الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 23-07-2003, 01:56 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

في بيتي الجديد !

ونحن في السيارة..كان أخوي غاية في السعادة.. فهد ينشر الدعابات وسعود يبتسم ويضحك بكل فرح .. وأنا .. كنت أغتصب الابتسامة لأجلهما.. حتى لا يشعورا بأني لست سعيدة ..
وصلنا إلى بيتهم أقصد بيتنا .. دخل سعود حاملا حقائبي ودخلت أنا مع فهد..لا أدري ولكني أحسست بخوف شديد.. كان بي رهبة دخول مكان غريب.. ولكأني في بيت أغراب عني.. وليس في بيت والدي.. البيت الذي ولدت فيه وعشت به سنتين من عمري!!
قال سعود: مرحبا بك ياروز في بيتنا.. وأخيرا نورتي بيتك الذي كان مظلما لبعدك عنه .. أهلا بك يا صغيرتي ..
ابتسمت له وجلت ببصري أنظر إلى البيت .. بينما أكمل اخوي إحضار حقائبي من السيارة ..
إلهي كم هو جميل هذا البيت .. لم يكن بيتا بل كان أقرب إلى أن يكون قصرا.. فهو كبير جدا .. بالمقارنة مع بيتي .. كبير وله أبواب عريضة جميلة .. وشبابيك طويلة رائعة.. وغرفة الجلوس هنا .. إلهي لا أصدق أني سأعيش هنا!! كم هي فاخرة هذه الستائر.. وذلك الأثاث.. إنه أشبه بأثاث الملوك ..
أما السجاد .. كم هو ناعم .. فما أن تطأ قدمك به حتى تنغرس وتغوص به .. فتداعب شعراته رجلك.. وتشعره برقتها ونعومتها..إنها حقا رائعة..
أخذني أخوي في جولة حول القصر أقصد المنزل .. رأيت المطبخ ..ولكأنه المطابخ التي كنت أراها في الأفلام .. وأيضا رأيت غرف أخوتي .. بالفعل إنها جميلة.. وتنم عن ذوق رفيع .. سألت أخوتي : سعود.. فهد .. من صمم هذا البيت؟؟
ابتسم فهد بألم وأشاح وجهه فرد سعود بعذوبه: صممته أمي رحمها الله
أحسست أني تألمت لذكرها.. يالله لكم أتمنى لو أنها بيننا الآن.. لكم أتمنى أن أراها.. وأيضا أرى أمي هدى..
أكثر ما أعجبني في البيت هو الحديقه .. إنها كالخيال.. ساحرة آسرة .. جميلة جدا..
بها ممر طويل يحيط بجانبيه الورود الملونة الجميلة .. فتمشي به ويحفر شذاها في مخيلتك ذكرى لا تنسى!!
وأيضا أعبتني بركة السباحة.. فكانت صافية كبيرة واسعة.. لنقءها تنعكس صورتك على سطحها بمجرد أن تراها..
وأخيرا.. حان دور غرفتي ..
أجل كان لي غرفة خاصة بي في منزلي ولكنها لم تكن مثل هذه أبدا!!
هذه مختلفة.. فهي أشبه بغرف الأميرات التي أراهم بالأفلام.. بل هي تشبه الغرف التي كنت أملك أحدها في مخيلتي الواسعة.. والآن تحقق الحلم ..
غرفتي كانت كبيرة جدا.. وخلابة .. بمجرد أن تدخلها تخطف أبصارك لجمالها..
كان اللون (البنفسجي) هو اللون السائد في الغرفة.. فكانت الستائر الفاخرة تصطبغ باللون البنفسجي.. وكانت المفارش تحمل اللون ذاته.. والأرضيه كانت من الرخام الفاره ..والسرير قد احتل منتصف الغرفة .. وقد وضع على مستوى أعلى من الأرض.. فحين أنام أكون وكأني اطير ..بل وكأني ملكة والكل يحفني من حولي..
وبجانب السرير وضعت طاولة صغيرة عليها علبة صغيرة.. وبجانبها قصص للأطفال.. ومصباح للنوم ..
وهناك بالزاوية تلك توجد مرآة كبيرة وطويلة.. وبصراحة ذلك أكثر ما أسعدني.. فلكم أحب وجود المرايا في غرفتي..أما في الجانب الأيسر يوجد باب يؤدي إلى حمام خاص بي.. لي وحدي.. ضحكت بنفسي وقلت.. لن أضطر إلى أن انتظر نورة لتخرج من الحمام حتى أستحم.. الآن كل هذا لي وحدي..
أما بالجهة المقابلة توجد غرفة الملابس.. ذهبت اليها.. فتحت الباب ودخلت.. لم أصدق ما رأيت .. كانت الخزائن الكبيرة تملأ الغرفة.. وهي بدورها كانت مملوءة بالملابس.. ملابس رائعة جميلة.. لم أعتقد أني سأشتري مثلها يوما.. أعلم أني اعتدت أن ألبسها بسبب هدايا سعود وفهد..إنما لم أكن اشتريها بهذا الكم بسبب حالة ابي الاقتصاديه.. ولكن ايعقل ان كل هذا لي؟؟
إلهي لا أصدق هذا الكوم من الأحذية.. وكلها على مقاسي؟؟
سألت اخوتي والذهول اولفرحة باديان على وجهي: فهد.. سعود..من أين أتى كل هذا ؟؟ ولمن كل هذه الملابس والأحذية والحقائب؟؟
قال سعود: إنها لك يا صغيرتي..
اتسعت عيناي فقلت ذاهلة: لي أنا؟؟ ولكن كيف؟؟ أنا لم اشتريها.. ولم احضرها معي أيضا!!
قال فهد بمرح: بصراحة.. نحن اشتريناها لك.. كنا نود أن تنتقلي للعيش معنا منذ زمن.. لذلك كنا نذهب للسوق باستمرار فنشتري مايعجبنا لك.. ونخبأه هنا على أمل أن تعودي إلينا فترتدي كل ما أردتي.. لم نستطع ان نحضرها لك في بيت عمي.. لأنك تعلمين أن عمي لا يسمح.. فهو يعتبرك ابنته.. ولا يريد احد غيره أن يصرف عليك.. لذلك كنا نحضر لك القليل منها كلما كانت مناسبة..
ضممتهما وقلت: أشكركما يا اخوتي.. ولكني لا استطيع أن ارتديها كلها.. إنها تكفيني لقرن من الزمن..
ضحك سعود وقال: بالعكس إنها لا تكفيك أبدا.. وستثبت لك الأيام ذلك..إنك بأجمل سنين عمرك يا صغيرتي.. لذلك البسي وافرحي.. وتدللي وافعلي ما شئت.. أنت أمرينا ونحن نفذ.. اتفقنا؟؟
ابتسمت وقلت: اتفقت يا أخي ..
قال فهد : سندعك الآن لترتاحي .. وإن احتجتي لشيء.. فانا هنا بقربك.. وبالمناسبة.. لقد اشتريت لك جهاز كمبيوتر وسيصل غدا.. فلقد علمت من يوسف أنك من محبي شبكة الانترنت.. لذلك لم أود أن تشعري أن شيء تغير عليك او أنك حرمت من شيء تحبيه!!
- أشكرك كثيرا يا أخي.. أشكرك..
ابتسم وخرج هو وسعود ..
لففت حول نفسي .. تنهدت بارتياح ثم قلت : ليت أمي ونورة واخوتي مع الان!!
وطفرت دمعة من عيني لذكراهم .. أتراهم يشعرون كما أشعر؟؟

يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس