عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-08-2001, 04:57 PM
عمر الشادي عمر الشادي غير متصل
معارض
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2000
المشاركات: 4,476
Post [][]- المرتجى - في أحوال الأنظمة العربية -[][] الجزء الثاني

إخواني أهالي الخيمة الأكارم
في نقلة إلى القسم الثاني من الموضوع وهو بعنوان "المرتجى"
بعدما استفاض الحديث عن واقع الأنظمة العربية الأليم والمؤلم
من عمالات وخيانات وسياسات محورها المنفعة الشخصية وما إلى هنالك
أضع بين يديكم أول ما أضع حادثة تاريخية لا يكاد يطلع عليها غير قليل
إلا أنني وجدتُ فيها الفائدة العظيمة
ولعلها ليست من المحكم
ففيها كلام وردّ على ما أظن
وربما وضعتها في غير محلها
فتابعونا بارك الله فيكم

بعث السلطان أحمد الأول
وهو باني ذلك الجامع البديع ذي المآذن الست (6) قرب آيا صوفيا في اسطنبول
إلى شيخ الإسلام الشيخ محمد سعد الدين رحمه الله
بخطّ سلطاني يسأله فيه: "ما هو سبب الخلل في كيان الدولة وشؤون الرعية مع النصر الموعود لهذه الأمة؟"
فأخذ الشيخ الخط السلطاني من يدِ كبير الحجاب وكتب تحته بعد مدّ باء الجواب على الوجه المعتاد في الافتاءات :"مالي ولهذا الأمر؟كتبه محمد بن سعد الدين".إ.هـ
وأعاد الورق إلى السدة الملكية ،فاحتد السلطان غضبا واغتاظ جد الغيظ حيث اعتبر أن شيخ الإسلام لم يلتفت إلى سؤاله فطلبه للمثول بين يديه في الحال
فحضر وأخذ السلطان يعاتبه مُرّ العتاب على خلاف ما هو المعتاد من التسامح مع مشايخ الإسلام
وقال السلطان:"كيف تقول أنا مالي من أمر يهمني جدا وتهمل الجواب ؟ "
فقال شيخ الإسلام : كلا بل جاوبت على سؤال مولانا أدقّ جواب،فمتى كانت عناية رجال الدولة وأفراد الأمة بما يخصهم أنفسهم فقط دون التفات إلى ما يعمّ ضرره الجميع أو يشمل نفعه قائلين:ما لي ولهذا الأمر؟ فقد طمّت البلية وعمّت المصيبة لانصرافهم إلى ما منافعهم الشخصية دون النفع العام
ولما شرح شيخ الإسلام هذا الشرح أعجب به السلطان جدا وخجل من عتابه وسعى في إرضائه سعيا بالغا وأنعم عليه بثلاث خلع فاخرة - تاريخ - [مقالات الكوثري]
__________________
قلبي إمام العاشقين

إني ارتضيتُ مذاهبا ... للشافعي ومالكِ
وأبي حنيفة أحمدٍ ... نهج الخلاص لسالكِ