عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 25-07-2001, 07:30 PM
سسامر سسامر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 11
Post

الحلقة السابعة:

ر- الغش والخداع والتهويل والإبهام وتعمية الحقيقة.

اقترن اسم اليهود بالكذب والخداع والافتراء منذ القدم. وهم لم يتورعوا عن الكذب على الله عز وجل حتى يتورعوا عن الكذب عن غيره، كما أخبرنا بذلك القرآن الكريم (إن الله فقير ونحن أغنياء) آل عمران، 181. وقد ورد في التوراة (التي تسمى عند المسيحيين بالعهد القديم) أن يعقوب (عليه السلام) صارع الله فصرعه (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا). ويستخدم اليهود كل الأساليب الملتوية لتحقيق مآربهم متمثلين في ذلك مبدأ ميكيافيلي (المنشور في كتابه "الأمير"): الغاية تبرر الوسيلة.

المثال الأول: يعمد اليهود إلى تغيير دينهم ببساطة لخدمة أغراضهم الشخصية، كما فعلوا حينما حاولوا صرف المؤمنين في المدينة عن الإسلام بقبوله ثم الارتداد عنه سريع، قال تعالى: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) آل عمران، 72. ونجد الأمثلة الحية على ذلك من الإدارة الأمريكية الحالية حيث أن وزير الدفاع ويليام كوهين من أسرة يهودية ويدعي النصرانية، كما أن وزيرة الخارجية مادلين ألبرايت من أسرة يهودية (ابن عمها يعيش في مستوطنة في الضفة الغربية) ولكنها تدعي النصرانية. كما يشاع أن البابا جون بول الثاني (رأس الديانة الكاثوليكية الحالي) ينحدر من أسرة يهودية، والثابت أنه ماسوني وقد قام بإلغاء قانون بابوي الكاثوليكي ويطرد من الكنيسة إذا انتمى إلى جمعية ماسونية. ومن المعروف أنه لم يمر على تاريخ البابوية أكثر حرصا على مصلحة اليهود من البابا الحالي.

المثال الثاني: يحاول اليهود جهدهم خداع غيرهم. ومن الأمثلة الحية على محاولات الخداع اليهودية اتفاقيات السلام التي تهدف في آخر الأمر إلى تطبيع العلاقات بين الدولة اليهودية والدول العربية والإسلامية. وأعتقد يقينا أن الهدف الأول من هذه الاتفاقيات هو فتح الأسواق العربية والإسلامية أمام البضائع اليهودية، والثاني توجيه السياسة والتعليم في الدول العربية والإسلامية بحيث يخف العداء لليهود تدريجيا بين العرب والمسلمين حتى ينسوه أو تنساه الأجيال المقبلة. وموضوع هذه النقطة حيوي جدا وتجب مناقشته بتعمق ولكن لا يتسع المجال هنا للاستفاضة ولذلك سوف أقتصر على ضرب الأمثلة:
1- يظهر لكل ذي بصيرة الهدف الاقتصادي من وراء التطبيع المنشود، ومن أفضل المصادر التي تعالج هذا الموضوع شريط بعنوان التطبيع للشيخ سلمان العودة. وسوف تكفل منظمة التجارة العالمية للشركات اليهودية حرية الدخول إلى الأسواق العربية والإسلامية متى ما أصبحت هذه الدول أعضاء في هذه المنظمة ووقعت اتفاقيات سلام مع الدولة العبرية.
2- اختفت من وسائل الإعلام العربية والإسلامية (عدا إيران) استخدام مصطلح العدو الإسرائيلي عند التعبير عن الدولة اليهودية.
3- ألغي التجنيد الإجباري في الأردن (الصيغة الرسمية أنه جمد) إبان توقيع اتفاقية السلام مع الدولة اليهودية.
4- طالبت السلطات اليهودية السلطة الفلسطينية بمنع خطباء الجمعة في الضفة الغربية وقطاع غزة من استخدام الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تسيء لليهود، فلبت السلطة الفلسطينية الطلب فورا (نشر الخبر في جريدة الشرق الأوسط). وبعد هل لنا أن نعجب لهواننا على الناس؟
5- صدرت التوجيهات في دولة الإمارات العربية المتحدة بإزالة صور البطولة والشجاعة الإسلامية وقيم الجهاد والشهادة تدريجيا من مقررات اللغة العربية لمدارس البنين والبنات (حسب الإفادة الشخصية لأحد موجهي اللغة العربية في الإمارات).
6- يقول فهمي هويدي : (... فإن الاسرائيليين لم يكفوا عن مطالبة الدول العربية بوقف بث وتداول الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تناولت الاسرائيليين، وفضحت موقفهم من الإسلام والمسلمين منذ العهد النبوي، ووفي حدود علمي فإن عددا غير قليل من الدول العربية استجاب لهذه الدعوة، وروعيت الرغبة الاسرائيلية في مناهج التعليم، كما روعيت في خطب الجمعة، خصوصا تلك التي تبث عبر وسائل الإعلام وينقلها التلفزيون ...). ثم ضرب المثل بمناهج التربية الاسلامية في دولة خليجية حيث عمم خطاب رسمي على المدارس بحذف وتعليق النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والمباحث المتعلقة بأهل الكتاب عامة واليهود خاصة (مجلة المجلة، العدد 1060، 4-10/6/2000).

المثال الثالث: عمل اليهود بدأب حتى أصبحت تجد مادة منظمة التحرير الفلسطينية تحت مادة الإرهاب في مكتبات الغرب. وهذا عكس للحقيقة، ولكن الآذان لا تسمع إلا الصوت الجهوري.

المثال الرابع: يهول اليهود من مصائبهم كثيرا، وقصدهم في ذلك استجلاب شفقة المجتمعات التي يعيشون فيها. وأصدق مثال على ذلك هو ما يدعيه اليهود فيما يتعلق بعدد من قتلوا على يد النازية أثناء الحرب العالمية الثانية. وأية محاولة، مهما كانت علمية ومبنية على أسس تاريخية متينة، لمراجعة هذا الرقم (يدعي اليهود مقتل ستة ملايين يهودي على يد النازيين إبان الحرب العالمية الثانية) أو للتشكيك في استخدام غرف الغاز في إعدام اليهود تجابه بعنف هائل (معنوي ومادي). وقد تطرقنا لما حدث لروجيه جارودي سابقا عندما أثبت بالدليل القطعي في كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) مبالغة اليهود في عدد القتلى واستحالة استخدام غرف الغاز في إعدام هذا الكم الهائل من البشر. ومن الكتب المهمة في هذا المجال ما ألفه الكاتب اليهودي نورمان فنكلشتاين بعنوان (صناعة الهولوكوست) والذي يفضح فيه كيفية استغلال اليهود لأحداث الحرب العالمية التالية، وآخر بعنوان (أمة تحاكم) والذي فضح فيه التزوير المتعمد من قبل بعض اليهود للتاريخ لتأصيل فكرة المذابح اليهودية.

المثال الخامس: يستخدم اليهود مصطلح معاداة السامية Anti-Semitism للتعبير عن معاداة اليهودية، وفي هذا مكر وإبهام على السامع. وسبب ذلك أن معظم الناس، في الغرب خاصة، لا تعي كنه هذا التعبير، ولكنها لقنت منذ الصغر أنه سيئ. فالواحد منا متى ما غرس فيه منذ الصغر أن الغول مخيف -كما كانت الأمهات يفعلن فيما مضى- فإنه سيخاف من الغول حتما وسيكرهه، حتى ولو كان هذا في باطنه. وهكذا نجد أن الغربي، الذي لا يجد غضاضة في كره اليهودي كما كرهه آباؤه وأجداده من قبل، لا يتقبل معاداة السامية حتى ولو لم يفهم معناها.

ز- التصفية السياسية والجسدية.

يلجأ اليهود إلى التصفية السياسية والجسدية عندما لا يبقى لديهم مخرج آخر، والتصفية الجسدية ليست مقصورة على القتل بل تتعداه إلى الخطف والسجن والتعذيب والنفي. والأمثلة على ذلك كثيرة.

المثال الأول: محاولة اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين.

المثال الثاني: محاولة قتل المسيح عليه السلام.

المثال الثالث: قتل يحي عليه السلام.

المثال الرابع: اغتيال أبي جهاد.

المثال الخامس: محاولة اغتيال خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) في الأردن.

المثال السادس: العمل على اسقاط أي سياسي أو موظف في دائرة سياسية أو أمنية أو استخباراتية لا يكون مؤيدا للدولة اليهودية 100% (ويأتي هذا الكلام من أحد رجالات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في مرجع رقم 11). ومن أشهر الأمثلة على ذلك عدم نجاح السيناتور بول فيندلي (المرشح عن ولاية إيلينوي) في انتخابات الكونجرس لأنه تجرأ على توجيه أسئلة اعتبرها اليهود مسيئة لهم. وقد ذكر بول فيندلي ذلك في كتابه (من يجرؤ على الكلام).

المثال السابع: اختطاف مورخاي فانونو (الخبير النووي اليهودي الذي باح بأسرار البرنامج النووي اليهودي لجريدة بريطانية) من إيطاليا ومن ثم محاكمته وسجنه.

س- تمكين اليهود من مناصب حساسة في بلاد المسلمين وغير المسلمين

مهما سعى اليهود ليؤثروا على قرارات معينة أو توجهات دولة أو حكومة، فإنهم لن يستطيعوا إلا إذا فتحت الحكومة بابها لهم ليؤثروا عليها. وقد يحدث هذا عن حسن نية كما فعل صلاح الدين الذي كان جل أطبائه من اليهود أو عن سوء نية كما فعل الرئيس كلينتون.

المثال الأول: الطبيب اليهودي يعقوب بن كلس الذي ولي أمر ديوان كافور الإخشيدي وأصبح الوزير الأكبر لدى العزيز (نزار بن معد) بن المعز لدين الله الفاطمي (مرجع رقم 12).

المثال الثاني: حسداي بن شروط الاسرائيلي طبيب عبد الرحمن الثالث في الأندلس (مرجع رقم 12).

المثال الثالث: اثنا عشر طبيبا يهوديا حول صلاح الدين منهم طبيبه الخاص موسى بن ميمون أهم شراح التلمود (مرجع رقم 12).

المثال الرابع: اعطاء اليهود مناصب حساسة في الدولتين العبيدية الفاطمية والعثمانية منذ انشائهما (مرجع رقم 10).

المثال الخامس: كان معظم المسؤولين في حكومة الرئيس بيل كلينتون من اليهود. وملحق بهذه الدراسة تعداد بأسمائهم.

ش- الخيانة

ليس المقصود بالخيانة هنا هو أن يكون المرء عميلا للدولة اليهودية، فهذا في الغالب غير صحيح ولكن المقصود هنا تغليب مصلحة الفرد على مصلحة الأمة وينتج عن ذلك الاضرار بمصلحة الأمة والنفع المباشر أو غير المباشر للدولة اليهودية. وإذا كان هذا النوع من الخيانة حاصلا من بعض الدول العربية، فالنتيجة المباشرة هي مساعدة اليهود والاضرار بالأمة الاسلامية. والأمثلة على ذلك كثيرة، نوجز بعضا منها فيما يلي:

المثال الأول: ناشد الملك حسين الدولة اليهودية ضرب القوات السورية أثناء أحداث ايلول الأسود (بي بي سي أون لاين 1/1/2000).

المثالث الثاني: محمد حسنين هيكل كان يزود السفارة الأمريكية في القاهرة بمعلومات استخباراتية مهمة في حوزته وبالطريقة التي حصل عليها في مقابل الحصول على معلومات صحفية من السفارة الأمريكية (مرجع رقم 13 ص 53).

المثال الثالث: الاستخبارات المصرية والجزائرية كانت تتعاون مع الاستخبارات الغربية في كشف الفلسطينيين التابعين لجماعة أيلول الأسود (مرجع رقم 13 ص 98).

المثال الرابع: حسني الزعيم جاء عن طريق انقلاب عسكري رتبته الولايات المتحدة في 30/3/1949 لإزاحة شكري القوتلي عن الحكم في سوريا لأن القوتلي كان مناهضا للدولة اليهودية ولم يرض بالسلام معها، فجيء بحسني الزعيم الذي كان قائدا للجيش إلى الحكم لتحييد الجيش السوري (مرجع رقم 13 ص 203).

المثال الخامس: معظم الحكومات العربية كانت تحارب الفلسطينيين سرا وتتظاهر بمساعدتهم علنا، وأكثرهم خيانة كانت الحكومة السورية التي كانت تشجع الفلسطينيين على القيام بغارات داخل فلسطين ثم تخبر اليهود بتفاصيل الغارات (مرجع رقم 13 ص 221).

المثال السادس: استعادة فلسطين والوحدة العربية لم تكن أبدا من أهداف جمال عبد الناصر (مرجع رقم 11 ص 69)، وكان عبد الناصر يرى أن العراقيين متوحشون وأن اللبنانيين بلا أخلاق، وأن السعوديين وسخون، وأن اليمنيين أغبياء، وأن السوريين لا يعتمد عليهم وخونة (مرجع رقم 11 ص 69).

المثال السابع: مسارعة الدول العربية إلى فتح علاقات سياسية أو اقتصادية أو سياحية مع الدولة اليهودية مثل قطر وعمان والمغرب واليمن والجزائر وليبيا، إضافة إلى مصر والأردن.

المثال الثامن: كانت أهم نتائج حرب الخليج الثانية التي بدأها صدام حسين هي:
1- تدمير الجيش العراقي والاقتصاد العراقي والشعب العراقي والبنية التحتية للعراق.
2- تدمير اقتصاد المنطقة بسبب تكاليف الحرب وما تلاها من عقود عسكرية بمئات المليارات.
3- اعطاء الولايات المتحدة الضوء الأخضر للوجود العسكري الكامل في الخليج لدرجة أن أكبر مخزن أمريكي للأسلحة خارج الولايات المتحدة يوجد في قطر.
4- التخفيف من العداء التقليدي لليهود في الكويت خاصة وفي دول الخليج عامة مقابل ازدياد الكره للعراق خاصة ولمن سمي بدول الضد عامة.
5- تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من دول الخليج وخاصة الكويت إلى الأردن حيث لا توجد فرص عمل وبالتالي فقدهم لأموالهم ولمصدر دخلهم الذي كان هو مصدر التمويل الوحيد للانتفاضة الأولى. ونتج عن ذلك انتهاء الانتفاضة (التي لم تستطع الآلة العسكرية اليهودية رغم جبروتها إيقافها فأوقفها صدام حسين في أشهر قليلة) وإجبار الفلسطينيين على التوقيع على السلام المهين.
__________________
لا بد من صنعا وإن طال الزمن