تسديس جادك الغيث
عاشق ٌ بات حزينا ً مغرما... فوق ماضي حبـِّه النور ُ سما
يا أخا الأشواق والشوق نما... لعهود طيفـُها ما عـُدما
جادك الغيث إذا الغيث همى... يا زمان الوصل ِ في الأندلس
------------------
قد رمى طرفك قلبي أسهما .. فغدا بالشوق قلبي مفعما
آه ما أحلى الهوى لكنما .. ليتني أحظى بوصل إنما
لم يكن وصلك إلا حلما .. في الكرى أو خلسة المختلس
----------------------
أين ذاك الوصل مع ْ ذاك الهنا... حاكم طوعا ً علينا يحكم ُ
كيف بالله عليكم فاتنا... أترى يجدي البكا والندم ُ
إذ يقود الدهر أشتات المنى... تنقل الخطو على ما يرسم
--------------------
ُ
آهِ يا قلبي لهونا زمنا ---- دون ما نلناه كان الحُلُمُ
هذه آمالنا تــــأتي لنا ---- باسماتٍ ولنا تستسلمُ
زمرا بين فرادى وثُنى ---- مثلما يدعو الوفود الموسمُ
---------------------
هنا يمكن أن نختار ما كتبته أنت أو أنا, والفكرة في كليهما قريبة:
خلت أن الكون مسرورٌ لنا --- إذ رآنا في جنانٍ ننعمُ
نسمة الصبح وغيماتٌ هنا --- وحبيبي افترَّ منه البرعُمُ
والحيا قد جلـّل الروض سنى--- فثغور الزهر منه تبسـِم ُ
أو:
ساعة ٌ والأ ُنس ُ فيها قد دنا... قبلة منه شفاهي تلثم ُ
هام منها القلب ُ والسـُكـْر َ جنى...فوق روض ٍ بالهوى يضطرم ُ
والحيا قد جلل الروض سنى...فثغور الدهر منه تبسم
---------------------
أي ّ وصل ٍ قد جلا ما دهما...كان شمسا ً من وراء ِ الغـَلـَس ِ
ثم في الليل لمسنا الأنجما... وكـَفـَت فيه خيوط ُ السـُندس ِ
وروى النعمان عن ماء السما...كيف يروي مالك عن أنـَس ِ
-------------------
جلَّ من صاغَ عيوناً وفما --- يمنح العانيَ شهداً بلسما
من سوى الرحمن سوّى حِصْلِما -- آيةً ثمَّ اصطفاهُ مَعْلما
فكـَساه الحسنُ ثوبا مـُعلـَما…يزدهي منه بأبهى ملبس
-------------------
كنت َ لي الساقي وقلبي ما ارتوى... من جنى خديك دون البشر ِ
أيها الساقي رمى قلبي الجوى... لهفة ً بعد أفول القمر ِ
في ليال ٍ كتمت سر الهوى... بالدجى لولا شموس الغرر
--------------------
قد نسينا كيف تغتالُ الـنّوى --- رنّةَ النايِ وعزفَ الوترِ
وحسبنا العيش ذات المستوى --- ليلةً خــلابةً للْفِكَرِ
مال نجم الكأس فيها وهوى...مستقيم السير سـَعـْدَ الأثر
---------------------
آه يا قلبي لقد طال النوى...آه كم صعب ٌ قرار القدر ِ
آه والشوق لـَكـَم في ّ كوى ... مهجتي مذ غاب عني وطري
وطر ٌ ما فيه من عيب سوى ... أنه مر كلمح ِ البصر
---------------------
جاوز الأرضَ لآفاق السما --- كشفَ الغيمَ للثم القمَرِ
ثمَّ ولّى -لهفَ نفسي- كيفما --- شعَّ نورٌ مشْبَعٌ بالخفرِ
حين لذ َّ الأنس شيئا أو كما... هجم الصبح هجوم الحرس
--------------------
هل أيا دهر الأسى لن ترحما؟...لا وربي, هذا في الناس قسي
كيف أ ُهجـَر كيف أ ُنسى بعدما... كنت خـِلـّي, بغية َ الملتمس ِ
غارت الشهب بنا أو ربما... أثرت فينا عيون النرجس
----------------------
|