عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 20-03-2001, 02:16 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

أخي جمال

المثال الذي أتيت به يقع في باب السلخ، وهو كما سيأتي لا يعد ثلمة في أبي البقاء حيث إن بيته لا يقل جودة عن بيت أبي الفتح.

وإليكم باقي التعريفات:

3. الشعر المحدود والمجدود: وهو اشتهار الآخذ بالمعنى دون غيره مثل قول عنترة بن شداد:

فشككت بالرمح الطويل ثيابه .... ليس الكريم على القنا بمحرمِ

أخذه من قول المهلهل:

لا تحسبن بني المرار وملكهم .... يوم اللقاء على القنا بحرامِ

فعلى الرغم من أن قول المهلهل هو الأصل فإن بيت عنترة هو الذي اشتهر لإحسانه وبراعته.

4. تكافؤ إحسان المتبع والمبتدع: وهو قريب من اللون السابق مثل قول الأعشى:

إذا حاجة ولـّتك لا تستطيعها .... فخذ طرفا من غيرها حين تسبقُ

وقول عمرو بن معدي كرب:

إذا لم تستطع شيئا فدعه .... وجاوزه إلى ما تستطيعُ

5. نقل المعنى إلى غيره: وهو أن ينقل الشاعر المعنى من وجهه الذي وجه له، وينقل اللفظ عن طريقه الذي سلك به إلى

وجه آخر إخفاء للسرق والأحتذاء وتورية عن الاتباع والاقتفاء.

مثل قول امرئ القيس يصف فرسا:

طويلٌ عظيمٌ مطمئنٌ كأنه .... بأسفل ذي ماوانَ سرحةُ مرقبِ

أخذته الخنساء، فنقلته إلى المدح، وزادت فيه زيادة لطيفة، فقالت:

وإن صخرا لتأتم الهداة به .... كأنه علم في رأسه نارُ

ومثل قول أبي تمام في الهجو:

يتغفـّى عنهم ولكنه تنـْصل تنـ ... صل أخلاقه نصول المشيبِ

فقال البحتري، ونقله إلى جهة أخرى وأخفى السرق فيه:

والعيس تنصل من دجاء كما انجلى ... صبغ الشباب عن القذال الأشيبِ

6. تقابل النظر في المعنى إلى مثله: وهو أن يأتي الشاعر بمعنى في بيت بلفظ محصور، فيأتي شاعر آخر بجزء من ذلك

المعنى في جزء من ذلك اللفظ مضافا إلى لفظ غيره، أو يأتي بالمعنى سائره في لفظ غير الأول جميعه فيكون ذلك تقابل

النظر في المعنى إلى مثله، كقول أبي نواس:

لا أذوج الطير عن شجر ... قد بلوت المرّ من ثمره

قابل أبو الطيب المتنبي النظر في المعنى إلى مثله، فقال:

تخيروا شجراتٍ غيرَ زاكيةٍ ... لقد جنى ثمر المكروه جانيها

7. السلب: وهو أن يكون الشاعر المجود قد أتى بمعنى كساه لفظا، فيأخذ شاعر آخر أكثر ذلك المعنى، ويأتي له في لفظ

غيره، وعليه مسحة من اللفظ الأول مثل قول ديك الجن:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى .... فصادف قلبا فارغا فتمكنا

سلبه المتنبي، فقال:

ولكنّ حبا خامر القلب في الصبا .... يزيد على مر الزمان ويشتدُّ

8. السلخ أو الاهتدام: والفرق بين السلخ والسلب أن السلخ: أخذ المعنى والإتيان بأكثر لفظه، أما السلب فهو أخذ المعنى

وتغيير لفظه، والسلخ كقول البحتري:

وغريرة الألحاظ ناعمة الصبا .... غَرِيَ الوشاة
بها ولجَّ العذلُ

سلخه المتنبي، فقال:

كم وقفة سحرتك شوقا بعدما ..... غري الوشاة بها ولجّ العذلُ

9. الالتقاط والتلفيق: وهو ترقيع الألفاظ، وتلفيقها، واجتلاب الشاعر الكلام من أبيات أخر حتى ينظم بيتا مثل قول يزيد بن

الطثرية:

إذا ما رآني مقبلا غضّ طرفه .... كأن شعاع الشمس دوني مقابله

فقوله (إذا ما رآني مقبلا) مأخوذ من قول جميل:

إذا ما رأوني مقبلا من ثنية .... يقولون من هذا وقد عرفوني

وقوله (غض الطرف) مأخوذ من قول جرير:

فغض الطرف إنك من نمير .... فلا كعبا بلغت ولا كلابا

وقوله (كأن شعاع الشمس دوني مقابله) من قول عنترة الطائي:

إذا أبصرتني أعرضت عني .... كأن الشمس من قبلي تدور

وبهذا نكون انتهينا من السرقات المستحسنة.
الرد مع إقتباس