شكرا لك وألف شكر
أخي العربي كنت أكتب أشعرا فجاء أحد أصاحبي يلومني ويطلب مني إضاعة النشيد وقتل المشاعر في مهدها وقال لي : دع الشعر فإنه لا فائدة منه فالمتذوقون العرب مات تذوقهم ولم يعد يطربهم إلا الدينار أو الدرهم فقلت له :
أتطلب مني ضياع النشيد *** وقتل الأنين وكتـــــم الألم؟
وكبت المشاعر في مهدها ** وأطوي صحائفها والقـــلم
وآتي إليك أجر الخطى *** لنلقي على القوم كل التهم
أسرك أن تُعتلى أمتي ؟ *** أسرك أن نحتبي للأمـــــــــم
أتحنقُ شعرا يذيب الأسى ** ويعمي الهموم ويحيي الهــــمم
ترفق علي فأني أسير ** ودعه يغرد فوق القمـــــم
فما أنت أنت ولكنني *** سألمح يوما عليك النـــــدم
وبعدُ لقد وجدت بغيتي هنا حيث العروبة على أرضها وحيث من يقدر الشعر وإنني طفل في الشعر يحبو حول الإبل وطنب الخيام وأرجو أن أحمل محبرتي على ظهر بنات أعوج وناقة طرفة حتى أصل إلى خيمة النابغة الذبياني في وادي عبقر إذ لا يُرى هناك أعجمي ينشر عجمته أو عربي تنكر لعروبته
ويا أخي هلا فسرت معنى بعض الأبيات التي قلتها أنت فإن المتطلع إلى هذه الزاوية قد لا يعرف ما يقال فالناس مختلفون في الفهم
|