[ميثلوني في الشتات]

أخي نبيل أشكر لك سرعة استجابتك وطرحك القيم الذي أبدعت فيه
ولنستعرض الحقائق الواردة بطرحك من زاوية أخرى أو في ضوء حقائق مرتبطة موضوعيا معها.

أولا : المتغيرات التي سبقت مدريد
1- سقوط الاتحاد السوفيتي: حتى الآن أنا غير قادر على استيعاب التوقيت العجيب لسقوط الاتحاد السوفيتي والذي جعله وكأنه فصل مكمل لفصول أزمة الخليج وخاصة إذا علمنا مدى ارتباط غورباتشوف بالغرب وعلاقته باليهود الذين لا يخفى أثرهم على الاتحاد السوفيتي (فهم الذين ساهموا بإنجاح الثورة البلشفية فكان لهم 17 وزير يهودي الأبوين في أول حكومة شيوعية أسست في العالم كما لا يخفى على أحد الأصل اليهودي لمؤسس الشيوعية كارل ماركس وكذلك لكثير من مفكريها)
ومع الأخذ بعين الاعتبار للدور الذي كان يلعبه الاتحاد السوفيتي (يلعبه على العرب فقط) كحليف استراتيجي فإن الصورة قد تتضح أكثر ...... فها هو حليفكم يا عرب قد انهار فإلى من تلجؤون
2- آثار ونتائج أزمة الخليج الثانية:
ابتداء ما رأيك بوصف الملك حسين لأزمة الخليج الثانية بأنها مسرحية
حيث قال في خطابه الذي تلي اتفاقية الخيمة التي تمت على الحدود العراقية الكويتية :" وبهذا ينتهي الفصل الأخير من فصول مسرحية أزمة الخليج الثانية "
ألا ترى معي أن هذه المسرحية كان هدفها هو خلق الواقع الذي أسس لحالة التشرذم والتفرق العربي , ثم استخدم ليبرر تنازلات مدريد وأوسلو وليبرر إلغاء البنود النضالية الوطنية في الميثاق الوطني الفلسطيني
3- التضليل الأمريكي للعرب قديم جديد ولكن العرب لم يتعظوا من دروس الماضي القريب أو أن القيادات العربية بشكل عام لا تريد الاتعاظ أو مجرد التفكير به
.
.
إذ هل كانت كل هذه الظروف الموضوعية التي تبرر الخنوع العربي ورمي القضية الفلسطينية على ياسر عرفات ليحلها ويحمل وزرها ,فهل كان خلق هذه الظروف مسرحية مدبرة ؟؟
فإن كان الجواب إيجابا فمن هو مخرجها وماذا كان هدفه ؟؟؟؟؟؟
وهل كان الأمريكان واليهود صادقين عندما دعوا للسلام ابتداء من مدريد وانتهاء بشرم الشيخ ؟؟؟؟؟
وإن كان الأمر كذلك فما هو الهدف الذي يرمي إليه المخرج ؟؟؟؟

لنتمكن من الإجابة على هذه التساؤلات عليتا استعراض الظروف الموضوعية لدولة الكيان قبل مدريد
1- تراجع اقتصادي وركود في الكيان الصهيوني بسبب الإنتفاضة الأولى.
2- وجود الإسلاميين على ساحة الإنتفاضة مع تزايد الرصيد الشعبي لهم وظهور الجناح العسكري الذي كان نذير شؤم عليهم , مما يعني أن اليهود في مرحلة ما سيجدون أنفسهم مضطرين للتفاوض معهم.
3- عدم وجود بوادر لإمكانية كسر الإنتفاضة (طول نفس الشارع الفلسطيني مع محاولة تطوير النضال مع قصر نفس اليهود) وخاصة بعد فشل سياسة القبضة الحديدية التي اتبعها رابين
4- اقتراب موعد بناء الهيكل المزعوم وضغط اليمين اليهودي باتجاه هدم الأقصى
5- امتلاك بعض الدول المجاورة لأسلحة متطورة تصل إلى العمق الصهيوني
.
.
وبالنظر لمكاسب اليهود المنتظرة من عملية السلام حسبما بينها الأخ نبيل في مداخلته , فقد كان لابد من تهيئة الساحة العربية بظروف موضوعية جديدة من التناحر والفرقة وتدمير مراكز القوى فيها بإنتاج مسرحية أزمة الخليج الثانية , وكذلك كان لابد من تهيئة الساحة الدولية بإنهاء مسرحية الحليف الإستراتيجي للعرب ... وذلك لتبرير تنازلات مدريد وما تلاها
أما النظام العالمي الجديد فما هي إلا فصل من أكثر فصول المسرحية لؤما وخبثا وهي أداة أعطيت للأنظمة التي كانت عمالتها لأمريكا تسبق كل هذه الأحداث (مع ملاحظة أن أشد الأنظمة عمالة لأمريكا كانت هي أشدها محالفة لروسيا ومجاهرة بعداء أمريكا – يعني الأنظمة الثورية) وهذه الأداة ليست للأنظمة لتقتنع بما كانت تحلم به من الارتماء العلني بالحضن الأمريكي وإنما كانت للاستهلاك المحلي بمعنى لتبرير هذه التصرفات أمام الشعوب المغلوبة على أمرها
لم يعد الآن خافيا أن مؤلف ومخرج ومنتج هذه المسرحية هم اليهود والأمريكان أما الممثلون فقد رسم المخرج أدوراهم معارضين ومؤيدين بما يخدم أهداف المسرحية
بقي الآن أن ندخل في صلب موضوعنا ما هو التخطيط الاستراتيجي لليهود حيال عملية السلام ؟؟؟
وهل كان بنيتهم تطبيق اتفاقات أوسلو ودفع استحقاقاتها ؟؟؟؟؟
ولماذا التراجع المستمر من الحكومات اليهودية المتعاقبة بشكل أحرج شريكهم في السلام ؟؟؟؟؟
وإن كانوا قد عزموا الأمر على نقض الاتفاقات منذ البداية فما هو السيناريو الذي أعد له اليهود ؟؟؟؟
ثم …….
ما هي مواقف الأطراف الفلسطينية من أوسلو , وكيف توقع اليهود أن تكون ردة فعلها وخاصة مع الضغط على السلطة لضربها والتصادم معها ؟؟؟؟؟؟
هل كان لصمود الوحدة الوطنية الفلسطينية دور في تهور اليمين اليهودي واندفاعه لفرض ما يريد بالقوة ؟؟؟؟؟
ولنا عودة بإذن الله تعالى
ونريد مزيدا من مداخلات الأخوة الأعضاء……......