[جمال حمدان]

تحية للشاعر المبدع المعتمد بن عباد ويؤسفني عدم الإنتباه من الشعراء المشاركين لهذه الصور الجميلة التي ساقها في ثنايا قصيدته على صغرها ..... لم لا نتأمل قوله
والجرح ينزف ، لا يكفّ كأنه ماء السواقي
أوليس أهون في عيون يهودَ من دمنا المراقِ
لم لا نقل له لا فض فوك فقد ابدعت أيما إبداع من خلال هذين السطرين ولم لا نتأمل هذين البيتين أيضا :
ما همّ واحدهم سوى سكرى تميل إلى العناقِ
كيما يعاقرها الفجور وشرب كاسات الدّهاقِ

نعم هو الإبداع بعينه وكيف فات هذا عن ذواقة مثل عمر ابي الغيث وصاحب الطير وشيخنا السلاف .......بل وعبد الله صاحب الذوق الذي يفوق بحدته حدة عين صقر ......

هناك شعر وهناك إبداع ,,,,,, وما نراه الأن إبداع في قالب شعري

إنا بلينا بالتخاذلِ والهوانِ وبالشقاقِ
قاداتنا شتّى ويجمع بيننا ذلّ الفراقِ

أنظروا كيف وظف أخونا إبن عباد هذه المفردات بإتساق وتناغم ليرسم لنا لوحة واضحة الخطوط والحدود ..... تخاذل وهوان وشقاق وفي البيت الثاني شتات وتجمع وفراق ...... وبربط كل هذه الخطوط تظهر اللوحة كما أراد أن يبرزها لنا إبن عباد

لا فض فوك وسلمت يمينك يا أخي ففي هذه القصيدة وقفات وقفات تنم عن شاعرية وخيال خصب ليس فقط بإنتقاء الكلمات ولكن بتضمينها من المعاني العميقة .....

ووقفة أخرى مع ما قاله شيخنا وأستاذنا السلاف

والناس مذ كانوا تغرهم العمائم والطواقي
بعواطفٍ تمحو المسافة بين ثعبانٍ وراقِ

الله الله الله ما أجمل هذه الصورة وهذا التشبيه .... نعم لعلكم قد وصفتم بإيجاز وبعمق شديدين من خلال كلماتكم بل لوحاتكم كما عودنا أخانا سامي في نقده لأشعاركم – أقول لقد وصفتم حالنا وعلاقتنا بحكامنا كما يصف الطبيب العلة ..... وكأن الحكمة والفطنة بردين والزجالة قد ابت إلا تكن سلافية الخيط والنول والصنعة .
هكذا أنتم يا شيخنا علما خفاقا ومنجما لا ينضب ........

تحية لكم ولأخينا إبن عباد وإستمرااااااااا يرحمكما الله بإبداعكما .