السلام عليكم ورحمه الله وبركاته…
نعم كنت أتوقع منك ذلك …
لأنني طلبت منك إيراد كلام التابعين وتابعيهم والأئمة الأربعة بالكتاب والصفحة في رد مستقل…
و والله أنني كنت متوقعاً هروبك من هذا…
ولكن حتى لا تتخذ هذا عذرا للهروب…
افتح موضوعاً مستقلاً عن علم الحديث في الإسلامية…
ولنبقى نحن في موضوعنا وهو موضوع النزول…
وأنا أعلم يقينا أنك لن تستطيع أن تحتكم إلا ما ورد عن التابعين والأئمة…
ولكن لنرى…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
لاحظت كما لاحظ الآخرون أن الحوار في هذه المسألة قد يمتد…
فلا بأس للجميع أن نحتكم إلا ما ورد عن التابعين وتابعيهم (إلى ما قبل المائتين للهجرة لمزيد من الحرص) وكلام ألائمه الأربعة وهذا ما سأفعله بإذن الله…ولكن تذكر أن عليك فعل المثل وإيراد ما يدعم قولك من كلام التابعين وتابعيهم ( إلى ما قبل المائتين للهجرة لمزيد من الحرص) مع المصدر والصفحة ثم أناقش أنا ما أوردته أنت وأنت تناقش ما أوردته أنا من ناحية الصحة والسند والمعنى بشكل تفصيلي ولكل دليل على حدة وبذلك نكون إختصرنا على أنفسنا الطريق واحتكمنا إلى السلف الصالح…
نحن نتكلم عن النزول بشكل عام ومن ذلك نزوله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليله وأيضاً النزول إلى السماء الدنيا ليله النصف من شعبان وغير ذلك …
الأدلة من كلام السلف الصالح:
التابعين رحمهم الله تعالى:
أ- أبو أدريس الخولاني رحمه الله(ت:80 هجريه):
قال : (( إن الله يهبط ليله النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل مسلم إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء))(1)
ب- عطاء بن يسار رحمه الله (ت:103هجريه):
قال: (( ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل منها –يعني ليلة النصف من شعبان-ينزل الله إلى السماء الدنيا فيغفر إلا لمشرك أو مشاحن أو قاطع رحم))(2)
ج-فضيل بن فضالة الهوزني رحمه الله(ت:116هجريه):
قال: ((إن الله يهبط إلى السماء الدنيا ليله النصف من شعبان فيعطي رغاباً ويفك رقاباً ويفخم عقاباً))(3)
1- تابعي التابعين (حتى المائتين للهجرة):
1) الإمام الأوزاعي رحمه الله (ت:157هجريه):
قال : (( كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله في عرشه ونؤمن بما وردت به السنه من صفاته))(4).
2) قول الإمام سفيان الثوري رحمه الله (ت:161هجريه):
قال الوليد بن مسلم : (سألت سفيان عن أحاديث الصفات فقال : (( أمرها كما جاءت بلا كيف)).
قال الذهبي رحمه الله : (( وقد بث الإمام الذي لا نظير له في عصره شيئاً كثيراً من أحاديث الصفات ومذهبه فيها الإقرار والإمرار والكف عن تأويلها-رحمه الله-))(5).
3) الإمام حماد بن سلمة رحمه الله (ت:167هجريه):
حدث بحديث النزول ، ثم قال: (( من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه))(6).
4) الإمام شريك بن عبد الله القاضي رحمه الله (ت:178هجريه):
قال عباد بن عوام – رحمه الله - : قدم علينا شريك بن عبد الله منذ نحو خمسين سنة ، فقلنا يا أبا عبد الله : إن عندنا قوما من المعتزلة ينكرون هذه الأحاديث : ( إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ) ، و : ( إن أهل الجنة يرون ربهم ) ، فحدثني شريك بنحو من عشرة أحاديث في هذا ثم قال :
" أما نحن فأخذنا ديننا عن أبناء التابعين عن الصحابة ، فهم عمن أخذوا ؟ ؟ ! ! "(7).
5) الإمام ابن المبارك رحمه الله (ت:181هجريه):
سئل عن النزول ليله النصف من شعبان فقال : (( يا ضعيف ليلة النصف من شعبان وحدها؟ ينزل كل ليلة. فقال رجل: كيف ينزل؟ أليس يخلو المكان؟ فقال ينزل كيف شاء))(8)
6) الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله (ت:187 هجريه):
قال : (( ليس لنا أن نتوهم في الله كيف وكيف لأن الله وصف فأبلغ فقال: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1) اللَّهُ الصَّمَدُ)) ، فلا صفه أبلغ مما وصف به نفسه ومثل هذا النزول والضحك وهذه المباهاة ، وهذا الاطلاع كما شاء أن ينزل وكما شاء أن يضحك ، فليس لنا أن نتوهم أن ينزل عن مكانه كيف وكيف.
فإذا قال لك الجهمي : أنا كفرت برب ينزل. فقل أنت أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء))(9)
وروى عبد الرحمن بن منده بإسناده إلى الفضيل أنه قال : (( إذا قال لك الجهمي أنا أكفر برب ينزل ويصعد فقل : آمنت برب يفعل ما يشاء))(10)
وعن الحسن بن زياد قال : (( أخذ الفضيل بن عياض بيدي فقال : يا حسن ، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: (( كذب من إدعى محبتي ، فإذا جنه الليل نام عني))(11).
7) الإمام محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله (ت: 189 هجريه ):
قال : ((الأحاديث التي جاءت ، أن الله يهبط إلى السماء الدنيا ونحو هذا من الأحاديث قد روتها الثقات ، فنحن نرويها ، ونؤمن بها ، ولا نفسرها)) (12)
7) الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله (ت:198 هجريه):
عن احمد بن نصر أنه سأل سفيان عن أحاديث الصفات ، وذكر منها-أنه- عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة فقال : (( هذه أحاديث نرويها ونقر بها بلا كيف))(13)
الأئمة الأربعة :
1) الإمام أبو حنيفة رحمه الله (ت: 150هجريه):
سُئِل عن النزول فقال : (( ينزل بلا كيف))(14)
2) الإمام الشافعي رحمه الله (ت: 204 هجريه):
قال : (( القول في السنة التي أنا عليها ، ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما ، الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن الله على عرشه ، في سمائه ، يقرب من خلقه كيف شاء ، وينزل إلى سمـاء الدنيا كيف شاء))(15)
3) الإمام أحمد بن حتبل رحمه الله(ت: 141 هجريه):
قال في رواية ابن منصور وقد سأله : (( ينزل ربنا كل ليله حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا ، أليس تقول بهذا؟ قال أحمد : صحيح))(16).
قال حنبل : (( سألت أبا عبد الله (أحمد بن حنبل) عن الأحاديث التي تروى أن الله ينزل إلى السماء الدنيا؟ قال أبو عبد الله : (( نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد منها شيئاً إذا كانت أسانيدها صحاحاً ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق))(17).
قال أحمد بن الحسين بن حسان : (( قيل لأبي عبد الله : إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليله؟ قال : نعم. قيل له : وفي شعبان كما جاء الأثر؟ قال نعم))(18).
قال يوسف بن موسى : ((قيل لأبي عبد الله : إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء من غير وصف؟ قال: نعم))(18).
وفي رواية الإصطخري ، قال أحمد: ((وينزل إلى السماء الدنيا كيف يشاء (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ))(19).
وقال أحمد : (( جمله ما نقول : أن نقر بالله وملائكة وكتبه ورسله وما جاء عن الله ، وما رواة الثقات عن رسول الله وأن الله إله واحد... وأنه ينزل كل ليله إلى السماء الدنيا كما جاءت الأحاديث ، وأنه يقرب من خلفه كيف يشاء))(20).
وفي رسالته إلى مسدد بن مسرهد : ((وينزل الله إلى السماء الدنيا ولا يخلو منه العرش))(21).
4) الإمام مالك رحمه الله (ت: 179 هجريه):
ما رواة عنه الإمام الشافعي في قوله: (( القول في السنة التي أنا عليها ، ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما ، الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن الله على عرشه ، في سمائه ، يقرب من خلقه كيف شاء ، وينزل إلى سمـاء الدنيا كيف شاء))(22).
ما رواة الإمام زهير بن عباد رحمه الله (ت: 238هجريه):
قال بن وضاح : ((حدثنا زهير بن عباد ، قال كل من أدركت من المشايخ مالك بن أنس ، وعبد الله بن المبارك ، و وكيع بن الجراح يقولون : النزول حق))(23)
قال الوليد بن مسلم : ((انه قال في أحاديث الصفات : أمرها كما جاءت بلا كيف))(24)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1) الدارقطني في النزول ح(85).
(2) اللالكائي في شرح الإعتقاد (3/499) (769).
(3) اللالكائي في شرح الإعتقاد (3/501) (773).
(4) سير أعلام النبلاء (7/121).
(5) مختصر العلو (ص 139)
(6)سير أعلام النبلاء (7/451) ، الأربعين في صفات رب العالمين ، مختصر العلو(ص144).
(7) رواة عبد الله بن احمد في السنة (1/273) (508) وابن منده في التوحيد ح(891) وابن بطه في الإبانة الكبرى (3/3/202) وقال المحقق إسناده صحيح والآجري في الشريعة (3/1126) وقال المحقق إسناده صحيح والدارقطني في الصفات ح(65) والذهبي في العلو (مختصر العلو ص: 149).
(8)رواه الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص29) رقم(42) والبيهقي في الأسماء (2/378) (956) وانظر : لوامع الأنوار البهية (1/244).
(9) رواة البخاري في خلق أفعال العباد (46) وابن بطه في الإبانة الكبرى (3/3/205) وقال المحقق إسناده صحيح واللالكائي في شرح الاعتقاد (3/502) وعمدة القاري (7/199) وانظر درء التعارض (2/24).
(10) شرح حديث النزول (ص:181).
(11) سير أعلام النبلاء (14/424) ، أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/99).
(12) اللاكائي في شرح الاعتقاد (3/480) (741) وابن قدامه (ص170) والذهبي في العلو (ص152) والمقدسي في الاقتصاد في الاعتقاد (ص109) ةانظر مختصر العو (ص159).
(13) التمهيد لابن عبدالبر (7/49).
(14) البيهقي في الإسماء والصفات(2/380) ، والصابوني في عقيدة السلف (ص59) ، وابن أبي عز في شرح الطحاوية (ص245) ، عبد الغني المقدسي في الاقتصاد في الاعتقاد (ص109) ، وملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر(ص60) وانظر أيضاً عداء الماتريدية للعقيدة السلفية (3/40).
(15) عون المعبود ( 13 / 41 و 47 ) وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي ( 1 / 283 ) وهو في " العلو للعلي الغفار " للذهبي برقم ( 196 المختصر ) .
(16) الشريعة للآجري (3/1128) (697) وقال المحقق : إسناده صحيح ، الإبانة الكبرى لابن بطه (3/3/205) وقال المحقق إسناده صحيح والتمهيد لابن عبد البر (7/147) ، إبطال التأويلات (1/260).
(17) ) اللائكي في شرح الاعتقاد (3/502) ، لمعه الاعتقاد (ص3) ، اجتماع الجيوش الإسلامية (ص211).
(18) إبطال التأويلات (1/260).
(19) درء التعارض (2/34).
(20) مجموعه الرسائل والمسائل النجدية ( 4/2/720).
(21) إبطال التأويلات (1/261) ، شرح حديث النزول(ص162).
(22) عون المعبود ( 13 / 41 و 47 ) وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي ( 1 / 283 ) وهو في " العلو للعلي الغفار " للذهبي برقم ( 196 المختصر ) .
(23) أصول السنة لابن أبي زمنين (ص113) ، شرح حديث النزول (ص358) ، الحموية (ص:360).
(24) التمهيد لابن عبد البر (7/138) ، مختصر العلو (ص141) .
__________________
التوقيع :
نصيحتي لكل مسلم ومسلمة أن يتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله والرجوع إليها وإلى كلام سلف الأمة فنحن في عصر كثرت فيه الخلافات والفتن وتعددت فيه الفرق والأحزاب ، وسيطرت فيه الهواء .. لذلك أضع هذا الرابط ففيه من الفوائد والعواصم من كثير من القواصم والبدع : http://www.assiraj.bizland.com/library.htm
|