عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 28-06-2001, 11:41 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

أخي أبا معاذ،

قصيدة لا غبار عليها، تسلسل منطقي في الأفكار، فبدأت بالاستفهام عن سبب قتله الدرة، ثم بإثبات صفات نرجو من هذا البطل وأمثاله إذا كبر، وأتيت بها بأسلوب استفهامي للاستنكار، وهذا غرض بلاغي مؤثر، ثم نفيت عنه هذه الصفات وبذلك نفيت أسباب قتلهم له، وذكرت أنه طفل بريء ذلك الذي قتلته بنادقهم، ثم انتقلت إلى وصف العدو بالجبن، بل شبهت الخوف بالقيد الذي يقيد حركتهم، ويجعلهم عاجزين عن مزاولة حياتهم العادية، ثم تعلل سبب قتلهم للدرة وهو في البلاغة ما يسمى بحسن التعليل، إذا أنك تجاهلت الأسباب البدهية، وذهبت إلى ما هو أعمق، وأعملت فكرك، فقلت أن العدو لم يقتل الدرة كرد فعل على شيء فعله، ولكنهم يخافون إن هو اشتد عوده في مثل هذه الأجواء، فإنه سيكبر ويعظم صنيعه فيهم، بل وزدت على ذلك، أن قتله كان رسالة لحكام المسلمين الذي عقدوا السلام مع اليهود، وسعوا في تطبيع بلادهم، بأن لا سلام يرجى منهم، ثم تنهي القصيدة بالعبرة الغائبة عن الأذهان، وهي أن اليهود فيهم المكر طبع، لا يركن إليهم بسلام أو غيره، ولا يغرّ المرء منهم إبداء حسن النية، وأن هذه الحقيقة قد أظهرتها حادثة الدرة فذاعت في البلاد.

بارك الله في قلمك، ولي ملاحظة وحيدة، وهي أن بعض النقاد يعتبرون تكرار اللفظ بنفس المعنى في قصيدة قصيرة مثل هذه مما يقلل من شأنها، وقد وردت لديك كلمة (جميعا) مرتين تفصلها ثلاثة أبيات، وقد أجيز في الطوال ذلك واشترط الفصل بخمسة إلى سبعة أبيات.

بارك الله فيكم أخي العزيز، ولا حرمنا من متعة النظر في قصائدكم.

عمر مطر
الرد مع إقتباس