عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 26-08-2001, 10:30 AM
sakher sakher غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 142
Post الجواب الشافى فى حــزب الـبـعـث الـعـربـي الاشــتراكــي

فصول من كتاب القومية العربية ، للشيخ عبد الله عزام رحمه الله

حــزب الـبـعـث الـعـربـي الاشــتراكــي

يقول سامي الجندي (43) : ( مبادئ حزب البعث المنقولة عن مبادئ الحزب القومي الذي شكله الأرسوزي :

1- العرب أمة واحدة .

2- للعرب زعيم واحد يتجلى من إمكانات الأمة العربية يمثلها ويعبر عنها.

3- العروبة وجداننا القومي. مصدر المقدسات، عنه تنبثق المثل العليا، وبالنسبة إليه تقدر قيم الأشياء.

4- العربي سيد القدر ، وفسرها الارسوزي مستشهدا بالإنجيل (لا تسقط شعرة من رؤوسكم إلا بأمر أبيكم الذي في السموات).

يقول الجندي (44) : ( وفي 92/11/1940 كنا في غرفة ، فقال الأرسوزي: أرى أن نؤسس حزبا نسميه حزب البعث العربي) . أصبحت مبادئ الحزب القومي هي مبادئ حزب البعث العربي هي هي (45).

ويقول سامي الجندي : (كنا عصاة تمردنا على كل القيم القديمة، أعداء لكل ما تعارف عليه البشر، ألحدنا بكل الطقوس والعلاقات والأديان) (46).(اتهمنا بالإلحاد وكان ذلك صحيحا أيضا رغم كل ما زعم البعثيون فيما بعد من مزاعم التبرير)(45).

أما مشيل عفلق : فكان متأثرا بنت‏شه(Andray Geed) واندرية وجيد .

في آذار سنة 1949 جاء حسني الزعيم فأيده البعث ، ثم اختلفوا ، فألقى بمشيل عفلق في السجن ، فكتب مذكرة استعطاف له فخرج ، ثم جاء الحناوي بعد حسني الزعيم فاختار ميشيل عفلق وزيرا للمعارف فاغتنمها فرصة ليرسل البعثيين في بعثات دراسية إلى فرنسا ، فعادوا واستلموا الجامعات والإدارات.

كان الصراع على أشده بين قادة الحزب حتى أنه في انتخابات سنة 1955 للمؤتمر القطري كانوا يقولون (عفلق جاسوس إنجليزي والحوراني فرنسي والبيطار عميل لأكثر من دولة ) (47). أما الاتهامات بالسرقة والجرائم الخلقية فحدث عنها ولا حرج.

وهنا نسجل بعض الملاحظات :

1ـ لقد كان الحزب مأوى يتجمع فيه كل الناقمين على الإسلام أو الطامعين في الحكم ، فانتبه النصيريون إليه ودخلوه ليكون سلما إلى دولتهم النصيرية ، ودخل فيه الاسماعيليون مثل سامي الجندي وعبد الكريم الجندي ، والدروز: مثل سليم حاطوم ، واليهود: مثل إيلي كوهين (48) : ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي ذهب إلى الأرجنتين وأقام صداقة مع أمين الحافظ ثم دخل سوريا باسم (كامل أمين ثابت) وسكن حي (أبو رمانة ) في دمشق، وأصبحت شقته الحصن الحصين الذي يأوي إليه قادة البعث ، وفوق أسرة كوهين شرب نخب النصر سليم حاطوم وعبد الكريم زهر الدين يوم الانقلاب البعثي ( 8 آذار 1963) ، وعرضت على كوهين الوزارة واستشار بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل فلم يوافق. وكان يسمى الشاب الثوري الأول ، وكان الشخص المدني الوحيد الذي يدخل المطارات والقواعد العسكرية، وأخيرا اكتشفت السفارة الهندية أنه يهودي من خلال الإشارات اللاسلكية التي يرسلها إلى إسرائيل يوميا ، وكانت فضيحة عالمية وحوكم كوهين وكان الذي يحاكمه هم تلاميذه وربائب حجره - ولعله وعد بأن يخلي سراحه إذا أخفى مصائب الحزب البعثي الحاكم.. وكان سليم حاطوم هو رئيس المحكمة العسكرية التي حاكمته وبسرعة فائقة طويت القضية وأعدم كوهين ليطوي في صدره مآسي ونكبات الصبية البعثيين الذين تديرهم اليهودية العالمية من خلال المرأة والكأس.

2ـ إن المؤسسين لحزب البعث ليسوا مسلمين أصلا : فزكي الأرسوزي نصيري ملحد، وميشيل عفلق نصراني - قيل أنه يوناني الأصل .

3ـ إن مبادئ حزب البعث كفر صريح : (العروبة مصدر المقدسات عنه تنبثق المثل العليا ، وبالنسبة إليه تقدر قيم الأشياء ، العربي سيد القدر) ، المثل العليا هي العروبة وليس الإسلام أو القرآن والسنة. وكان أتباع البعث الأوائل ملحدين ، أعداء للأديان جميعا .
( لقد كنا خوارج على الشرائع التي تعارف عليها الناس فنسفناها جمعيا ) (49).

5ـ إن الحزب رغم ادعائه القومية والوطنية لم يعد دراسة عن القضية الفلسطينية : (49) أخطر قضية عربية في العصر الحديث .

6ـ لقد تسلق النصيريون على سلم البعث : فاستطاعوا أن يستلموا البلد عسكريا ومدنيا، وفي 32 شباط سنة 1966 قام صلاح جديد - النصيري بحركته التصحيحية - أي إقصاء عناصر أهل السنة من مراكز القوى ، وفي سنة 1970 عندما جاء حافظ الأسد جعل الدولة نصيرية خالصة.

7ـ إن الأحزاب القومية ليس لها أيديولوجية (عقيدة ) : تجاه الكون والإنسان والحياة ولذا بقيت إطارا فقط دون مضمون ولذا اضطرت أن تملأ فراغها العقائدي بالماركسية والاشتراكية، ولذا فإن الأحزاب القومية كلها أصبحت:- (عربية الإطار والمظهر، شيوعية الحقيقة والمخبر) وهذا الذي أقر به جلال السيد في كتابه (حقيقة القومية العربية ) (50) : بأن هنالك تيار عفوي قام بصياغة المواضيع الاقتصادية، لأن الرواسب قد أطلت تحت ستار التقدمية والاشتراكية ، وبأن الشيوعية هي حقيقة هذا التيار.

8 ـ لقد انتحر الحزب بمجرد وصوله إلى الحكم : ولقد انتقد ميشيل عفلق سنة 1965 في سوريا تسلط العسكريين على الحزب وإقصاء المدنيين من اللجان المركزية للحزب ، فطرد عفلق بل حكم عليه بالإعدام هو والمؤسس الآخر صلاح البيطار، ثم لوحق البيطار حتى اغتالته النصيرية في باريس سنة 1981 ، وأما عفلق فقد احتضنه البعث العراقي بعد وصوله إلى الحكم في انقلاب 1968 على عبد الرحمن عارف. فجاء به تلميذه صدام حسين الذي أصبح
نائبا لرئيس الجمهورية ثم بالتالي رئيسا لجمهورية العراق.

وقد سئل الرئيس صدام حسين - في مقابلة صحفية له طبعت ووزعت في الأردن سنة 1981، ما علاقتك بمشيل عفلق؟ فرد صدام: ( علاقة الابن بأبيه ولولا ميشيل ما كان صدام شيئ ).
ومن المعروف أن صداما كان حارسا خاصا لميشيل عفلق من بداية الستينات. وكان ميشيل يستعمله لتصفية خصومه السياسيين. وفي سنة 1979 صفى الرئيس صدام حسين - منذ الأيام الأولى لحكمه - معظم قادة الحزب لمعارضتهم المبدئية لرئاسته. وكتب عن مأساة الحزب بعض قادته مثل الدكتور منيف الرزاز (التجربة المرة) ومطاع الصفدي ( حزب البعث مأساة المولد ومأساة المصير).

لقد انتهى الحزب في سوريا إذ تسلق عليه النصيريون ثم قتلوه، وأصبحوا يتفكهون بالتعدي على كل الأديان القيم والمبادئ . فاستعانوا أولا بذراري المسلمين الداخلة في حزب البعث ثم صفوهم تدريجيا .
وأصبح الكفر هو شعار الدولة في كل الأجهزة : كتب إبراهيم خلاص في مجلة جيش الشعب السورية 25/4/67 (والطريق الوحيد لتشييد حضارة العرب وبناء المجتمع العربي هي خلق الإنسان الاشتراكي العربي الجديد الذي يؤمن أن الله والأديان والإقطاع ورأس المال والاستعمار والمتخمين وكل القيم التي سادت المجتمع السابق ليست إلا دمي محنطة في متاحف التاريخ) .(51) .

وقال شفيق الكمالي يمدح صداما : ( تبارك وجهك القدسي فينا كوجه الله ينضح بالجلال ) .

وعندما دخلت قوات البعث حماة سنة 1964 كانت تهزج قائلة: ( هات سلاح خذ سلاح دين محمد ولى وراح ) .
وفي سنة 1980 خرجت سرايا الدفاع والحزبيون يهتفون ( يسقط الله) ، ( الأسد ربنا) ، ( لا إله إلا الوطن ولا رسول إلا البعث) (52) .
وأما النصيريون فكانوا يهتفون في جسر الشغور (لا إله إلآساجي - بن سليمان المرشد-) .

9ـ لقد ابتداء حزب البعث مع بداية الحرب الثانية 1939 : وكانت النازية والفاشستية تملأ برنينها العالم ولذا فقد تأثر.. فمثلا زكي الأرسوزي متأثر بنيتشة فيلسوف النازية خاصة كتابه (هكذا تكلم زرداشت عن موت الإله....) ، وأما عفلق فهو متأثر كذلك (بنيتشه) وجيد. فجاءت أفكارهم تلخيصا للإلحاد والقلق الذي كان يعاني منه نيتشه الذي كان يسمي النصرانية (دين الكلاب العرجاء) (53).

وأهم سمات فلسفة نيتشة تتلخص في ثلاث نقاط: 1- الإلحاد. 2- إن فكرة القيامة هي التي جعلت من النصرانية (أخلاق عبيد) إذ أن حقد الضعفاء تجاه الأقوياء جعلهم يوحون لهم بفكرة الآخرة فاستسلم الأقوياء للأساطير وعم ظلام النصرانية العالم. 3 - اليأس والقلق: اللذان هما شرطان دائمان للعظمة الإنسانية (54) .

وإليك مقارنة بين كلام عفلق وكلام النازية والفاشستية(55) :

1 – (البعث قدر الأمة العربية) يقابل كلام موسوليني (الفاشستية هي قدر الأمة الإيطالية) وهو الحق الإلهي عند هتلر ، وهو نفس كلام تروتسكي (إن الحزب الشيوعي لا يخطئ لأنه تجسيد للحتمية التاريخية).

) -2 إن عقيدة البعث لا يمكن الوصول إليها بالعقل ولكن بالإيمان وحده) يقابل كلام موسوليني (الفاشستية لا تناقش إنها تدرك بالإحساس).

3ـ إن القدر الذي حملنا رسالة البعث أعطانا الحق في أن نأمر بقوة ونتصرف بقسوة ) ، وهو نفس كلام موسوليني (إن القدر الذي حملنا رسالة الفاشستية أعطانا الحق في أن نأمر بقوة، ونتصرف بقسوة).

4 ـ إن البعث هو الطليعة،وعلى الجماهير أن تمشي وراءها) وهو نفس كلام موسوليني (إن الفاشستية هي حكم الصفوة المختارة وعليها أن تقود الجماهير) .