عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 22-06-2001, 09:56 PM
ميثلوني في الشتات ميثلوني في الشتات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 2,111
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميثلوني في الشتات
Post

إليكم الفصلين الأول والثاني من الكتاب....
.
.
.
1
.
انتفاضة رجب

بعد بضع سنين قليلة في عمر الزمن لكنها طويلة ثقيلة في ليل القهر واليأس ما الذي حدث؟ القلوب واجفة ، والأبصار مشدودة ، والأنفاس لاهثة ، عند كل إشارة إلى خبر عاجل أو حدث طاريء ، والتساؤلات على كل شفة :
أين..؟ من..؟ كم..؟ يهود..! أمريكان..! انتفاضة شهداء ...
المشاهد تتوالى في الأذهان أكثر مما في هذه الفضائيات المتطورة :-
تهاوي أوراق المفاوضات واحتراقها في لهب الغضب وجحيم القهر.
خزي راعي السلام الذي يعاقب الحملان الوديعة كلما هاجمتها الذئاب الشرسة.
ذهول أصحاب السيوف الخشبية الذين كلما داهمهم العدو هرعوا يحدون أطرافها على مبارد من الثلج.
انطلاقة مقلاع داود الذي نسجته الأيدي المغلولة ، ووقوفه في مواجهة صواريخ جالوت.
عربات عسكرية تتراجع أمام حجارة ، ورجل واحد يقاوم مئات الجنود المدججين بأحدث ما أنتجته التكنولوجيا الأمريكية.
وحشية إسرائيل التي فضحت أصدقاءها الموالين ، وأحرجت أخدانها المتسترين ، وقذفت بالمترددين إلى صفوف الأعداء الصرحاء.
إجماع إسلامي لا نظير له من قبل على أن الحل هو الجهاد !!
ذلك ما نطق به الرؤساء والعلماء والمفكرون الاستراتيجيون والقادة الشعبيون والخطباء والعامة الأميون الرجال والنساء والأطفال.
الكل اجتمعوا على هذه الكلمة التي ما وقرت في الأذن إلا ونفذت إلى أعماق القلب ثم تتبعها تساؤلات : كيف..؟ ومن أين..؟ ومع من..؟ ومتى..؟ وهل الحكام...؟ وهل الأمريكان...؟
شيخ أزهري رسمي يصرخ -في أكثر الفضائيات صخباً وأوسعها انتشاراً- لا يجدي مع اليهود إلا قاعدة :  اقتلوهم حيث ثقفتموهم .
ويسأله المذيع : ولكن يا شيخ هل تعني القتل فعلاً (أي هل تعي ما تقول ؟) وهل الأزهر معك؟ ويأتي الجواب صريحاً بالإيجاب.
غضب عارم في كل مكان ، وأساليب جديدة في الرفض ومحاولات جديدة للحل ، فما الذي حدث ولماذا ؟
بعد متاهة طويلة من المفاوضات العقيمة ، واللقاءات الفارغة المضمون ظهر مفهوم "السلام" عند اليهود على حقيقته ، وولدت الأزمة الجديدة بين تفاهة تنازل " الحمائم " وعنف معارضة "الصقور" في حين كان المحاور الآخر كالشاة العائرة بين الذئبين !!
(في إسرائيل صقور وحمائم) ذلك ما قيل لنا منذ رحلة السادات المشؤومة !!
وصدَّقه بعضنا لأن المعهود في خلق الله كلهم سواء الأسرة ، القبيلة ، الدولة ، أن يكون فيهم طرفا نقيض في أي قضية !!
لكن ليس في هذه الدنيا طرفا خلافٍ أغرب وأعجب من اليهود ، فأنت قد تسمع تصريحات أو تقرأ بيانات لا تستطيع أن تحكم على قائلها بأنه من الحمائم أو من الصقور إلا من اسمه أو حزبه !!!
فحين تسمع زعيمين يهوديين -أحدهما سياسي والآخر كاهن- يتوعدان الفلسطينيين ويرفضان إعادة الانتشار فالمتبادر إلى فهمك أنهما من حزب الصقور ، لكنك حين تعرف من هما ؟ تعلم أنهما من المحسوبين على الحمائم.
وحين تسمع أحد الصقور ينادي بالإبادة التامة للفلسطينيين فاعلم أن الحمامة لا تخالفه إلا في الطريقة والوقت !!
وحضور مدريد أو أوسلو أو معسكر داود الثانية لا يدل على أن الحاضرين حمائم، بل إنما يحضر من يصادف أن يكون في السلطة حينئذ من هؤلاء أو هؤلاء .
أسلوب غريب لا نظير له في سياسات خلق الله الآخرين . فالمنطق اليهودي يفترض أن يكون التنافس بين من يجعلونه صقراً ومن يسمونه حمامة على التشدد والمغالاة والالتواء والمماطلة. فهما متعارضان لكنهما متوازيان ، وليسا وجهين لعملة واحدة فقط، بل كل منهما يصلح وجهاً لكل جهة.
ورحم الله القائل :
إن اليهود هم اليهود فلا صقور ولا حمائم
العلة قائمة دائمة في حال الحرب وحال السلم ، في حال الحكومة وحال المعارضة، إنها العقيدة اليهودية والنفسية اليهودية التي لم تفقد خصائصها منذ قديم الزمان بشهادة أسفار التوراة المجموعة على مدى قرون متعاقبة -كما سنرى-.
فالحمائم تتحايل وتماطل من أجل التنازل عن شيء أو شبه شيء ، والصقور تجادل وتناضل لكي لا يتم التنازل عن شيء ، وبين تفاهة التنازل وعنف المعارضة انكشفت تلك الطبيعة (طبيعة النفسية اليهودية والعقيدة اليهودية) فتفجرت الأزمة.
أولاً : التنازل :
بعد سلسلة طويلة ومعقدة من المفاوضات ، والوساطات والخلافات الإجرائية والمماحكات الجدلية ، وافق باراك أو كاد يوافق على مشروع غريب لتقسيم المسجد الأقصى ، لكنه يليق بالعقلية اليهودية الملتوية ، وهو أن يكون التقسيم أفقياً على ثلاث مستويات :
1- المسجد والساحات.
2- ما تحت المسجد والساحات من الأرض.
3- ما فوق ذلك من الجو.
وأن تكون إسرائيل مسيطرة تماماً على القسم الأرضي كله ، حيث يحتمل وجود الهيكل المزعوم ، وكذلك تسيطر على الجو -وهذا لا يحتاج لاشتراط فهي وحدها التي تملك المروحيات والطائرات والفلسطينيون محرم عليهم ذلك مطلقاً- وينحشر نصيب السلطة العرفاتية بينهما. على أن يكون عبارة عن صلاحية وظيفية أو (إشراف وظيفي) على المسجد والساحات ، وهناك احتمال بنصر رمزي للسلطة يتمثل في رفع العلم الفلسطيني على هذه المساحة المحدودة من المدينة المقدسة.
ثانياً : المعارضة :
هبت المعارضة الدينية والحزبية في وجه باراك ، ونددت بهذا التنازل الرخيص ، وضجت جمعيات ومؤسسات الهيكل -وهي أكثر من اثنتي عشرة جمعية أو مؤسسة- بالاحتجاج وتوعدت باراك والمسجد الأقصى والفلسطينيين جميعاً بالهلاك والتدمير.
ومما زاد الموقف تأزماً أن المفاوضات وقعت في موسم الصوم قريباً من يوم الغفران، وقريباً من ذكرى يوم خراب الهيكل على يد "تيتس" الروماني.
ومن هنا ربط المعارضون بين تيتس المجرم وباراك الخائن ، وقال أحد الحاخامات :
((لا نبكي في هذا الذكرى خراب الهيكل قبل ألفي عام بل نبكي خرابه اليوم)).
وتم إنقاذ الموقف على يد السفاح الشهير "شارون " -صاحب صبرا وشاتيلا- وكانت زيارته المشؤومة للمسجد الأقصى ، فأجهزت على المشروع أو أجلته إلى حين..!!‍‍
-بدون أي شك- كانت زيارة شارون مدبرة أو معروفة لدى الحكومة اليهودية فهي التي انتدبت ألفي جندي لحراسته ، ولدى السلطة العرفاتية حيث كان عرفات يراهن بردة الفعل الشعبية التي كان يتوقع انفجارها لكنه لم يدرك أبعادها.
ولأن الأقصى عزيز على كل مسلم ، ولأن صلف اليهـود يستثير أحلم الناس، ولأن الشعوب هي التي تدفع الثمن ، تصدى الغيورون لشارون ، ورد اليهود بوحشية التوراة المحرفة والتلمود ، فاشتعلت الأرض المحتلة كلها وتبعتها سائر الأقطار الإسلامية ، وكانت انتفاضة رجب كالإعصار وتخطت الحواجز والأسوار وهتكت كثيراً من المؤامرات والأسرار.
وكان ذلك باختصار تعبيراً عن :
1 – القهر الذي يعاني منه الفلسطينيون وانتفاضة المقهور لا يعدلها انتفاضة.
2 – احتقان الغضب والرفض الصامت للشعوب طوال هذه السنين العجاف.
3 – شعور الزعماء العرب بالإهانة والتهميش حين أصبحت اللعبة ثلاثية الأطراف : إسرائيل تطالب إلى ما لا نهاية ، عرفات يستسلم ويتنازل باستمرار ، أمريكا الحَكَم الجائر تريد منهم الانسياق وراء ما تقرره ، والتوسط لإرغام الفلسطينيين على قبوله ، وتفرض عليهم تمويل المشروعات ، وتمرير القرارات إعلامياً ، وفرض النتائج على الشعوب دون مراعاة للحساسية الدينية الخطرة للقضية.
بعض العرب نصح أمريكا قائلاً : [إذا أردت أن تطاع فأمر بما يُستطاع] ، ولكنها مضت في غطرستها بلا رادع. وهذا ما شعـر به الأوربيون واليابانيون فضلاً عن الروس الراعي الآخر الذي تهدَّم بيته عليه ؛ ولهذا كانت الغضبة عامة عارمة وإن اختلفت الأسباب.
على أن الملمح الجديد لانتفاضة رجب هـو البروز الواضح للمصطلحات الإسلامية في لغة الخطاب لدى الجميع ، وهو مؤشر للقوة المعنوية للصحوة المباركة ، وأنها الطريق الأخير والوحيد بعد انكشاف زيف الشعارات العلمانية كلها.
وأقبلت تباشير الصباح ليوم سينتهي بغضب من الله وانتقام يسلطه على طواغيت الكفر وجند التخريب والإجرام.
.
.
2.
منظور عقدي

الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى ولكنه جل شأنه يطلع بعض عباده على شيء منه لحكم عظيمة.
وأعظم وسائل الاطلاع : الوحي وهو خاص بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، والرؤيا الصادقة وهي للأنبياء وحي ولغيرهم بشارة أو نذارة ، فهي تقع للمؤمن والكافر والبر والفاجر ثم تأتي وسائل أخرى كالتحديث والإلهام والفراسة .
وكل خبر عما يحدث مستقبلاً يحتاج لأمرين :
1- صحة الخبر.
2- صحة التأويل.
وأهل الكتاب هم أكثر الأمم اشتغالاً بالملاحم وأحداث المستقبل ، وقد شغلوا بها طائفة من المسلمين منذ القدم ، والعلماء يعللون قلة حديث أهل الشام ومصر بالنسبة لأهل الحجاز والعراق باشتغالهم بالملاحم والسير. وروي عن كعب الأحبار في ذلك عجائب لا يتسع المجال لذكرها. ومصدرهم في ذلك كتبهم المقدسة وتأويلاتهم وشروحهم عليها ولاسيما الرموز والأرقام وما أكثرها في الأسفار وشروحها.
وتبعاً لما جبل عليه الإنسان من التلهف لاكتشاف المستقبل اشتغلوا بذلك في العصور كلها. ولم يقتصر ذلك على رجال اللاهوت ، بل شـمل ولا يزال : مفكرين علمانيين وعلماء طبيعة مشهورين من أمثال "نيوتن" في الماضي. وطائفة من العلماء في الكمبيوتر والرياضيات في العصر الحاضر ، ومؤلفاتهم في هذا تصعب على الحصر وسيأتي بعضها ضمن مصادرنا.
وكان لتشتت اليهود وأسرهم واضطهاد الرومان للنصارى الأثر الكبير في اشتغال أهل الكتاب بأخبار المخلِّص أو المنقذ ، وافتعال النبوءات عنه ، وتأويل أي نص ليدل عليه . ومن أعظم ما فعلوه بهذا الشأن تحريف البشارات والنبوءات لكي توافق عـصر المفسِّر أو المؤول وحالة قومه حينئذ . ومن هنا اختلفت التأويلات ، وتناقضت فوق اختلاف المذاهب والفرق. ولكن أكثرهم ارتكب جناية كبرى ، وهي طمس أو تحريف أي بشارة لنبي آخر الزمان وأمته والتعسف في تأويلها وصرفها إلى مسيح اليهود المسمى "ملك السلام" أو إلى المسيح  .
كما أن اختلاف النسخ وتعاور الترجمات وتعدد التفسيرات زاد الركام ركاماً، حتى أصبحت الحقائق المطمورة تحتاج إلى عناء ضخم وصبر طويل ، هذا مع الاستنارة بنور الوحي المحفوظ (القرآن والسنة).
فبسبب تنكب أهل الكتاب عن هذا النور حرموا أنفسهم مصادر اليقين وظلوا في ظلمات ليسوا بخارجين منها إلا به.
وموقفنا من نبوءات أهل الكتاب هو نفس الموقف من عامة أحاديثهم وأخبارهم فهي ثلاثة أنواع :-
أولاً : ما هو باطل قطعاً :
وهو ما اختلقوه من عند أنفسهم أو حرفوه عن مواضعه، كدعوى أن نبي آخر الزمان سيكون من نسل داود ، وأن المسيح الموعود يهودي، وطمسهم للبشارة بالإسلام ورسوله  ، وعموماً هو كل ما ورد الوحي المحفوظ (الكتاب والسنة الصحيحة) بخلافه.
ثانياً : ما هو حق قطعاً ، وهو نوعان :
أ )- ما صدقه الوحي المحفوظ نصاً ، ومن ذلك إخبارهم بختم النبوة ، وإخبارهم بنـزول المسيح  ، وخروج المسيح الدجال وإخبارهم بالملاحم الكبرى في آخر الزمان بين أهل الكفر وأهل الإيمان، ومن هذا النوع ما قد يكون الخلاف معهم في تفصيله أو تفسيره.
ب)- ما صدقه الواقع ،كما في صحيح البخاري عن جرير بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال : ((كُنت باليمن ، فلقيت رجلين من أهل اليمن : ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عن رسول الله  ، فقال ذو عمرو : لئن كان الذي تذكره من أمر صاحبك فقد مرَّ على أجله منذ ثلاث . وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق رُفِع لنا ركب من قبل المدينة ، فسألناهم ، فقالوا قُبِضَ رسول الله  واستُخلف أبو بكر والناس صالحون ، فقالا : أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء الله ورجعا إلى اليمن. فحدثت أبا بكر بحديثهم، فقال : أفلا جئت بهم. فلما كان بعدُ قال لي ذو عمرو : يا جرير إن بك عليَّ كرامة ، وإني مخبرك خبراً ، إنكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمَّرتم في آخر ، فإذا كان بالسيف كانوا ملوكاً يغضبون غضبَ الملوك ويرضون رضى الملوك))( ).
ثالثاً : ما لا نصدقه ولا نكذبه :
وهو ما عدا هذين النوعين كما قال  : ((لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم))( )، ومن ذلك إخبارهم عن الآشوري ورجسة الخراب وأمثالها. وكوننا لا نصدقه ولا نكذبه يعني خروجه عن دائرة الاعتقاد والوحي إلى دائرة الرأي والرواية التاريخية التي تقبل الخطأ والصواب والتعديل والإضافة . أي أن النهي لا يعني عدم البحث فيه مطلقاً ولكنه بحث مشروط وضمن دائرة الظن والاحتمال.
واليوم والعالم كله تقريباً يتابع الأحداث الجارية على أرض فلسطين في وسائل الإعلام نجد أن الناس في أمريكا وبعض البلاد الأخرى لهم شأن آخر .
فها هنا سوق آخر غير سوق الإعلام المنظور والمقروء ، إنه سوق النبوءات والتكهنات ، وهو سوق لا يهدأ ولا ينقطع ، بضاعته أسفار العهدين القديم والجديد وشروحها ، وتجاره كهنة الأصوليين الحَرْفيين ، أما زبائنه فهم من كل طبقات المجتمع ابتداءً من حكماء البيت الأبيض والبنتاجون وانتهاءاً برجل الشارع ، وهذه الفئة طوائف شتى : فمنهم من ينتظر نـزول المسيح !
ومنهم من ينتظر خروج الدجال !
ومنهم من يتوقع معركة هرمجدون !
ومنهم من يتنبأ بنهاية دولة إسرائيل تبعاً لقيام الانتفاضة وانهيار عملية السلام !
وهذا هو المهم عندنا لأن نهاية هذه الدولة هي أكثر القضايا إلحاحاً من حيث الواقع وأبعدها عن الغيب المطلق والدخول في أمر القيامة التي لا يعلمها إلا الله تعالى.
وبالتالي فإن أي دراسة استراتيجية علمانية قد تصل إلى مثل أو قريب من النتائج التي تقود إليها النبوءات الكتابية عن نهاية هذه الدولة.
والعنصر الحاسم الذي تنفرد به النبوءات هو تحديد نهاية دولة إسرائيل بالسنوات، الأمر الذي يجعل ذلك عقيدة للمؤمنين بالتوراة والأناجيل ، وليس مجرد رأي أو اجتهاد لباحث من الدارسين ، ومن هنا نأمل أن ينتفع كثير منهم بالحقيقة التي سنحاول الكشف عنها خالصة لوجه الحق !!.
ولما كانت الصهيونية النصرانية هي أكثر حركات العصر خطراً على الجنس البشري ! وكان الأساس الذي قامت عليه عقائدهم وخططهم الجهنمية هو تحقق النبوءة بقيام دولة إسرائيل ؛ كان لابد لكل محب للعدل والسلام في الأرض أن يعرف الحقيقة عن نبوءات هؤلاء، وأن يمد يده لمن ينسف بالحق والعقل الأصول التي بنوا عليها أصوليتهم ، قبل أن ينسفوا هم السلام العالمي ويحولوا كوكبنا المضطرب إلى كتلة من اللهب !!.
إننا في وضع كوني يدرك فيه كثير من العقلاء أن منظمة إرهابية في أوربا أو روسيا قادرة على تهديد السلام العالمي كله ، فكيف نتغافل عن هذه الحركة الكبرى التي تستحوذ على عقول ثلث الشعب في أقوى دولة في العالم ، وتسعى بكل إصرار للسيطرة على مقاليد الأمور في هذه الدولة ، وتضخ كل طاقتها وحماسها لتأييد أكبر عصابة إرهابية في الأرض -ألا وهي دولة صهيون- ؟!.
إننا نأمل –في حال قيام العقلاء في أمريكا وغيرها- بواجبهم أن يفيء هؤلاء إلى رشدهم وأن يفيق كثير من المخدوعين أو الغافلين، وحين نعمل معاً من أجل تبصير هؤلاء بضلال تصوراتهم وخطأ نبوءاتهم فإننا نكون قد واجهنا الباطل بالحق ، والعدوان بالعدل، والإرهاب بالمنطق ، وهذا أحد الغايات العظمى في دين الإسلام كما قال تعالى في كتابه المجيد لرسول الرحمة و ((أركون السلام)) محمد  :
 وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين  .
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه