[أحمد علوي]

-

ماذا بعد الموت ؟!
سؤال ترتجف له مفاصل الإنسان إذا خلا بنفسه وأخذ يمرره في رأسه وفكره ..
نعم.. ماذا بعد أن أموت ..؟!
هذه القضية جعلت عشرات الناس من عقلاء العالم تحت كل سماء ، يفكرون طويلاً ، ويبحثون كثيراًً ، حتى قادهم هذا البحث إلى ضرورة الدخول في الإسلام عن قناعة متأصلة ، لا تشوبها شائبة ،
لأنهم يؤكدون أنهم لم يجدوا إجابة مريحة للنفس ، مطمئنة للقلب _ عن هذا السؤال _ إلا في تعاليم الإسلام العظيم .
ماذا بعد أن تموت أيها الحبيب ..!؟ إلى أين المصير ..؟!
هذه المسألة أيضاً ،
كانت سبباً في توبة مئات بل آلاف من المسلمين الذين جرفتهم تيارات الفتن الهوجاء بعيداً عن الله ،
فلما انتصب هذا السؤال بقوة أمام أعينهم [ خاصة وأن كثيرين منهم رأوا الموت عياناً إما في أشخاصهم ، أو في أقاربهم ]
انتفضت مشاعرهم ، واهتزت مفاصلهم ، وهتفوا بقوة وفي فزع :
نعم .. ماذا بعد الموت .؟! .. وإلى أين المصير ..؟!
الأحاديث النبوية الشريفة تؤكد :
أن هذه الحفرة التي سيرمونك فيها ، و يهيلون عليك التراب ، ثم ينفضون أيديهم عنك ويتركونك وحيداً منفرداً في ظلمة موحشة مخيفة ..
الأحاديث تؤكد أن هذه الحفرة ستكون بالنسبة لك إحدى منزلتين :
إما روضة من رياض الجنة ، يصلك عبرها نسائم الجنة ونعيمها …
وإما ستصبح حفرة من حفر النار .. _ والعياذ باله _
فأي المنزلتين تحب أن يكون قبرك إذا نزلت فيه _ ومن يدري لعلك تنزل فيه هذه الليلة !!!_
ولكن ..هل المسألة بمجرد الأماني ؟!
لا تكن كالأحمق الذي يبذر حنظلاً ، وينتظر أن يحصد عنباً ..!
افرش لنفسك اليوم ما تريد أن تنام عليه الليلة أو غداً أو بعده .. ولا مفر من ذلك ..!
أرجو أن تفكر في هذه القضية كثيراً ، وتجعلها شغلاً شاغلاً لك ، فإن ثمراتها طيبة ومباركة ..
..ولولا أن ثمراتها كذلك ما أكثر القرآن الكريم من التذكير بها .. فافهم .
..