عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 25-07-2001, 06:58 PM
سسامر سسامر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 11
Post

الحلقة الرابعة:

أ- وضوح الهدف وعدم الاختلاف عليه مهما كانت الدوافع والنزعات الشخصية، وجعل الفكرة قبل الرجال.

الهدف هو إنشاء الدولة اليهودية. وأصبح الهدف بعد إنشائها هو المحافظة عليها وتوسيعها. ومن الملاحظ أن اليهود متفقون على هذا الهدف ولا يحيدون عنه أنملة، ولا يدعون فرصة لخلافاتهم الشخصية أو العرقية أو المذهبية للوقوف حجر عثرة أمام تحقيق هذا الهدف.

المثال الأول: اختلف حاييم وايزمن مع ثيودور هرتزل في طريقة وسرعة العمل على إنشاء الدولة العبرية، لكنهما اتفقا على الهدف المشترك (مرجع رقم 6 لعام 1999). كما هاجم شباب اليهود حاييم وايزمن واتهموه بالبطء والتخاذل في مساعيه لإنشاء الدولة، لكنهم لم يتهموه في إخلاصه للهدف (مرجع رقم 6 لعام 1999).

المثال الثاني: تؤمن طائفة من اليهود الأورثوذوكس (مرجع رقم 1) بعدم شرعية قيام دولة يهودية في فلسطين قبل عودة المسيح (ويقصد به مسيحهم هنا). ورغما عن ذلك فإن عددا كبيرا من أفراد هذه الطائفة تقيم في فلسطين المحتلة ولا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى إنهاء وجود الدولة اليهودية.

المثال الثالث: كان ألبرت أينشتاين (عالم الفيزياء الشهير الحاصل على جائزة نوبل وصاحب النظرية النسبية) أحد أهم الداعمين لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين (مرجع رقم 7)، لكنه لم يرض عن ممارسات الدولة العبرية بعد إنشائها واعتذر عن قبول أي من كراسي الفيزياء في جامعاتها المختلفة. ولكنه لم يطالب أبدا بإنهاء الدولة العبرية، بل حتى وضع حدود لها.

المثال الرابع: يعتبر نعوم تشومسكي (أستاذ اللغات المعروف في معهد ماساتشوستس للتقنية في بوسطن) واسرائيل شاهاك أستاذ الكيمياء السابق في الجامعة العبرية بالقدس من أهم اليهود المعارضين للدولة العبرية، خاصة فيما يتعلق بسياستها مع الفلسطينيين. لكن مسألة وجود الدولة اليهودية بالنسبة لهما غير قابلة للنقاش.

نخلص إذا إلى النتيجة أن اليهود متفقون على هدف سام بالنسبة لهم، والذي كان إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ثم أصبح المحافظة عليه وتوسيعه، ولا يختلفون عليه أبدا. وينحصر الخلاف بينهم في مسائل شكلية، وأحيانا مهمة، ولكنها لا تمس الهدف الأصلي.

ب- فهم طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه اليهود.

لولا هذا لما استطاع اليهود البقاء. فإذا كان المجتمع فاسدا أصبحوا رؤوس الفساد (ومثال ذلك عملهم كوكلاء لأصحاب الأرض الأغنياء في أوروبا على اضطهاد الفلاحين في القرون الثلاثة الماضية ومساعدتهم للأنظمة العنصرية والمجرمة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية (مرجع رقم 10)، وإن اعتمد تحقيق النصر على الإعلام فهم متميزون فيه، وإذا كان القضاء نزيها ومستقلا (إلى حد ما) فإنهم يلجئون للقضاء، وإن لم ينفعهم القضاء لجئوا لتغيير الدستور. وتفصيل هذه النقطة في الفقرات التالية.
__________________
لا بد من صنعا وإن طال الزمن