[كاتبٌ يحبو]

الإخوة جميعا..
سلام من الله ورحمة ومنه وبركات وبعد،
كنت أود لو استطعت إلى نظمكم سبيلا، ولكن كما قال الأخ عمر مطر، نفد المعجم من الكلمات، وما نظمي الآن إلا اجترار لعسل تقطرت به ألسنتكم، ولي العذر أنني أنظر إلى شعركم القممي، ويخجل لساني من محاولة مجاراتكم، فكلما عزمت النية على الرد شعرا، خانني وقتي، وقبله، خانتني ملكتي، واستهزأ بي شيطاني.. فاسمحوا لي أن أكون مستمعا بإعجاب، ومستمتعا بطرب قلما عثرث على شبيه له في الشبكة..
ويحسن بي القول إني مستمع جيد، لديكم، أنتم الشعراء المجيدون، ولدى أولئك الذين كنت عندهم أمس..
يوم أمس التقيت أسماء شعرية لامعة في فلسطين، وأنا معني بالأسماء، فأسماؤهم مهمة وسبقت شعرهم، وهم رواد شعر ما بعد الحداثة، الذي لا وزن ولا قافية ولا شيء، اللهم أنه حافل باللغز والرمز الذي لا يُفهم منه شيء.. التقيتهم وبدأوا يتحدثون عن إبداعاتهم، وأنا منصت أهز رأسي، ظانين أني كلما استمعت إليهم، ازددت طربا، فصرت كما العصفور الذي انتقض إذ بلله القطر، وما يدرون أنني كنت أهز رأسي تأسفا وشفقة على الشعر الأصيل الذي استحال مسخا فمسيخا، ولا أدري إلى أين ستصل به الأمور..
اعذروني كوني أغرد خارج سرب جميل شعركم، ولكنه القهر والحزن والأسى على ديوان للعرب أضحى مهزلة على يد أناس استمرأوا الهوان في كل شيء، حتى انسلخوا عن ثقافتهم وتزيّوا بأخرى، فضاعت الأولى ولم يتقنوا الثانية..
أشد على أياديكم.. ولتكن هذه الخيمة منارا شعريا كما عهدناها، نرى فيها الحكم المنظومة، والغزل الجميل، والصنعة الزاهية، والشعراء الشعراء، وكفاها الله شر أدعياء الشعر والأدب..