الفصلين الخامس والسادس
.
.
5
اليهود هم اليهود
اليهود هم اليهود من عبدة العجل طالبي الآلهة كما للوثنيين آلهة ، وناقضي عهد الله في كل مرة والقائلين لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ، والقائلين لرسوله الكريم اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ومحرفي الكلم عن مواضعه ، وأكلة السحت والربا ، والقائلين يد الله مغلولة ، وإن الله فقير ونحن أغنياء ، وقاتلي الأنبياء ، وكاتمي الحق ، وتاركي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الملعونين على لسان داوود وعيسى بن مريم، والممسوخين قردة وخنازير... و ... و ...إلخ.
ومن قينقاع والنضير وقريظة وخيبر الجاحدين النور في الظهيرة ، المتآمرين مع عُبَّاد اللات والعزى ، الذين هموا بقتل خير البرية أول مرة ، ثم وضعوا لـه السم أخيراً ، الذين لا تحصى فضائحهم ولا تعد قبائحهم ، إلى هرتسل وعصابته ، وبيجن وشرذمته ، وإلى السفاحين الذين جاءوا من بعدهم –وكلهم سفاحون- ومن لبس منهم جلد الضأن على قلوب الذئاب أو الثعالب ، ومن كشر عن أنيابه وجاهر بإرهابه...
إلى العتاة القساة غلاظ القلوب ، الذين استهدفوا أعين الأطفال بالرصاص المتفجر ، وأحرقوا قلوب الأمهات ، وكشفوا الوجه الحقيقي لرجسة الخراب "إسرائيل" بفظاعاتهم ووحشيتهم !!
من أولئك الأقدمين إلى هؤلاء المعاصرين لم تتغير الطبيعة ، ولم يتهذب الخلق ، ولم تختلف العقوبة !!
فاقرأوا معي ماذا قيل في توراتهم عنهم ؟ وأَنْـزِلوا ما تقرأون على أي مرحلة شئتم.
إما على عباد العجل ، وإما على خونة قريظة ، وإما على سفاحي إسرائيل اليوم ، بل أنـزلوه على الجميع فلا فرق ولهذا فسوف نسوقه بلا شرح ولا تعقيب.
اقرأوا صفات الرؤساء ، وجبلة الشعب ، وطباع الكهنة ، وملامح المجتمع الصهيوني ، وخلقه وتعامله مع الآخرين بل مع الله خالقه ، في مملكتي إسرائيل ويهوذا ، وفي السبي البابلي، وفي الشتات العالمي ، وفي دولة إسرائيل المعاصرة ، لتجدوا أن شيئاً ما لم يتغير وأن ما صدق على زمن يصدق على كل زمن ، وهذا الذي تقرأون إنما هو غيض من فيض وقطرات من بحر ، من التوراة وحدها دع التلمود وما أدراك ما التلمود؟! :
1- موسى :
((أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً : خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت الرب ليكون هذا شاهداً عليكم ، لأني عارف تمردكم ورقابكم الصلبة هوذا وأنا بعدُ حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحرِيِّ بعد موتي)).
[تثنية 31: 17،16]
2- داود :
إن قارئ المزمور السادس بعد المائة يجد التشابه بين ما ذكره الله تعالى عنهم في سورة البقرة وما في هذا السفر ، من تعداد لنعم الله تعالى وآياته التي أراهم ولكنهم كل مرة ينكصون وينكثون ويعبدون غير الله وينكرون نعمة الله ، ولذلك كان الوعيد عليهم من الله ((فرفع يده مقسماً ليسقطنهم في البرية ويسقطن ذريتهم في الأمم ويبددنهم في البلاد...)).
[26 ، 27]
((مرات كثيرة أنقذهم لكنهم تمردوا على تدبيره وانحطوا بآثامهم)).
[43]
3- بنفس الأسلوب تقريباً يوبخهم سفر [نحميا : 9].
4- وأما أشعياء فيسهب ويفصل ونحن نختار ونجمل :
((استمعي أيتها السموات وأنصتي أيتها الأرض فإن الرب قد تكلم.
إني ربيت بنين وكبَّـرتهم لكنهم تمردوا عليَّ.
عرف الثور مالكه والحمار علف صاحبه لكن إسرائيل لم يعرف وشعبي لم يفهم.
ويل للأمة الخاطئة الشعب المثقل بالآثام ، ذرية أشرار وبنين فاسدين.
إنهم تركوا الرب واستهانوا بقدُّوس إسرائيل وارتدوا على أعقابهم.
علام تُضرَبون أيضاً إذا ازددتم تمرداً ؟ الرأس كله مريض والقلب كله سقيم.
من أخمص القدم إلى الرأس لا صحة فيه بل جروح ورضوض وقروح مفتوحة لم تعالج ولم تعصب ولم تُلَيَّن بدهن)).
[1 : 1- 6]
((لولا أن رب القوات تـرك لنا بقية يسيرة لصـرنا مثل سدوم وأشبهنا عمورة -يعني مدينتي قوم لوط-)).
[1 : 8]
((اسمعوا كلمة الرب يا قواد سدوم أصغِ إلى تعليم إلهنا يا شعب عمورة ما فائدتي من كثرة ذبائحكم يقول الرب ؟…
أصبح دم الثيران والحملان والتيوس لا يرضيني .حين تأتون لتحضروا أمامي من الذي التمس هذه من أيديكم حتى تدوسوا دياري ؟
رأس الشهر والسبت والدعوة إلى الحفل... إنما هي إثم واحتفال ، رؤوس شهوركم وأعيادكم كرهتها نفسي.
فحين تبسطون أيديكم أحجب عيني عنكم وإن أكثرتم من الصلاة لا أستمع لكم لأن أيديكم مملوءة من الدماء)).
[1 : 9-15]
واستمع إلى هذا التقريع لأورشليم :-
((كيف صارت المدينة الأمينة زانية ؟ لقد كانت مملوءة عدلاً وفيها كان بيت الرب أما الآن فإنما فيها قَتَلة.
فِضَّتك صارت خبثاً وشرابك مزج بماء .
رؤساؤك عصاة وشركاء للسراقين ،كل يحب الرشوة ويسعى وراء الهدايا ، لا ينصفون اليتيم ، ودعوى الأرملة لا تبلغ إليهم .
فلذلك قال السيد رب القوات عزيز إسرائيل :
لأثأرن من خصومي وأنتقمن من أعدائي.
وأرد يدي عليك ، وأحرق خبثك كما بالحرض وأنـزع نفاياتك كلها)).
[1 : 21-25]
ويضرب لهم الأمثال ويهددهم بالويلات إلى أن يقول :
((ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً ، الجاعلين الظلمة نوراً والنور ظلمة ، الجاعلين المر حلواً والحلو مراً.
ويل للذين هم حكماء في أعين أنفسهم عقلاء أمام وجوههم.
ويل للذين هم أبطال في شرب الخمر ، وذوو بأس في مزج المسكرات.
المبرئين الشِّرِّير لأجل رشوة والحارمين البارَّ برَّة.
فلذلك كما يلتهم لهيب النار القش ، وكما يفنى الحشيش الملتهب ، يكون أصلهم كالنتن وبرعمهم يتناثر كالتراب ، لأنهم نبذوا شريعة رب القوات واستهانوا بكلمة قدوس إسرائيل.
فاضطرم غضب الرب على شعبه فمد يده عليه وضربه ، فرجفت الجبال وصارت جثثهم كالزبل في وسط الشوارع ، ومع هذا كله لم يرتد غضبه ويده لاتـزال ممدودة)).
[5 : 20-25]
وبعد هذا يتنبأ النبي بالعقوبة على هؤلاء - علماً بأنه حينئذ لم يكن لليهود دولة ولا اجتماع وإنما كانوا أسرى في بابل !! فيقول :
((فيرفع رايةً لأمةٍ بعيدةٍ ويصفر لها من أقصى الأرض فإذا بها مقبلة بسرعة وخفة.
ليس فيها منهك ولا عاثر ، لا تنعس ولا تنام ولا يحل حزام حقويها ولا يفك رباط نعليها. سهامها محددة وجميع قسيها مشدودة. تحسب حوافر خيلها صواناً ومركباتها إعصاراً.
لها زئير كاللبؤة وهي تزأر كالأشبال وتزمجر وتمسك الفريسة وتخطفها وليس من ينقذ.
فتزمجر عليه في ذلك اليوم كزمجرة البحر. وتنظر إلى الأرض فإذا بالظلام والضيق وقد أظلم النور في غمام حالك)).
[5 : 26- 30]
وسوف نأتي بمزيد من صفات هذه الأمة التي يشرفها الله بحرب أعدائه من هذا السفر وغيره. ثم يقول :
((آثامكم فرقت بينكم وبين إلهكم ، وخطاياكم حجبت وجهه عنكم ، فلا يسمع لأن أكفكم تلطخت بالدم وأصابعكم بالإثم.
ليس من مدع بالبر ولا محكم بالصدق ، يتكلمون على الخواء وينطقون بالباطل ، يحبلون الظلم ويلدون الإثم ، ينقفون بيض الحيات وينسجون خيوط العنكبوت . وبيضهم من أكل منه يموت ، وما كسر منه انشق عن أفعى.
خيوطهم لا تصير ثوباً ولا يكتسون ، بأعمالهم إثم ، وفعل العنف في أكفهم.
أرجلهم تسعى إلى الشر وتسارع إلى سفك الدم البريء ، أفكارهم أفكار الإثم ، وفي مسالكهم دمار وتحطيم.
لم يعرفوا طريق السلام ولا حق في سبيلهم ، قد جعلوا دروبهم معوجة، كل من سلكها لا يعرف السلام.
لذلك ابتعد الحق عنا ، ولم يدركنا البر ، نترقب النور فإذا بالظلام ، والضياء فإذا بنا سائرون في الديجور.
نتحسس الحائط كالعميان، وكمن لا عيني لـه نتحسس، نعثر في الظهيرة كما في العتمة، ونحن بين الأصحاء كأننا أموات.
نزأر كلنا كالأدباب وننوح كالحمام ، نترقب الحق ولا يكون والخلاص وقد ابتعد عنا.
لأن معاصينا قد كثرت تجاهك ، وخطايانا شاهدة علينا ، لأن معاصينا معنا وآثامنا قد عرفنا.
العصيان والكذب على الرب ، والارتداد من وراء إلهنا ، والنطق بالظلم والتمرد والحيل بكلام الكذب ، والتمتمة به في القلب.
فارتد الحكم إلى الوراء ، ووقف البر بعيداً ، لأن الحق عثر في الساحة ، والاسقامة لم تقدر على الدخول.
وصار الحق مفقوداً ، والمعرض عن الشر مسلوباً ، وقد رأى الرب فساء في عينيه أن لا يكون عدل …فَلَبِسَ البَّر كدرع …وارتدى ثياب الانتقام لباساً ، وتجلبب بالغيرة رداءاً.
على حسب الأعمال هكذا يجزي ، فالغضب بخصومه والانتقام لأعدائه ويجزي الجزر الانتقام)).
[59 : 2 – 18]
5- وفي سفر حزقيال نقرأ :
((يا ابن الإنسان : إني مرسلك إلى بني إسرائيل إلى أناس متمردين قد تمردوا عليّ. فقد عصوني هم وآباؤهم إلى هذا اليوم نفسه. فأرسلك إلى البنين الصلاب الوجوه، القساة القلوب ، فلا تخف منهم ، ولا تخف من كلامهم ، لأنهم يكونون معك عليقاً وشوكاً ، ويكون جلوسك بين العقارب. من كلامهم لاتخف ، ومن وجوههم لا ترتعب ، فإنهم بيت تمرد)).
[2 : 3]
6- وفي سفر ميخا نقرأ :
((اسمعوا يا رؤساء يعقوب وقواد بيت إسرائيل أما ينبغي لكم أن تعرفوا الحق ؟
أيها المبغضون الخير والمحبون الشر النازعون جلود الناس عنهم ولحومهم عن عظامهم الذين يأكلون لحوم شعبي ويسلخون جلودهم عنهم ويشمون عظامهم عنهم…
هكذا قال الرب على الأنبياء ( الدجالين ) الذين يضلون شعبي ويعضون بأسنانهم وينادون بالسلام ومن لا يلقمهم في أفواههم يشنون عليه حرباً مقدسة)).
وفي ترجمة أخرى :
((ينهشون بأسنانهم وينادون سلام)).
((يا رؤساء بيت يعقوب ويا قواد بيت إسرائيل الذين يمقتون الحق ، ويعوّجون كل استقامة الذين يبنون صهيون بالدماء ، وأورشليم بالظلم)).
[3 : 1-5 ، 8-12]
7- ومع دعوى أنهم شعب الله المختار تقول الأسفار :
((لو أرسلتك إلى هؤلاء (الشعوب غير بني إسرائيل) لسمعوا لك ولكن بيت إسرائيل لا يشاء أن يسمع لك ، لأنهم لا يشاؤون أن يسمعوا لي، لأن كل بيت إسرائيل صلاب الجباه وقساة القلوب... فلا تخف ولا ترتعب من وجوههم ، لأنهم بيت تمرد)).
[حزقيال 3 : 6-7]
وهذه العبارة ((لأنهم بيت تمرد)) تتكرر في السفر نفسه كاللازمة الشعرية.
8- وأخيراً استمع إلى ما يقول سفر عاموس وكأنما هو يخاطب أصحاب مشروع السلام:
((أتركض الخيل على الصخر أو يحرث الصخر بالبقر حتى تحولوا الحق إلى سم وثمر البر إلى مرارة… هاأنذا أقيم عليكم أمة يا بيت بني إسرائيل -يقول الرب إله القوات- فيضايقونكم من مدخل حماة إلى وادي العربة)).
[6 : 12-14]
وهذا غيض من فيض مما أسهبت فيه الأسفار عن أوصافهم ، وقد تضمن أيضاً نصائح للمتعاملين معهم ، وأعظم من ذلك تعرض لكيفية عقوبتهم ، وهي ما سيأتي لـه فصل خاص به بإذن الله.
.
.
.
6
شهادة قطعية
مستقبل القدس هو أكبر عقدة في أخطر قضايا الصراع العالمي ، هذا ما يتفق عليه الساسة والمراقبون والباحثون في الدنيا.
وعقدة قضية القدس هو وضع بيت الله المقدس (المسجد الأقصى عندنا وفي التاريخ النبوي كله – الهيكل المزعوم عند اليهود والأصوليين المستندين إلى النبوءات الكتابية).
إن النبوءات الكتابية تربط بوضوح بين مستقبل من الجلال والبهاء والعظمة لبيت الله وقبلته الجديدة ، وبين الأمة المقدسة المختارة التي تعبد الله فيه ، فحيثما وجدنا ذلك البيت وجدنا تلك الأمة الموعودة بأن يكثرها الله ، ويمكنها في الأرض ، ويظهر دينها على كل الأديان ، ويسلطها على ممالك الكفر إلى الأبد.
وحين نجد تلك الأمة نجد قبلتها وأعظم معالمها هو بيت الله ذو المجد والبهاء والتقديس الذي لا يحظى به أي معبد آخر في الوجود.
هذا التلازم بين الأمة والبيت لم يكن في يوم من الأيام أكثر منه إلحاحاً ووضوحاً في هذا العصر ، والسبب ويا للعجب هم : الأصوليون الصهاينة ؟!
فالمسلمون -مع غفلتهم عن كثير من خصائصهم ونعم الله عليهم ومنها هذا البيت واستقباله- لا يرون العلاقة بين مكة والقدس علاقة تضاد ولا تنافس ، بل هي نفس العلاقة بين محمد وموسى وعيسى عليهما السلام ، علاقة المحبة والأخوة والغاية الواحدة وإن اختلفت مراتب الفضل بين الرسل وبين المساجد !!
أما الأصوليون الصهاينة فالقضية عندهم حاسمة قاطعة :
القدس هي مدينة الله والهيكل هو بيت الله المذكور في النبوءات ولا خيار ولا تفكير بل لا وجود لآخر !!.
وهكذا وضعوا أنفسهم في موقف بالغ الخطورة في محكمة الحقيقة التي لا تحابي أحداً فإما أن يصح ما قالوا وإما أن يكونوا أكذب الناس وأجدرهم بالعقوبة الرادعة ، ولا مناص.
ومن هنا كان لابد من الحديث الموجز عن المسجد الأقصى، وعلاقته بالمسجد الحرام. والكشف عن البراهين من كتب أهل الكتاب ، ومن الواقع الذي يراه كل إنسان في العالم كله على بطلان دعوى هؤلاء وأن النبوءات كلها عليهم لا لهم.
إن قصة المسجد الأقصى طويلة جداً لكن أهم معالمها هو :-
1- ثاني مسجد بني في الأرض بعد المسجد الحرام ، بنص الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام ، قال قلت ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت كم كان بينهما ؟ قال : أربعون سنة ))( ).
2- بعد أن جدد إبراهيم ( ) البيت الحرام جدد يعقوب المسجد الأقصى كما ورد في بعض الآثار .
3- دخله قوم موسى بعد التيه حين جاهدوا الكفار فنصرهم الله ودخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لهم كما في سورة المائدة وعبدوه وحده لا شريك له( ).
4- بلغ أوج عظمته في البناء حين أعطى الله تعالى سليمان الملك العظيم، فسخر البنائين من الجن والإنس لبنائه ، ليكون بيتاً لعبادة الله وحده، وسأل ربه تعالى أنه أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد أن يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه)( ).
5- سماه اليهود " الهيكل " وهي تسمية وثنية معروفة ، مع أن التوراة تسميه بيت الرب في مواضع كثيرة جداً ، وليس الإشكال في مجرد الاسم بل حرفوا وابتدعوا حتى صار دينهم كالوثنية. والتوراة في مواضع كثيرة تسجل عليهم أنهم عبدوا " بعلاً " و " تموز" و" مناة " وغيرها من الأصنام.
6- تعرض لهجمات عدائية وأحداث كبرى سيأتي بعضها في فقرة تالية.
7- أسري بالنبي إليه قبل الهجرة.
8- افتتح المسلمون بيت المقدس ودخله أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.
9- استولى عليه اليهود سنة 1387 هـ 1967 وأرادوا محوه من الوجود ولا يزالون . وأخطر حدث يمكن أن يقع في المرحلة اللاحقة هو حرقه أو نسفه ، أو طمس معالمه وتحويله إلى جزء من بناء مقترح يخطط اليهود لإقامته.
01- يزعم اليهود أن هيكل سليمان تحته أو حواليه ، وقد نبشوا الأرض وجعلوها سراديب وحللوا مئات الأطنان من الآثار المطمورة فما رأوا للهيكل المزعوم من عين ولا وقعوا له على أثر !!.
إنها آية من آيات الله ، الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أن يبقى بيت الله الأول ، الذي رفع قواعده إبراهيم ظاهراً معموراً محفوظاً مقدساً ما يزيد على أربعة آلاف سنة بل أكثر ، فقد حج إليه الأنبياء قبل إبراهيم ، وكان مصوناً مقصوداً زمن عاد وثمود ، وفي الوقت نفسه تندثر هياكل بابل ونينوى وأورشليم ، وتماثيل قوم نوح وأصنام عاد وثمود !! وقرون بين ذلك كثير ..وأن يُسقط أهل الكتاب أنفسهم في الحفرة نفسها، مع أنهم يَدَّعون الانتساب إلى إبراهيم ، فهم ينقبون ملفات التاريخ المأثور والمطمور ، والنهاية إما ألا يجدوا شيئاً وإما أن يجدوا ما يشهد لدين الله لا لدينهم.
إن كل ما أوتيته أمريكا وإسرائيل من زينة الحياة الدنيا لا يسلِّيهم من غمِّ الحسرة ولا يبل جمرة الحسد الذي يأكل قلوبهم ، حين يرون هذه الأمة الأمية تملك ناصية الحقيقة ، وتتقلب في نعيم النور ، هؤلاء البائسون يحفرون في تركية وشمال العراق وجنوب مصر وفي كل مكان فلا يجدون إلا بواصل تشير باستمرار إلى منبع الحضارة الإنسانية ، ومركز القيادة العالمية ((جزيرة الأمة الأمية)). هذا شأنهم منذ قرون ومئات الملايين من الجنيهات والدولارات ينفقون لتنطق الشواهد كلها عليهم ! فهل رأيت من يستأجر محامياً لإثبات دعوى خصمه. إنها حكمة الله !!.
نحن المسلمين -تشهد لنا نصوص الكتب المقدسة وتخدمنا حقائق التاريخ ويُسَخَّر أعداؤنا للشهادة لنا لماذا ؟.
لأننا نؤمن برسل الله جميعاً ونقدس كل ما قدس الله بلا عنصرية ولا هوى ، وموقفنا واضح كالشمس : فالمسجد الحرام هو المسجد الحرام سواءً حين بناه آدم وحين بناه إبراهيم وحين بنته قريش -على شركها وجاهليتها- وحين بناه المسلمون ومتى أعيد بناؤه -كله أو بعضه- إلى قيام الساعة.
وكذلك المسجد الأقصى عندنا -هو المسجد الأقصى- حين بُنِي أول مرة وحين بناه سليمان وحين صلى فيه النبي وحين بناه المسلمون بعد ومتى أعيد بناؤه إلى قيام الساعة.
ونحن نعتقد صحة ما جاء في سفر الملوك من قول الله لسليمان بعد بناء المسجد وهو :
((قدستُ هذا البيت الذي بنيته لأجل وضع اسمي فيه إلى الأبد))
[9 : 2]
فهذا حق ولا زلنا ولله الحمد نقدس هذا البيت ونعبد الله فيه.
أما اليهود الذين أبوا إلا العنصرية والتلبيس – فعن أي شيء يبحثون ؟
إن كانوا يريدون المكان المقدس عند الله فها هو ذا قائم ظاهر فليعبدوا الله فيه كما شرع على لسان خاتم رسله وأنبيائه ومجدد ملة إبراهيم . وماذا عليهم لو أسلموا فاهتدوا إلى الحق وعرفوا الحقيقة .
وإن كانوا يريدون البناء -مجرد البناء- فما قيمة الحجارة في ذاتها إذا كان ما يتعلق بها من الشعائر منسوخاً أو باطلاً لا يقبله الله .
ولو قدرنا أن هذا البحث استمر إلى قيام الساعة ولم يعثروا على شيء ذي بال فما النتيجة؟
إنها –بلا ريب- تكذيب وعد الله لسليمان ببقائه مقدساً إلى الأبد !
فلماذا التعامي عن حقيقة شرعية دينية وحقيقة تاريخية واقعية ؟
إنه برسالة محمد وحدها تطابق حكم الله الشرعي مع حكمه الكوني القدري ، فالمسجد المقدس ديناً وشرعاً يقدس على أرض الواقع حساً مشاهداً.
أما الترتيب في الفضل والقداسة فمسألة أخرى ولها حكم عظيمة ، أعظم بكثير من وجود الهيكل أو عدمه .
حينما كانت النبوة في ذرية إبراهيم كان المسجد الأقصى محور الأحداث ومسجد الأنبياء من ذرية إسحاق ، ولما أراد الله نـزع النبوة والكتاب منهم ، وجعلها في فرع إسماعيل اقتضت حكمته أن يولد النبي في البلد الحرام نفسه ، حيث تعلم العرب قاطبة أنه من ذرية إسماعيل وأن يولد في العام الذي صد الله أصحاب الفيل النصارى عن بيته الحرام !
فأهل الكتاب لـمَّا لم يجدوا بيتهم المزعوم -وعجزوا عن تسخير القلوب للبيوت البديلة في روما وصنعاء- سعوا إلى هدم بيت الله نفسه وسيظلون يسعون حتى يهدموه بين يدي الساعة!!
وشهد بناء البيت قبل النبوة ، ثم بعد بعثته حين أراد ربه الكريم أن يفرض عليه أعظم شعائر الإسلام العملية (الصلوات الخمس) أسري به أولاً إلى المسجد الأقصى (وفي ذلك من العلاقة والرابطة ما فيه) وهناك صلى بالأنبياء الكرام ، ومن هناك عرج به إلى السماء، وظل يصلي إلى المسجد الأقصى مع تشوقه إلى أن يصلي إلى الكعبة ، وكان الأمر في مكة لـه مخرج بأن يجعل الكعبة بينه وبين القبلة ، وتعذر ذلك حين هاجر إلى المدينة ، وظل يستقبل المسجد الأقصى بضعة عشر شهراً ، لحكمة جليلة لو كان أهل الكتاب يعقلون، فإنه إنما يتبع ما يوحى إليه من ربه لا ما ترغبه نفسه ،كما أن في استقباله للمسجد الأقصى ما ينطق بنبوته وتعظيمه للأنبياء ، وأنه على سنتهم ومنهاجهم ، ثم جاءه الأمر من ربه بالتحول ، فتحول إلى بيت الله الأول ومقام أبيه إبراهيم ، فكان ذلك تمحيصاً للإيمان ، واختياراً لهذه الأمة الوسط ، وحكماً أبدياً على من لم يستقبل القبلة الجديدة ببطلان دينه ، ورد عبادته ، وحرمانه من اتباع ملة إبراهيم ، وشهادة عظيمة على أن كفر أهل الكتاب إنما هو عن حسد وبغي مع معرفةٍ واستيقانٍ للحق.
وهكذا جاءت آيات القبلة في كتاب الله المحفوظ في سورة البقرة من (142-150) ومنها قوله تعالى :
وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وقوله : الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون بل نجد السياق يمهد لذلك من أول السورة ولاسيما من قوله تعالى : وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه.. حيث نص على إسلام إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، وأمر هذه الأمة بالإيمان بما أنـزل إليهم وأبطل قول أهل الكتاب بأنهم كانوا هوداً أو نصارى..!!.
آية كالشمس أن يضل اليهود والنصارى عن دين إبراهيم وقبلته ومسجده المحجوج المعمور الذي لا نظير لـه في الدنيا كلها ، فلو أن كنيساً لليهود اجتمع فيه مرة واحدة في السنة مثلما يجتمع في هذا المسجد الحرام من المصلين في فريضة واحدة من الصلوات الخمس اليومية لجعلوه حادثاً تاريخياً !! ثم هم يبحثون وينقبون عما لا وجود لـه إلا في مخيلتهم التي أفسدتها الوثنيات منذ القدم.
وإذا جادل أهل الكتاب ، وعميت أبصارهم عن هذه الآيات الباهرات ، فلن يستطيعوا أن يكابروا فيما هو مسطور في نفس كتابهم المقدس عن مكة والقبلة الجديدة ، فلنذكر طرفاً من ذلك ليعلم الأمريكان واليهود ومن وراءهم أنه لا حَظَّ لهم في الإيمان ، ولا في ميراث الأنبياء إلا الدعاوى والأماني ، وأن الجري وراء سراب الأرض الموعودة والهيكل لن يثمر لهم إلا البعد عن الصراط المستقيم ، والدخول في التيه الذي لا مخرج فيه.
فها هي ذي بعض صفات بيت الله "الكعبة" وبلده الحرام "مكة" من كتابهم المقدس نورد أكثرها بالنص الحرفي وبعضها بالمعنى اختصاراً :-
1- أورشليم الجديدة = أورشليم المشيحية ...(بالشين أي الخلاصية التي في عهد المشيح أي المخلّص الموعود).
2- في برية أوجبال فاران .التي عاش فيها إسماعيل وأمه وأنبع الله لهم الماء فيها.
3- المدينة التي كان إبراهيم يتطلع إليها بشوق.
4- سكانها بنو قيدار . (ذرية إسماعيل ).
5- هي بلد الأمين الصادق رئيس الخليقة.
6- ليس فيها هيكل.
7- هيكل سليمان في كل عظمته لا يعتبر شيئاً بالنسبة للبيت الجديد.
8- البيت الجديد شكله مكعب.
9- المكعَّبة فيها حجر كريم.
01- تتـزين بالإكليل والحلي كالعروس.
11- يهابها كل من يناوئها ولا يدنو منها الرعب.
21- عند الكعبة نبع ماء الحياة مجاناً فيه شفاء (زمزم).
31- تفتح أبوابها ليلاً ونهاراً لا تغلق.
41- تجثو عندها كل ركبة في الكون.
51- تكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة لا يعبر فيها نجس.
61- لا يدخلها شيء نجس.
71- أبناؤها أكثر من أبناء القدس.
81- تضيق بسكانها والداعين فيها.
91- يسجد الملوك أمامها ويلحسون غبارها !!.
02- تزول الجبال والآكام ولا يـزول إحسان الله وسلامه عنها.
12- تتحول إليها ثروة البحر ويأتي إليها غنى الأمم.
22- يجتمع إليها الناس ويأتون من بعيد.
32- تضيق أرضها عن الإبل والغنم القادمة من الغرب والشرق ، سبأ ومدين وفاران وقيدار ويخدمها رجال مأرب.
42- لها جبل مبارك تسير إليه الأمم ليعبدوا الله فيه (عرفات).
52- الكل عند البيت سواء في حرية التقرب إلى الله.
62- مكتوب اسم الله على جباه أهلها !! (سيماهم في وجوههم من أثر السجود).
72- يمتنع العباد حول البيت عن ما يصدر عن الطبيعة (البول والغائط).
82- يكون رأس الرجل عارياً والمرأة تغطي رأسها ويلبسون من الحقوين إلى الفخذين ويجزون شعر رأسهم جزاً (الإحرام والتحلل)( ).
لقد حار مفسرو التوراة بشأن هذه المدينة - لأنهم لا يريدون الإقرار بالحقيقة.
صفات جليلة كالشمس ولكن مفسري "البايبل" تعاموا عنها وتخبطوا في تفسيرات متناقضة.
فتارة يزعمون أن هذه الأوصاف لمدينة سماوية ، وتارة يزعمون أنها " أورشليم رمزية " وتارة يزعمون أنها "أورشليم الكاملة المشيحية" أي التي ستكون في العهد الألفي السعيد.
ولم يعلموا أنهم بهذه التفسيرات قد شهدوا على أنفسهم أنها ليست هي أورشليم القدس المعروفة وأن أهلها ليسوا بني إسرائيل هؤلاء وهكذا أشرق الصبح لذي عينين ولله الحمد وأظهر الله الحقيقة ولو كره الحاسدون .
ومن شك في هذا من مثقفي الغرب فما عليه إلا أن يشاهد النقل الحي لشعائر التراويح أو الحج على الفضائيات ويقارن بين ما يقرأ من الصفات وما يرى بأم عينه ليعلم لماذا خاطب الله علماء ملته بقوله : يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ويتذكر قول المسيح للمرأة السامرية حين سألته أي قبلتي بني إسرائيل أفضل ؟
((صدقيني أيتها المرأة تأتي ساعة فيها تعبدون الرب لا في هذا الجبل (في السامرة) ولا في أورشليم)).
[يوحنا 4 : 21]
وإذا ثبت هذا فالأمانة العلمية وحرية البحث توجب أن يعيد النظر في كل النبوءات، ويشك في كل التفسيرات ، ولن يجد حينئذٍ أي صعوبة في التمييز بين الأمة المصطفاة الموعودة بنصر الله ، وبين الأمة الملعونة التي تقيم رجسة الخراب على أرض الأنبياء ، وليعلم أن هذا مثال واحد فقط ولو عرضنا عليه نبوءات أخرى لكانت النتيجة نفسها [ولكن توفيراً لوقتنا ووقته سوف نقدم لـه المفاتيح الأساس لحل رموز النبوءات كلها من خلال هذه الهدية التي نرجو أن يحملها إلى أقرب "ربِّي" أو "قسيس"].
(هدية إلى أهل الكتاب)
يا أهل الكتاب حتى متى إضاعة الأعمار وتبديد الجهود في تفسير نبوءات كتابكم ؟ وإلى متى تظلون غارقين في تفكيك الرموز وحل المعادلات ؟ ويناقض بعضكم بعضاً في التأويلات بل يتناقض المفسر الواحد منكم في الصفحة الواحدة أو الكتاب الواحد ؟ والعملية كلها أسهل من حل الكلمات المتقاطعة في مسابقة للأطفال !!
قد كتبتم عن النبوءات ولا زلتم -ما لو جمعت مجلداته- وفرشت بها أرض فلسطين لملأتها فلماذا لا تختصرونه في مجلد واحد غير متناقض ، ونحن نقدم لكم مجاناً مفاتيح الحل فتأملوا :
1- أورشليم الجديدة = مكة.
2- الأمين الصادق = رئيس الخليقة = رئيس القديسين = الفارقليط = محمد .
3- ابن الإنسان الآتي في آخر الزمان = ابن الرجل نبي آخر الزمان = محمد لأن المسيح هو ابن المرأة وهو يخبر عن الرسول العظيم الآتي من بعده بأنه ابن الرجل ، ولا يستقيم كون عيسى ابن الرجل مع حاله ولا مع عقيدتهم ، فهم يعتقدون أنه ابن الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
4- المسيح = المسيح عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وأخو محمد في الرسالة وأولى الأنبياء به.
5- المسيح الدجال = المسيح الدجال.
6- الوحش = الصهيونية بوجهيها اليهودي والأصولي.
7- النبي الكذاب = بولس والبابوات من بعده وكل من يدعي أنه المسيح أو أن المسيح حلّ فيه ، أو أوحى إليه.
8- جوج = يأجوج ومأجوج.
9- القرن الصغير = رجسة الخراب = دولة إسرائيل.
01- بابل الجديدة = الحضارة الغربية المعاصرة عامة والأمريكية خاصة.
11- الامبراطورية الرومانية الجديدة = الولايات المتحدة.
ينبغي لمن يريد الحق ويبحث عن الإيمان الصحيح والدين الذي يقبله الله منكم أن يعيد قراءة "الكتاب المقدس " وفقاً لهذه المفاتيح المجانية ويقارن عمله بما في أي كتاب للأصوليين والشراح قديماً وحديثاً ثم يرى النتيجة بنفسه مع وضع هامش احتياطي للخطأ سببه التحريف الواقع في الكتاب المقدس منذ القدم.
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه
|