الموضوع: سوطان
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 03-11-2001, 12:35 AM
mubarrah mubarrah غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 81
Post

الأخ الكريم عمر..
أسر كثيراً لقراءة ردودك ، فإنك تضع يدك على مواطن الجمال ، وتنبه إلى مواضع الضعف ، بعين الناقد الحاذق والأديب الذواقة.
لكن ولما لم يأت رد آخر على القصيدة ، فقد تساءلت هل فيها ما يمنع من وصولها إلى الإخوة أدباء الخيمة ومتابعيها ، وأنت أشرت إلى سببين: "مبهمة قليلا ، وصعبة الألفاظ"
أما الإبهام فليس يبلغ الحد الذي يجعلها غير مفهومة ، لكنها صعبة ، والصعوبة في الحقيقة لها لذة في قراءة بعض الشعراء والأدباء ، كالرافعي ، فإنها بقدر ما هي ممتعة ، بقدر ما تسلتزم إحضار الذهن ، وهي عنده ليست بسبب صعوبة الألفاظ ، لكن تعقيد التراكيب. أنا بالطبع لم أبلغ من الرافعي مبلغاً ، لكن أذكره على سبيل المثال. والصعوبة متى توافر معها الصور الفنية والخيال المبدع ، لم تكن مانعاً قط من تذوق الأدب.
وأما صعوبة الألفاظ فإن فيها ألفاظاً صعبة ، ومن البلاغة ترك الحوشي والغريب ، لكن معظم المفردات المستصعبة إما مفردات قرآنية أو نبوية ، وهي ليست ولا قريباً من مفردات ذي الرمة او رؤبة بن العجاج ، ومع هذا فلا ريب أن في عصرنا هذا من يتذوق شعرهم ، ربما مع تقليب النظر بين الحاشية والنص لقراءة تفسير بعض المفردات.
كان لاختيار القافية دورً في ذلك بلا شك ، والكتابة في القوافي الصعبة تحد للشاعر ، وإظهار لاطلاعة على كنز هذه اللغة الثرة ، لكن لا يجب أن يضحى في سبيل ذلك بالجمال الفني والصور والأخيلة.
ومن ناحية الفكرة والعاطفة ، فهي تصوير للمعاناة التي ندركها جميعاً في عصرنا الرديء هذا ، ولعلك بجمعك الذكي بين مطلع القصيدة وختامها أشرت إلى معانيها عامة ، من المعاناة الشديدة ، وميلاد الفجر من رحم هذه المعاناة.
أشكرك جزيلاً على تفضلك بالوقوف عند كل مشاركاتي متجاوباً أو محللاً أو ناقداً.

[ 04-11-2001: المشاركة عدلت بواسطة: mubarrah ]
الرد مع إقتباس