عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 19-07-2001, 02:15 PM
علي الخش علي الخش غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 13
Post حوارٌ مع طائر الرّخّ

ـــــــــــــــ حوارٌ مع طائر الرَّخ


أيها الرّخُّ يا ســلالة " آريسَ"

........ إلهِ العزيمة المســـــتمرّةْ


لم يزل منك فـوق مفـرق "أَلْيُو

........ نَ" جناحٌ لم يسطِعِ الدّهر كَسْرَهْ


أنتَ فوق الزّنادِ في طلقــةِ المو

........ تِ بضغط الأصــابعِ المُصْفَرّةْ

أيها الطائر الجميل ســــلاماً

........ عاطر البوحِ لا يُكتّمُ ســــِرّهْ

صِفْ لعَيْني تاريـــخَ قومٍ تولّوا

........ صار تاريخُــهم من الدّهر عِبرةْ


صِف لعيني "طروادةً" كيف صارت

........ من مزيج الدمــاء والنّار جَمْرَةْ


نحنُ ، عنقاء مُغْــرِبٍ رائد الثّأ

........ ر ذبحنـاهُ مــرّة بعد مـــرّةْ


كانَ في بُرْدةِ " امرئ القيس" لمّـا

........ سـمَّـمَ القيصـرُ المُهيمِنُ ظَهرَهْ


كان في مَصْرع الخلافــة والنّا

........ س حيارى فأنكر النّــاس أمْرَهْ


دَمُـنـا بعـد أن تُغُـوِّل فيـهِ

........ لم يعــدْ ينتمي لأيَّــةِ زُمرَةْ


ثم جاء الأتراك في جبّـة الدّين

........ فداســـوا الخلافة المُسْبَطِرَّةْ


ماتَ (عنقاء مُغْرِبٍ) آخرَ الأمرِ

........ حزيناً من حســرةٍ إثرَ حسْرَةْ


هزّت الفاجعـاتُ أضرحَةَ المَوْ

........ تى وما اهتزَّ للسـلاطينِ شعرَةْ


نحنُ ضدّ النظام مِنْ عهدِ "بلقيسَ"

........ وضدّ الحواضــــر المستقرَّةْ


قَصَبٌ نحـنُ فــارغٌ ثمّ تَلْقى

........ رغم هذا أنوفنا مشـــمخرّةْ


كتب الخالدون في غرّة الشمسِ

........ هواهم فما محــا الدّهرُ ذِكرَهْ


وكتبنا على الرّمـــالِ مُنانا

........ وحَسبْنا المحيط يعتـادُ جزرَهْ


فمحا الموجُ ساعة المدّ في الشّط

........ كتاباتنـــــا على حينِ غرّةْ


قد صحبنا الجمالَ عشرين قرناً

........ نحن منها والله أضعـف نَظْرةْ


تعرف النّوقُ كيف تغضب إن دِيْسَتْ

........ كراماتُهـــــــا بمثقالِ ذرّةْ


نحنُ من عهدِ آدمٍ نكـــرهُ الحَرْ

........ بَ ونهوى التفاحـــةُ المحمرّةْ


يا بقايا الرّجال من قــرفِ الموْ

........ تِ، ومَنْ فيكمُ يناقـش عُــذرَهْ


كلّما غاص في الخواصر رمْحٌ

........ فتح الموطن المقتّل صــدرَهْ


إنّ حُلم الأوطان في ساعة الغضبة

........ جبنٌ وذلّةٌ ومضـــــــرّةْ


سبّةٌ في ســـلالة السَّبُعِ الضّا

........ ري إذا كان في السـلالة طفرةْ


طائر الرّخِّ يا ســفيرَ العذابا

........ تِ ولحن المواجعِ المُسـتَدِرَّةْ


قد دعوْتَ " الآخاء " للموتِ طوعاً

........ فأجـــابوا، ولم تزل فيك كِبْرةْ


ودعـــانا " العنقاء" مثلك للمو

........ ت، فمـــتنا وإنَّما في الأسِرَّةْ


طــائرَ الرّخِّ زُرْ بلادي وفتّشْ

........ في الصـحاري تجدْ هنالك قبرَهْ


زُرْهُ واسـفح عليهِ دمعك حزْناً

........ إنَّه وَحْــــدَهُ الجديرُ بعَبْرَةْ


ربَّ قبرٍ يحنو على الميت زهواً

........ وقبورٍ تشـتاقُ لو عاش عمرَهْ


أيها الطّــائر الذي دلق المو

........ تُ " بأليونَ" فوق رأسك عِطرَهْ


بين عنقائنـــا وبينك قربى

........ فصِلِ الرّحْمَ طائعاً غير مُكْرَهْ


زُرْ بلادي في الليـلِ إنّ بلادي

........ تكره الزّائرين في الصبح جهره


وأرِقها ، قارئاً على رأسها ((هومير))

........ تعويذة الخـلاص وسِـــفْرَهْ


علّها تسـتطبُّ من وجـع الرّأ

........ س وداء المفاصـل المضمرّةْ


ليس فخــراً لأمّةٍ سُلِبَتْ أر

........ ضاً إذا قاتـلتْ لها مضطرّةْ


أفهـــذي البلادُ دفترُ دَيْنٍ

........ كلّما رثّ جـدّد القومُ غيرَهْ؟

[ 20-07-2001: المشاركة عدلت بواسطة: علي الخش ]
__________________
سئل البحتري عن رأيه في شعر أبي تمام ، فأجاب : جيّده خير من جيّدي ورديئي خير من رديئه
الرد مع إقتباس