عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 28-03-2001, 12:05 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post


18. تقصير المتبع عن إحسان المبتدع

وهو أن يأخذ الشاعر معنى لغيره ويأخذ ألفاظا من البيت هي مركز ذلك المعنى ويزيد فيها لفظا من عنده تتمة لوزن البيت،

فينقص ما زاده فيه من اللفظ من إحكام المعنى واللفظ الذي أخذهما لا سيما إذا صاغه في لفظ متكلف.

مثل قول أبي تمام:

لآل وهبٍ أيادٍ كلما اجتديت .... فعلن في المحل ما لا يفعل الديمُ

أخذه البحتري فأساء الأخذ، وقصر عنه، فقال:

الفاعلون إذا لذنا بظلهمُ .... ما يفعل الغيثُ في شؤبوبهِ الهتنِ

فاستكره العبارة، ونقص عن استيفاء المعنى، لأن الغيث في شؤبوبه الهتن (أي في دفعات، ويقال أن الشؤبوب المطر الذي

يخالطه برد) ربما عفى الآثار، وهدم الديار، وأسال الأودية، فأهلك من مر بها سالكا واقتلع الشجر، وهشم الثمر، وأبو تمام

جعل ما يجدي به الممدوحون فاعلا ما تفعله الأنواء في المحول من اهتزاز الثرى، وإنبات المرعى، وإحياء الكلأ، وإيراق

ما ذوى من الشجر...

19. تكافؤ السارق والسابق في الإساءة والتقصير: وهو أن يأتي الشاعر بمعنى لغيره قد أساء فيه الشاعر الأول فيتبعه اقتداء

بما صنع، واقتفاء لأثره فقط، ويورد المؤلف أمثلة عديدة على هذا اللون مثل قول الشماخ مخاطبا ناقته:

إذا أبلغتني وحملت رحلي ..... عرابة فاشرقي بدم الوتينِ
حرُمتِ على الأزمة والولايا .... وأعلاق الرحالة والوضينِ


فقال له أحيحة بن الجلاح، هذا بئس المجازاة جازيتها به.


واقتفى أثره في الإساءة والتقصير ذو الرمة، فقال:


إذا ابن موسى بلالا بلغتِهِ .... فقام بفأسٍ بين وصليكِ جازرُ


واحتذى بهما أبو دهبل الجمحي حيث قال:


يا ناق سيري واشرقي ... بدم إذا جئت المغيرهْ
شيثيبني أخرى سوا .... كِ وتلك لي منه يسيرهْ


انتهى بهذا باب السرقات، أسأل الله أن تكونوا قد انتفعتم به، وأسأله الأجر على ما قمنا بتقديمه.

عمر مطر
الرد مع إقتباس