عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 01-06-2001, 05:39 PM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Post وقفة .. على ميناء "إيلات"

وا أسفاه ... والهف قلباه .. واحزناه .

في هذين اليومين الماضيين أيها الإخوة ..

فارقتكم لتحقيق أمنيةٍ طالما أرّقتني ، وآلمني أن لم أحققها .

شددت رحلي .. وواصلت سرى الليل بسعي النهار .

حتى وصلت إلى مدينة "حقل" .

هل تعرفون هذه المدينة الجميلة ؟؟؟

إن أهم مزيّةٍ لهذه المدينة عندي ... هي أنها أقرب نقطةٍ في مملكتنا إلى أرض فلسطين الحبيبة .

لا أدري ما الذي أقوله لكم .. لو أنكم وقفتم ذلك الموقف الذي وقفته .

في ذلك المكان المشرف على خليج العقبة .
وأنا أبصر الحدود مع الأردن في "الدرة" وألمح أنوار مدينة العقبة الأردنية .
وأرى في الجهة المقابلة جبال سيناء في مصر .

وأبصر بكلّ أسىً ميناء "إيلات" الفلسطيني الأسير بيد اليهود الغاصبين .
كم آلمني أن قيل لي هذه مباني الميناء الإسرائيلي .

وكم مزق قلبي أن أشاروا إلى تلك الأضواء التي تبدو من بعيد وقالوا : هذا فندق إسرائيلي في حضن الجبل .

ومازلت أتجرّع الغصص غصةً تلو الغصّة حتى حان وقت مغادرتي .. والحزن لم يغادرني .

ولكنني قبل أن أغادر ألقيت نظرة أخيرة على المكان وحفظت تفاصيله جيداً .

فإنني أؤمّل أن لي إليه عودةً حين يأذن الواحد الديّان بنصره .

أتيت أركض والآمال تدعوني *** وخفقة الحب تجري في شراييني

وقمت أقتطع البيداء في ولهٍ *** علّ الدروب إلى الأوطان تهديني

سريت فوق رمال "البدع" موحشةً *** أرجاؤها ، كبقايا دمع مجنونِ

الدرب خاليةٌ ، والنفس واجفةٌ *** والعينُ دامعةٌ شوقاً لـ "جينينِ"

حتى وصلت إلى "حقلٍ" فنمت بها *** والصبح موعد دامي القلبِ محزونِ

فجاءني الصبح والأفراح تبرق لي *** وقمت أتبع أحلاماً تناديني

وسرت كل لآلي البحر ترقبني *** والفجر يبسمُ ضحّاكاً يحيّيني

ورحت أسأل عن دربِ الوصول إلى *** أرض الأحبة في الشّقّ الفلسطيني

فقيل: تبصر خلف البحر أبنيةً ؟ *** هذي ديارهمُ رهن الزنازينِ

يسوسها من بني صهيون أحقرهم *** عصابةٌ قهروا جمع الملايينِ

تجبروا وطغوا واستكبروا وبغوا *** كأنما سكروا من شرب أفيونِ

سلاحهم لغة القصف التي صدقت ***وخبزهم دم أطفالٍ مساكينِ

فأنهضوا بسنان الرمح دولتهم *** ونحن دولتنا أشعار زيتونِ

في كل يومٍ لهم في "القدس" مذبحةٌ *** وفي "الخليل" بكاء الثّكل يبكيني

و"خان يونس" في أرجائها رَهبٌ *** وفي حلاقمها ذبح السكاكينِ

وفي ربى "غزّةٍ" ترجيع نائحةٍ *** وفي "الخليلِ" بكاءٌ غير مدفونِ

فقلت: مهلكَ لن أبقى وأتركهم *** إني سأنهضُ ذي "إيلاتُ" تدعوني

فقال: كيف ودرب البحرِ تغلقُه *** بوارجٌ كجبالٍ ذات عرنينِ

فقلت: والأمة الثّكلى أما اجتمعت؟! *** فقال: ما اجتمعت إلا على الدينِ

يسوؤهم أن يُرى في الكونِ مرتفعاً *** شعار أمتهم يحظى بتمكينِ

الحكم ليس بما قالت شريعتهم *** تعلمنوا وقضوا عمراً بلا دينِ

وعاهدوا خصمهم قهراً لإخوتهم *** تسوّلاً لبقايا زاد صهيونِ

فقلت: حسبك من قومِ هوانهمُ *** على عدوّهمُ بعداً لتمكينِ

غرزتَ نصلك في قلبي فجرّحهُ *** وشمت سيفك ، كاد السيف يرديني

دعني أعودُ فإن اليأس لازمني *** والحزن فوق شفاهي غير مخزونِ

سًدّت دروبك يا "أقصى" فوا أسفا *** أن لم أجبك فنار القهر تكويني

قد طال ليلك والأفلاك حالكةٌ *** سامت بحلكتها ليل المساجينِ

صبراً فعودتنا يا "قدس" قد أزفت *** تدكّ جيش قبيحِ الذكر شارونِ

وتنشر الرعب في أرجاء دولتهم *** فينتهي أمرهم من غير تأبينِ

صبراً إذا اجتمعت جند الإله فلن *** نلقى الهوان من الرجس الملاعينِ

سينشدُ الكون يوم النصرِ فرحتنا *** وتنبت الأرض أزهار الرياحينِ

المعتمد بن عباد
الرد مع إقتباس