الموضوع: الحصان الخاسر
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 08-03-2001, 07:21 AM
هانئ حمدان هانئ حمدان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 6
Post الحصان الخاسر

الحصان الخاسر (لم لا تقتلونه؟)

هذا الحصانْ
ما عاد يصلح للسباقْ
هذا الحصان انهار واختار الهزيمه
ليس يصحو من سباتْ
يرفع الرّاياتِ في كلّ اللّغات
أتفهمون؟
هذا الحصان يقاوم النزع الأخيرْ
هو خاسرٌ، فاسحب مسدسك الصغيرْ
وبطلقةٍ عجلى تريحُ دماغهُ
ونعيشُ ذكرى ذلك البرق الأنيقْ
يسابق الريح العنيدة، لا خيولَ ولا طريقْ

هذا الحصان ذوى واختلّ مبدؤهُ
فتراه يزحفُ بين أسراب الخيولْ
راهنتُ عمري خلف حلمٍ لاهثاً لأراه يربحُ، ما دهاه يخونني؟
قد بعتُ نفسي واشتريتُ لجامهُ والسّرجَ والحدَوات من ذهبٍ أصيلْ
دفعوه دفعاً كي يشارك في البدايةِ مرغماً
ملئوهُ بالأقوالِ بالكِبرِ المزيّفِ بالغرورْ
" أنتَ القويّ ولا تناقشْ
والسّريعُ ولا تناقشْ
لا تناقش.. لا تناقشْ.."
والحصانُ يذوبُ اللّبّ فيهِ فليسَ سوى القشورْ
هذا الحصان سيصهلُ الرّمق الأخيرْ
ويغمض العينين يذكر يوم كان بلا لجامْ
يذكر الإصباح في بطن الرّبيع وفي الحقولْ

هل تراني قد خسرت؟
حصاني المنساب كالدّمعاتِ، كالشّعر المقفّى
ذلك المجنون في حركاتهِ
يختالُ مثلَ فراشةٍ تأبى الهدوءْ
هو ذلك المشهورُ كلُّ أصابع الدّنيا تريدُهْ
قد هوى، وهويتُ، ثمّ الكلّ يبصقُ في وريدهْ
كم سيسعدُ من أولاءِ النّاسِ من يأبى وجودَهْ
إنّهُ خسرَ الحياةَ وماتَ يعبثُ في خلودِهْ

هذا الحصانْ
ما عادَ يحتملُ المزيدْ
أنفاسُه الحرّى تتابعُ كاللّهيبِ من الهُزالْ
عيناهُ جاحظتان، نابضتان، يطلبُ الاعتزالْ
هذا الحصان ذوى واختلّ مبدؤهُ
فتراه يزحفُ بين أسراب الخيولْ
ما ملّ يوماً أن يسابقَ، لا ولا ملّ النّزالْ
" لا ترحموني، بل دعوني واغربوا
أنا ذاهبٌ للشمسِ للرّوضِ الفسيحْ
أنا غائبٌ
قد حان وقتي الآن حتّى أستريحْ
سأودّعُ الدّنيا وألعنكم، وألعنُ كبريائي
ما الّذي أعمى عيوني كي أظلّ بلا حياهْ؟
ما الّذي أدمى حوافريَ الجميله؟"
ساطعٌ هذا السّؤالْ!
صارخٌ، بل هائجٌ هذا السّؤالْ..

هذا الحصانُ، ويا لعجب الأمرِ، يخدعكم بموتهْ!
في الجوف يضحكُ، يستعدُّ إذا ذهبتم للفرارْ
الآن قد فهم الأمورَ وسوف يرحلُ في سكونْ
" سأعيدُ مجدي في مكانٍ ما بعيداً من هنا
وسأبدأ المشوار منذ الصفرِ أصلحُ ما هدمتم
ليس ينطفئ الشّرارُ بذاتِ نفسي والجنونْ
مهما بدا منّي من التّعبِ الشّديدِ، من المرارْ
سأعيد للنفسِ الحياة
أكادُ أسمع الانفجارْ!
… أو تلك بشرى الانتصارْ…
الرد مع إقتباس