الله أكبر يا سندباد
أمج بعض الماء من فمي
أهؤُلاءِ الــورى الإسلامُ حرّرَهــــم == أم في دِماهمْ سرى بالذُّلَّ إدْمـان ؟ُ
كتـابُهم ذكـرهُم لكن لــــذلِّهمو == دون الكتــابِ همو صُمٌّ وعمْيــانُ
يخْشَـوْنَ عِـزّاً على سرْبالِ ذُلِّــهمـو== لا أغمضــت لهمــو بالعارِ أجـفانُ
لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ مـن كَــمَدٍ == إن كــانَ في القلبِ إسلامٌ وإيـمانُ
لمــثْلِهِ يستحـلُ المؤمنونَ لـــظىً == فتأكُــلَ الجِبْتَ والطّــاغوتَ نيرانُ
وتفْـغَرَ الأرضُ فاهــا ثم تغْـــلقَهُ == وبطْــنها رمِـمَ الفُجّــار مـــلآنُ
أللـــــه أكبرُ أوراسٌ تردِّدُهــا == فتســتجيبُ لهــا في مصرَ أُسوانُ
وترتــدي حُلَلاً دَيْـــروطُ قــانِيَةً == دَمَ الشهيــدِ لــهُ رَوْحٌ ورَيْــحانُ
بالأمـسِ طَــلٌّ وهـتذا اليومَ وابِلُنـأ== غَداً يكــونُ بإذْنِ اللـــهِ طوفانُ
هــا قد أطـلَّت على الدّنـيا بشائرُهُ== نـارٌ ونـورٌ وتمكــينٌ وإمــكانُ
فها هُنــأ تُرَّهاتِ الكُفْــرِ عــاريَةٌ == والاتِّجــارُ بديـنِ ىاللــهِ عريـانُ
لآخرِ الحشْرِ إخــوانُ القُــرودِ أَتوا== تتبـيرُهم في سورةِ الإسـراءِ بُرهانُ
قد أوقدوا الـنّارَ والجَبّــارُ مُطْفِئُها== وسوفَ تأْكُـلُهُمْ للحَـقِّ نيــــرانُ
وحبلُ وصلهمو بالنـــاسِ منقطِـــعٌ== في يومِ حــرٍّ وسيفُ الــحَقِّ ظمآنُ
وليسَ تحمـيهمو ريــجا وغرْقدُهــا== سـماسِرٌ ويعــاميرٌ وخُــــــوّانُ
فهــا هو الجيْشُ ذي السّوداءُ رايَتُهُ== تُهديهِ للمســجدِ الأقصـى خُراسانُ
والخـيلُ من موصِلٍ هبّتْ ومن حــلَبٍ== وموردُ الخــيلِ بــاسم اللهُ جــيّانُ
توحّدت في حِمـى الإســلامِ أُمَّتُنــا== زنجٌ وفُرسٌ وأكـرادٌ وأفغــــانُ
اللــــــــــهُ أكــــبرُ إصدعْ يا خليفَتَنا== فكلُّــنا كبِدٌ حـرّى وأشجــــانُ
اللــــــــــهُ أكــــبرُ إصدعْ يا خليفَتَنا== فنحنُ جــنْدُ الهُدى والارضُ ميْدانُ
اللــــــــــهُ أكــــبرُ إصدعْ يا خليفَتَنا== لأنتَ ثَغْرُ الهُدى والكــوْنُ آذانُ
أُمدُدْ يــــــداً عــن رسولِ اللهِ طــاهرَةً== لبيعـةٍ فرضُـهـا عَيْنٌ وقُــــــــــــرآنُ
قد صّدَّ شركـاً بها الصِّدِّيـقُ فامتثلت== من بعـدِ رِدَّتِهــا للحقِّ عُربـــانُ
ودكَّ كُفْـراً بها الفـاروقُ فانصدعت== في الـشرقِ والغربِ للكُـفّارِ أركانُ
قد مدّهــا قبلَ سِـبْـطيهِ أبو حـسَنٍ== ومدَّها قبلهم بالــبِرِّ عُـــثمــانُ
أمــــــــدُدْ تبايعْكَ آلافٌ مؤَلَّفةٌ == أرواحُهــا في سبيل اللهِ قُربـــانُ
أمــــدُدْ يكُنْ بلسمٌ يشفي مواجِعنا== فقد تمادى وسَدَّ الأُفْقَ طُغْيــــانُ
بالــلهِ أُمدُدْ فكـوسوفو مُحــأصَرَةٌ== وعرضُنأ لعـلوجِ الصِّــــرْبِ ميدانُ
باللــهِ أُمدُدْ فإنَّ الروسَ قد فجَروا== يرجوكَ حبلاَ من الرحمنِ شيشـــانُ
أمدُدْ ترجّيكَ عكّــا بعد أنــدلُسٍ == كلاهَمــا يتناسى الـيومَ عُرْبـــانُ
اُمدُدْ يقمْ خــالدٌ فيــنا وعكــرمةٌ == وســــالمٌ وأبو ذرٍّ وســــلمانُ
إني أرى في ثنــايا الغيبِ ما حفلت== بهِ البشـــائرُ أنْ قد أوشَــكَ الآنُ
سـومطرةٌ بـايعت والهـــندُ قادمَةٌ== وزنــجبارٌ وتمــبكتو ووهـــرانُ
ومـنـْدَناوُ أتـتْ لــلهِ شاكـــرةً == وأَلْمــآتا ودوشَــنبي وطــهْرانُ
وبعدمــا نزغ الشيــطانُ بيــنهما == اُخــتينِ قد جــاءتا نجدٌ وبـغدانُ
وهـا هي القدْسُ واستامبولُ تَوأَمُهـا== تـاجـانِ دونــهما درٌّ وعِقْيــانُ
علـى جبـينِ أمـير المـؤمنينَ لــهُ== النـصرُ والفتحُ قد جـاءا وغُفــرانُ
بُشــرى الرّسولِ هما والـحقُّ ثــالِثَةً== رومــــــا ستُفْتح يا بشراكِ فزّانُ
الـيومَ للمصــطفى عادت منــابرُهُ== مـن بعد مـأ دنّـسَ المحرابَ بطلانُ
والأرضَ يملؤُهـا عدْلٌ ومـرْحَـمَـــةٌ== إذ كــانَ يمـلَؤُهـا بالـجورِ طُغيانُ
والناسُ أفواجها في الدينِ قد دخلتْ== إنَّ الإلــهَ عــظيمُ الفضلِ منّـــأنُ
صار التّفــاضُلُ بالتقوى فلا حـسـبٌ== ولا كـفيلٌ ولا بيـضٌ وســــودانُ
ولا حـدودٌ فـأرْضي الـيومَ واحـدةٌ== ولا رئــيسٌ ولا مــــلْكٌ وديوانُ
من تاه من جدِّهِ فخْــراً بـــخصيتِهِ== اليـــومَ يطرقُ رأساً وهو خــجلانٌ
فالـجدُّ كانـت علـى الإسـلامِ صولتُهُ== ولم يــكُنْ منهُ للسكسونِ عِصْــيانُ
إنْ جَمَّـعتْ أُمَمــاً للكفر هَيْأَتُهـــا == فمــا لِيونا1 على الإسـلامِ سُلْطـــانُ
لِـلْجَنْحِ للــسَّلْمِ معنىُ في شريــعتنــــا اســــــــتسلامهمُ عـن يـدٍ مــنّا وإذعــانُ
إن عــاقَ عُقْبــةَ2 عند الفتحِ ذو ثَبَجٍ== فدونَ أُســطولِنا يَـــمٌّ وخُلجــانُ
فالــلهُ أرسَلَ دينَ الــحَقِّ خــاتِمَةً== كــيما يـسود فلا تعلوهُ أديـــانُ
ومــا ابتغينـا بغـيرِ اللهِ عِــزَّتــنا == إلا وحــاقَ بـــــنا ذُلٌّ وخسرانُ
هـي الخـلافةُ أصـلٌ من عـــــــــقيدتنا== حبــــلٌ من الله فيه العـزُّ والشّــــانُ
(1)- يونا=UNA
(2)- عقبة بن نافع
|