فأضربه فاشج رأسه .. فتقوم إلى الصغار كلهم بالألواح .. فأجعل الطبل في عنقي , والبوق في فمي , وأضرب الطبل , وأنفخ في البوق .. فيسمع أهل الدرب ذلك فيسارعون إلي .. فيخلصوني منهم .
***************************
2) حكي عن (الجاحظ) أنه قال.. قد ألفت كتابا في نوادر المعلمين وماهم عليه من التّغفل ثم رجعت عن ذلك وعزمت على تقطيع ذلك الكتاب فدخلت يوما مدينة فوجدت فيها معلِّما في هيئة حسنه فسلمت عليه فرد علي أحسن رد ورحب بي فجلست عنده وباحثته في القرآن فإذا هو ماهر فيه, ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المنقول وأشعار العرب فإذا هو كامل الآداب , فقلت هذا والله مما يقوي عزمي على تقطيع الكتاب .. قال فكنت أختلف إليه وأزوره فجئت يوما لزيارته فإذا بالكتَّاب مغلق ولم أجده فسألت عنه فقيل مات له ميّت فحزن عليه وجلس في بيته للعزاء فذهبت إلى بيته وطرقت الباب ..فخرجت إلي جارية وقالت : ما تريد ؟
قلت : سيِّدك .. فدخلت وخرجت وقالت باسم الله .. فدخلت إليه وإذا به جالس .. فقلت : عظم الله أجرك لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة , كل نفس ذائقة الموت فعليك بالصبر , ثم قلت له : هذا الذي توفى ولدك ؟ قال : لا .. قلت : فوالدك ؟ .. قال : لا .
قلت : فأخوك ؟.. قال : لا .. قلت : فزوجتك ؟ .. قال : لا ..
فقلت وما هو منك ؟ .. قال: حبيبتي .. فقلت في نفسي هذه أول المناحس ..فقلت سبحان الله النساء كثير وستجد غيرها .. فقال : أتظن أني رأيتها ؟ قلت : وهذه منحسة ثانية .. فقلت : وكيف عشقت من لم ترى ؟ .. فقال : إِعلم أني كنت جالسا في هذا المكان وأنا أنظر من الطاق إذ رأيت رجلا عليه برد وهو يقول :
يا أم عمرو جازاك الله مكرمة
#### ردي عليّ فؤادي أينما كانا
لا تأخذين فؤادي تلعبين به
#### فكيف يلعب بالإنسان إنسانا ؟
فقلت في نفسي : لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر , فعشقتها .. فلما كان منذ يومين مرّ ذلك الرجل بعينه وهو يقول :
لقد ذهب الحمار بأم عمر
#### فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمت أنها ماتت فحزنت وأغلقت الكتّاب وجلست في الدار ..
فقلت يا هذا إني كنت ألفت كتابا في نوادركم معشر المعلمين وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه والآن قد قويت عزمي على إبقائه وأول ما أبدأ بك إن شاء الله تعالى.
***********************
من نـــــــوادر الأعــــــــــراب
***********************
خرج معن إبن زائدة في جماعة من خواصه للصيد فأعترضهم قطيع ظباء فتفرقوا في طلبه وانفرد معنٌ خلف ظبي حتى أنقطع عن أصحابه فلما ظفر به نزل فذبحه فرأى شيخا مقبلا من البرية على حمار فركب فرسه وأستقبله فسلم عليه فقال من أين ؟ وإلى أين ؟ فقال الشيخ : أتيت من ارض لها عشرون سنة مجدبة وقد أخصبت في هذه السنة فزرعتها مقثأة فطرحت في غير وقتها , فجمعت منها ما إستحسنته وقصدت به معن ابن زائدة لكرمه المشكور وفضله المشهور ومعروفه المأثور وإحسانه الموفور .
قال : وكم أمّلت منه ؟ قال : ألف دينار .. قال: فإن قال لك كثير .! قال : خمسمائة .. قال : فإن قال لك كثير ..! قال : ثلثمائة . قال : فإن قال لك كثير .! .. قال : مائة .. قال : فإن قال لك كثير ..! قال : خمسين .. قال : فإن قال لك كثير ..! قال : فلا أقلَّ من الثلاثين .. قال : فإن قال لك كثير ..! قال : أدخل قوائم حماري في بطن أمه وأرجع إلى أهلي خائبا .. فضحك معن منه وساق جواده حتى لحق بأصحابه ونزل في منزله وقال لحاجبه إذا أتاك شيخ على حمار بقثاء فأدخل به عليّ .. فأتى الشيخ بعد ساعة فلما دخل عليه لم يعرفه لهيبته وجلالته وكثرة حشمه وخدمه وهو متصدر في دستة والخدم والحفدة قيام عن يمينه وشماله وبين يديه .. فلما سلم عليه قال : ما الذي أتى بك يا أخ العرب ؟ قال الشيخ : أمّلت الأمير وأتيته بقثاء في غير أوانه .. فقال : كم أمّلت فينا ؟ قال : ألف دينار .. قال : كثير .. فقال في نفسه .. والله لقد كان ذلك الرجل رجل شؤم علي .. قال : خمسمائة دينار ,, قال : كثير .. فمازال إلى أن قال خمسين دينارا ,, فقال له : كثير .. فقال : لا أقلّ من الثلاثين .. فضحك معن ,, فعلم الإعرابي أنه صاحبه ,, فقال يا سيدي إن لم تعطني الثلاثين فالحمار مربوط بالباب , وها أنت هنا جالس .. فضحك معن حتى استلقى على فراشه ثم دعا بوكيله فقال : أعطه ألف دينار وخمسمائة دينار وثلثمائة دينار ومئة دينار وخمسين دينار وثلاثين دينار ودع الحمار مكانه .. فتسلم الإعرابي المال وانصرف .
الرد مع إقتباس