و غمرة الجرح في الأعماق تسجيني أهيم و النفس أهواء تعــاديني
على خواطــر أشعاري تناجيني أبكي و خلف دمـوعي أمة وقفت
و ترسم البـؤس في دمع المساكين تجر أثوابها حمرا مــــرقعة
و ما يصــاغ بترديد و تلــحين آلامها فوق ما يمـــــلى بقافية
و أسبــل الدمع عل الدمع يشفيني أرى أساها فأغضي الطرف في خجل
و ما جــرت بدمي سم الشرايين جف الفؤاد فـــــما بلته أوردتي
الهم يثقلــــني و الدمع يكويني أمشي و أركل صخر الأرض من أسف
لكن ذلتــــــهم و الله تشجيني يســـــرني أن أرى مليار أمتنا
يغتال بالـــقهر أحلام المساكين أنا الشريـــد أنا المسكين في زمن
باليأس قــوم هووا في حمأة الطين أنا الطــــموح و أمالي يحطمها
مــوج الآسى و رياح اليأس تثنيني أسير في مركـــب الآمال يقذفني
و يوم ناديته آفـــــــاني بسكين و كم وفـــيت لمجروح أضمده
كأحمر الســـوس في نخل البساتين فرض الأنا آفة تـــسري بأمتنا
إلام نهدي لـهـــا أغلى القرابين إلام نهــــــرق للدنيا مبادئنا
صرعى من المغرب الأقصى لجنين كأننا مــــــا نرى أشتات أمتنا
تبكـــي و لا آنة من صدر مسكين كأننا ما سمعـــــنا نوح أرملة
و ما نبــــــالي بآهات المساكين نهدي لدمع العذارى فـيض غفلتنا
و نحن بالمـــال في نفخ و تسمين يسد أطفالنا بالخــــبز جوعتهم
نعدها لفراش اللـــــبن و الطين نسعى و نلهث للأموال تــحسبنا
جنوننا ضــيعة للعقل و الدين إن قلت بالـمال جنوا ما وفيت ففي
هم الأصــــحاء في دنيا المجانين صـــح المجانين مما مسنا فغدوا
و ما وجدت سـوى الأشعار ترويني ظمئت و الــــنار بالإذلال تلفحنا
و ما علت قدمـــي غير الرياحين يسير غيري بـــدرب الشوك ممتهنا
فـــفي دمـــي أمل بالله يحييني مــهما جرحت و مهما هدني ألمي
و وثبـــتي في دروب العزم تعليني يعرقل القـــــوم أحلامي بغفلتهم
صدق اليــــقين بأعماقي يسليني أرى الضيـــاء و ثوب الليل منسدل
يطرز النـــصر يا قومي دواويني قصائدي اليــــوم أمالي و بعد غد
لأرجع الحـــق لو من حلق تنين سأركب الــــبحر في دنياي معتركا
|