الموضوع: ذاتَ (آلو)
عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 12-06-2000, 03:30 PM
Samy Samy غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 18
Lightbulb

الأخت ميموزا
كأني أستقرئ من نقدك لنقدي تباينا بين وجهتي نظرنا . وهذا حق مشروع للجميع . ولكن يجب على الناقد أن ينظر بداية بعين شمولية على القصيدة ومن بعدها يقوم باستعمال أدواته في كل ركن وزاوية وحرف فيها . ولم يكن النقد يؤخذ على محامل ضيق نظرة الناقد للعمل وإلا جعل الناقد من نفسه عرضة ومحلا لنقد كل منتقد . لذلك اقول لست أدري ما هما ظرفي الزمان والمكان اللذين بنيت عليهما نقدك ؟ فأنت تقولين :
(لماذا كل ( آلو ) نحن لا نستخدم هذه الكلمة إلا مرة واحدة عند بدء المكالمة ، حتى نتعرف هوية المتصل ، فهل ظلت تردد هذه الكلمة فقط دون أن تزيد عليها ؟!)

إولا / فلو نظرنا لبيت السلاف الذي يقول فيه

يظلُّ قلبُكَ موصولا بها أبداً !
…………...فكلُّ (آلو) تشظّيه إذن مِزقا

فهذا لا يعني بأن بقية القصيدة بنيت تبعا لأحداث مكالمة هاتفية فلم تكن المكالمة إلا باعثا لإستثارة العواطف ومن ثم لنظم القصيدة ولست أرى ما يدعم إتهامك لحبيبةالشاعر بتردادها للفظة (الو) حتى قمت أنت تذكرينه بنسيانه لعدد مرات نطقها وبصمته الغير مبرر .ومع هذا فإنني أتفهم بأن الشاعر يتمزق قلبه ويتشظى كلما سمع صوت حبيبته على الهاتف أو ربما حين يذكر إسمها على مسامعه . وليس هناك أي ربط بين منطوق البيت وما حسبتيه انت عيبا عليه بوقوفك عند تلك اللحظة الزمنية . وكان أحداث القصيدة قد بدات وأنتهت عند لفظة (الو).وكم كنت أخشى أن تلومين الشاعر على كلمته (قلبك) ولم يستعمل (قلبي) لكي لا تظنيني بأنه يناجي السامع .

ثانيا / وتقولين

( ترك سلاف صوتها ، وانتقل إلى طلعتها البهية ، والهاتف لا ينقل الصورة عادة !!! ولكن الأحلام تفعل ) ردا على بيته القائل :

يا حسن طلعتها كالبدرِ مكتملاً
…..….…..وكالربيعِ زكا والصبحِ مؤتلقا

وهنا أيضا أرى بأنك وضعت الشاعر ونفسك في ظرف الزمان بل والمكان وهل نستشف من قول الشاعر بأنه كان يراها وتراه أثناء المكالمة ؟ هل كان أمرا غريبا إن تصور الشاعر حبيبته أثناء تخاطبهما على الهاتف ؟ ومن منا لا يتصور وجه وشكل من يكلمه على الهاتف أثناء سماع صوته ومعرفته إياه ؟ وهل في بيته ما يعطيك قرينة على حدوث التقابل أثناء التخاطب بينهما ؟ فهل نسي الشاعر أم أغفل اللحظة؟

ثالثا / أما فقولك:

( والبيت الأخير هو الدليل القاطع والبرهان الساطع ، فسلاف لم يصلها ولم تصله ، وما زال الزمان يبعدهما )

فنقول نعم إن شاعرنا يشكو من النوى الذي يفرق بينه وبين حبيته وهل النوى يحول بين إمكانية التحدث على الهاتف بين المحبين ؟ وهل النوى يمنع الحبيب من وصف جمال حبيبته لقارئيه ؟ وهل إن وصفها سيأتي سائل ليسأله وكيف عرفت شكل حبيبتك وأنت على الهاتف؟ قد يكون كلامك منطقيا وفي محله في حالة واحدة فقط وهي ان الشاعر قد تعرف على حبيبته وأحبها من خلال الإنترنت أو من خلال صوتها فقط على الهاتف ولم يرها من قبل . ولكن منطوق البيت وحتى بقية القصيدة لا يوجد فيه أو فيها ما يشير لذلك .ولكن إعادة لبيته قد يفيد بأن الشاعر قد تقابل مع حبيبة ويعرفها

يا حسن طلعتها كالبدرِ مكتملاً
…..….…..وكالربيعِ زكا والصبحِ مؤتلقا


رابعا / وأما ظنك بأنه كان على الشاعر إعتبار التحادث بينه وبين حبيبة كوصل بينهما حين تقولين :

( وإن كان الاتصال الهاتفي حقيقة ، فسيعتبره وصلاً ، فالمحب عادة ينسى فضيلة الطموح ، ويرضى بالقليل من الحبيب !!!)

فأقول لماذا تحجرين على الشاعر رغباته وتحددين أنت له مساحة مراده والتعبير عنها ؟
أيعتبر ذلك مثلبة أم عيبا عليه ؟ نعم إن الشاعر (الحبيب) يتوق لرؤية حبيبته عيانا ولم نراه يعتبر صوتها كافيا كالوصل وهذا من حقه طالما هذه رغبته ..

خامسا / عندما تناولت أنا ما قاله السلاف نظرت له من خلال ما يمليه الشعر على الناقد من زوايا مختلفة هذا بالطبع مع عدم إغفالي لتسلسل الأحداث ولكني لم أنظر لها من منظار ظرفي الزمان والمكان كما فعلت أنت يا أخت ميموزا .. فجميل أن تنقدي نقدي ولعلني استفيد منك .

أرجو منك أن تبيني لنا رأيك بعد ما أبديت لك وجهة نظري هذا وقد أكتفيت بما قلته ولم أر حاجة للإتيان بأبيات شعر لعدد من الشعراء كأمثلة على ما قلت لكي لا يطول بنا المقام .ويكفي ببعض المعلقات لنرى كيف يصف الشاعر أشياء لم تكن موجودة أثناء الحدث بل نراه قد تعايش معها وحاورها .

أخيرا / وأما بحثي في طلب سامي في البيت الذي يردده فقد بينت وجهة نظري به في تعليقي على قصيدة السندباد وأرجو ممن أراد أن يقرأه هناك .

وتقبلوا تحياتي

Samy
الرد مع إقتباس