[الجلاد10]

بعد اتفاقية سايكس بيكو والتي فطن الغرب برؤوسها فرنسا وبريطانيا , الى تقسيم الدول الاسلامية الى عدة اقسام, وتنمية روح العصبية القبلية المنتنة من جديد بين المسلمين.
فبريطانيا عند خروجها من اي دولة تحت تأثير المقاومة تقوم بتقسيمها الى عدة أقسام وتعين حاكم او بالأصح خادم لها ليحكم المسلمين هناك باسم الدين وينفذ أوامرها, وهذا ما نراه الآن عيانا ً بيانا, ويطول النقاش هنا ولكن أذكر أني سمعت محاضرة للشيخ عبدالمجيد الزنداني أسمها "المؤامرة" يبين فيها بشكل مفصل تقريبا كيف تكونت حكومات العرب وما اهدافها المخفية. أنصح الجميع بالبحث عنها والاستماع لها,فلم تعد موجودة في الاسواق!!


ومن السلبيات الظاهرة في هذا الأمر, هو ما نراه الآن من تقسيم للعلماء بطريقة عجيبة مبنية على العصبية القبلية المقيته, والشعوب تبعا لذلك, فشعب السعودية لا يقبلون فتوى عالم الأردن , وشعب مصر لا يقبلون فتوى عالم السعودية ,وهذا بالاجمال.

وقس على ذلك من الأمور الأخرى في الصناعة والطب والهندسة وغيره.
بل صارت منهجا يدرس بإسم الوطنية, وان لم تمجد حكومة تلك الدولة فأنت خارجي وفاسق وكافر!!!

وحتى لا أطيل , ما قصدت أن أبينه هو أنه في الحادثة الأخيرة التي قتل فيها المجاهدون السفير المصري قامت اقلام تكتب, وأصوات تعلوا , لماذا قتلتموه, وان الاسلام بريء منكم , وخاصةً في مصر , وهذا ينطبق على كل دول المنطقة, ولم يرى أحد خيانة هذا الرجل وحكومته وغيرها من الحكومات .

هذا السفير الذي أتى معترفا بالحكومة العميلة , ومساعدا لها , ومن قبل ذلك سفيرا او موظفا في السفارة المصرية لدى اسرائيل ,وغيرها من الأمور التي قد يعرفها الشعب المصري أكثر مني.

ولكن فجأة ً تعمي تلك العصبية الجاهلية المنتنة كل مباديء الاسلام والولاء والبراء.

وقولهم كقول طلحة النميري قال لمسيلمة: "أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق. ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر"

فسفير مصر أحب اليهم من الجهاد والمجاهدين, وحكومة مصر أحب اليهم من الجهاد والمجاهدين, وهم يعرفون خيانة تلك الدول لدينها ومولاتها لليهود والنصارى ,ومحاربة المجاهدين.
وكذا الأمر في السعودية والكويت والأردن وباكستان وغيره من الدول الاسلامية.


فمتى يفيق الناس ويجعلوا مقياس الغيرة والتميز والتفضيل والحب والبغض هو الدين الكريم, ويتمثلوا بما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد الجريري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي نضرة ‏ ‏حدثني ‏ ‏من ‏
‏سمع خطبة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في وسط ‏ ‏أيام التشريق ‏ ‏فقال: " يا أيها الناس ألا ‏ ‏إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا ‏ ‏لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت قالوا بلغ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم قال أي يوم هذا قالوا يوم حرام ثم قال أي شهر هذا قالوا شهر حرام قال ثم قال أي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم قال ولا أدري قال ‏ ‏أو أعراضكم أم لا ‏ ‏كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أبلغت قالوا بلغ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ليبلغ الشاهد الغائب ‏ "

إن مانراه في العراق من محاربة كل مفسد ومناصر للكفار سواءً كان عربيا أو أعجميا ,لهو دليل واضح على صدق جهاد اولئك الشجعان, وأنهم لا يخشون في الله لومة لائم, وهذا الأمر يدركه كل ذو لب سليم.وكل ذو قلب أمين.


فاتقوا الله أيها اناس , وانبذوا عادات الجاهلية المنتنة.


وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم, وبالله التوفيق.
_________________________


قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:"ومتي ترك العالم ما عَلِمَه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدًا كافرًا، يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة" الفتاوى