(في دهركم كلٌ تحَّول عقربا) ؟
(يا مرحبًا يا مرحبا يا مرحبا )
هذي الحروف تقولها في حينها ؟
أم تذكر العصر القديم المجدبا
يا ويح أيامي ودمع صبابتي
خلفتني ثكلى وصرت مراقبا
ماذا تراقب والدموع بمقلتي
وهموم أيامي عليَّ مراكبا
غيرت اسمك قاصدًا بتهربٍ
وشهرت نحوي بالبعاد مصائبا
ماذا تراقب يا(صغيري)والهوى (1)
باقٍ بقلبي مالكًا ومحبَّبا
دقات حبِّي أم توجع حسرتي
أم وجه طفلي حين يدمع هاربا
جربت من مكرِ الرجالِ صنوفهُ
فبقيت في وجه النضارة ثيبا
أطلقتني جزعًا وخلت نهايتي
وحدي بإظلامٍ أنالُ مصائبا
فأجب فديتك ما تكون عقوبتي
إن جئت قربك سامعًا ومراقبا
أخشى عليك من النواعم غيرة
وأموت لو تشتاق يومًا للظبا
ويقال(هيْ)في منصبٍ وزمالةٍ
ولها ستحكي واجبًا وتجاربا
لكن تراني الآن بين عيونها
وعلى شفاهك صامدٌ لن أغلبا
مهلاً فإنا ما تقطَّع بيننا
نسبٌ وأولادٌ تراهم أقربا
هم يقرأون معي حروف مودتي
هذي إليك ويسألوني مطلبا
ألا تضيعهم وقلبي والهوى
وتعود فورًا كي تنال الواجبا
لا ترفض الشيء الصغير لأنه
إن راح تظهر للأمور عجائبا
بين المحاكم والشهود سيشهدوا
ضد الذي ألقى الطفولة جانبا
ونساهمُ بين الشعورِ وبالأسى
أمضيت قهري باكيًا ومعاتبا
قلِّي بربك ما الجناية علني
أرنو إلى الحب الجميلِ مداعبا
ورقة خريف
(1) المقصود هنا المتنبي الصغير
