عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 25-03-2001, 08:17 PM
الصمصام الصمصام غير متصل
ذهـَــبَ مـَــعَ الرِيحْ
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,410
Post

الأخوان عمر وسلاف:
من خلال مقاليكما نستطيع أن نقول أننا نتفق على أهمية الشعر
العامى كلون من ألوان التراث والفكر الإنسانى ، وأنه مصدر
مهم للتأريخ والتعرف على أسماء الأماكن وتحديد مواقعهاوتسجيل
أحوال الحياه السياسيه والإجتماعيه ة والإقتصاديه خاصة خلال
تلك المرحله التى إنقطع فيها التدوين وكتابة التاريخ وأنا
أعنى هنا تحديداً منطقة الجزيره العربيه وعادت الحياة كما كانت عليه خلال العصر الجاهلى ولذلك أستطيع أن أطلق على تلك المرحله
التى تمتد من أواخر العهد العباسى إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجرى (العصر الجاهلى الثانى ) ولا أريد أن أقارن بين الجاهليتين لكي لا نخرج عن الموضوع الذى نتحدث عنه.
وفى نفس الوقت نرفض أن يكون لهذا اللون تخصص يدرس كعلم فى
الجامعات لما فى ذلك من الخطر الكبير على الدين واللغه.
وقد يقول قائل: لم لا ندرسه كعلم للتعرف على تاريخ المنطقه،
فأقول : بذلك سوف نعطى الفرصه لأعداء الدين واللغه والداعيين إلى العاميه لبث سمومهم واتخاذ هذه الماده كستار وغطاء للوصول
إلى أغراضهم الخبيثه،إلى جانب المخاطر الأخرى المعروفه لدينا
من نشر للعاميه والإبتعاد عن لغة القران الكريم وكلنا يعلم
ما سينشأ حين لا يفهم العرب لغة قرانهم،وأيضاًإحياء للعصبيات
القبليه والقوميه والثارات التى لم تمت وإنما هي تنتظر من
يحييها،إلى جانب أنها ستزيد من الفرقه بين العرب أنفسهم
والعرب والمسلمين من غير العرب.
وأنا أخالف الأخ عمر مطر فى نظرته لمستقبل اللغه وتفاؤله،
صحيح أننا الان نتخاطب عبر الإنترنت فى هذا الموضوع وبيننا
ما بيننا من المسافات ولكن نحن قلّه أمام الأكثريه التى تستخدم
الإنترنت لأغراض أخرى وتتحاور بالعاميه من خلال النت،ثمّ الواقع
التعليمى المر ( وأنا أتحدث هنا عن السعوديه ) لا يبشر بالخير
ولو قارنّا بين الأجيال التى تخرجت فى السابق والأجيال الحاليه
للاحظنا الفرق الشاسع،فالتعليم كان فى السابق تعليماً بمعناه
المتكامل إلى جانب التربيه،وبعد ذلك بدأ التعليم ينحدر شيئا فشيئاحتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم والمتابع للعمليه
التعليميه يحس بأنّ الهدف من التعليم حالياّ هو تعليم الطلاب
القراءه والكتابه فقط (محو أميه) إلى جانب إغفال الناحيه
التربويه وأصبح المعلم عباره عن مؤدى فقط لا غير.
النقطه التى لفتت إنتباهى فى موضوع الأخ سلاف هو ما ذكره نقلاً
عن كتاب الدكتور مرزوق عن إجتماع اللجنه المهتمه بالفكرالعامى
فى الرياض وخروجها بتوصيه توصى بتشكيل لجنه من المختصين لدراسة
صيغه علميه لكتابة اللغه المحليه أي أبجديه عاميه غير أبجدية الفصحى . ألا ترى معى ياأخى سلاف أن جزءاً من هذا المخطط قد نجح
. فلو لاحظت وتتبعت قصائد الشعر النبطى حالياً لوجدت أنها تكتب
بطريقه متاشبهه وبأسلوب يكاد يكون موحدّاً وبلهجه لا تختلف أي
توحد المفردات (الغالب عليها لهجة أهل نجد ) مع أنّ الشعراء
من جميع مناطق المملكه وكل منطقه كما تعلم تتميز بلهجتها ولها
مفرداتها اللغويه الخاصة بها،وللصحف والمجلات الشعبيه دور كبير
فى ذلك،إلى جانب الأغانى التى تسهم فى نشر وترسيخ هذه المفردات
ففى السابق كنّا نجد الكثير من القصائد الشعبيه المغنّاه بلهجات
مختلفه وخاصةً الحجازيه واليمنيه أمّا اليوم فقد إختفت هذه اللهجات نهائياً من الغناء.
الرد مع إقتباس