عرض مشاركة مفردة
  #35  
قديم 01-04-2007, 12:06 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

- التضرع إلى الله جل وعلا بالدعاء : {
ربِّ اجعلني مقيمَ الصلاة ومِن
ذُرِّيتي ربنا وتقبَّل دُعاء}
والاستعانة به عز وجل لأننا لن نبلغ الآمال
بمجهودنا وسعينا ، بل بتوفيقه تعالى ؛
فلنلح في الدعاء ولا نيأس ؛ فقد
أمرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه
وسلم قائلا: « ألِظّوا - أى
أَلِحّوا- بيا ذا الجلال والإكرام »
والمقصود هو الإلحاح في الدعاء بهذا
الاسم من أسماء الله الحسنى ؛ وإذا كان
الدعاء بأسماء الله الحسنى سريع
الإجابة ، فإن أسرعها في الإجابة يكون-
إن شاء الله تعالى- هو هذا الاسم:
"ذو الجلال (أي العظمة) والإكرام ( أي
الكرم والعطاء ) ".

ز- عدم اليأس أبداً من رحمة الله ،
ولنتذكر أن رحمته وفرجه يأتيان من حيث
لا ندري، فإذا كان موسى عليه السلام قد
استسقى لقومه ، ناظراً إلى السماء
الخالية من السحب ، فإن الله تعالى قد
قال له: { اضرِبْ بِعَصاكَ
الحَجَر، فانفجرَت منْهُ اثنتا عشْرةَ
عيناً }، وإذا كان زكريا قد أوتي
الولد وهو طاعن في السن وامرأته عاقر،
وإذا كان الله تعالى قد أغاث مريم
وهي مظلومة مقهورة لا حول لها ولا قوة ،
وجعل لها فرجا ومخرجا من أمرها
بمعجزة نطق عيسى عليه السلام في المهد ،
فليكن لديك اليقين بأن الله عز
وجل سوف يأْجُرك على جهادك وأنه بقدرته
سوف يرسل لابنك من يكون السبب في
هدايته، أو يوقعه في ظرف أو موقف معين
يكون السبب في قربه من الله عز
وجل ؛ فما عليك إلا الاجتهاد، ثم الثقة
في الله تعالى وليس في مجهودك.
(3)


لماذا الترغيب وليس الترهيب؟



لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم : {
اُدعُ إلى سبيل ربك بالحكمةِ
والموعظةِ الحسَنة } .



لأن الرسول الكريم صلى الله تعالى عليه
وسلم قال: « إن الرفق لا يكون في
شيء إلا زانه، ولا خلا منه شيء إلا شانه »



لأن الهدف الرئيس لنا هو أن نجعلهم يحبون
الصلاة ؛ والترهيب لا تكون
نتيجته إلا البغض ، فإذا أحبوا الصلاة
تسرب حبها إلى عقولهم وقلوبهم ،
وجرى مع دماءهم، فلا يستطيعون الاستغناء
عنها طوال حياتهم ؛ والعكس صحيح.



لأن الترغيب يحمل في طياته الرحمة ، وقد
أوصانا رسولنا الحبيب صلى الله
عليه وسلم بذلك قائلاً: « الراحمون
يرحمهم الرحمن » ، وأيضاً « ارحموا
مَن في الأرض يرحمكم من في السماء » ،
فليكن شعارنا ونحن في طريقنا
للقيام بهذه المهمة هو الرحمة والرفق.



لأن الترهيب يخلق في نفوسهم الصغيرة
خوفاً ، وإذا خافوا منَّا ، فلن
يُصلُّوا إلا أمامنا وفي وجودنا ، وهذا
يتنافى مع تعليمهم تقوى الله
تعالى وخشيته في السر والعلَن، ولن تكون
نتيجة ذلك الخوف إلا العُقد
النفسية ، ومن ثمَّ السير في طريق مسدود.



لأن الترهيب لا يجعلهم قادرين على تنفيذ
ما نطلبه منهم ، بل يجعلهم
يبحثون عن طريقة لرد اعتبارهم، وتذكَّر
أن المُحِب لمَن يُحب مطيع . (4)



لأن المقصود هو استمرارهم في إقامة
الصلاة طوال حياتهم...وعلاقة قائمة
على البغض و الخوف والنفور-الذين هم
نتيجة الترهيب- لا يُكتب لها
الاستمرار بأي حال من الأحوال.




كيف نرغِّب أطفالنا في الصلاة؟


منذ البداية يجب أن يكون هناك اتفاق بين
الوالدين- أو مَن يقوم برعاية
الطفل- على سياسة واضحة ومحددة وثابتة ،
حتى لا يحدث تشتت للطفل،
وبالتالي ضياع كل الجهود المبذولة هباء
، فلا تكافئه الأم مثلاً على
صلاته فيعود الأب بهدية أكبر مما أعطته
أمه ، ويعطيها له دون أن يفعل
شيئاً يستحق عليه المكافأة ، فذلك يجعل
المكافأة التي أخذها على الصلاة
صغيرة في عينيه أو بلا قيمة؛ أو أن تقوم
الأم بمعاقبته على تقصيره ،
فيأتي الأب ويسترضيه بشتى الوسائل خشية
عليه.



وفي حالة مكافأته يجب أن تكون المكافأة
سريعة حتى يشعر الطفل بأن هناك
نتيجة لأفعاله، لأن الطفل ينسى بسرعة ،
فإذا أدى الصلوات الخمس مثلاً في
يوم ما ، تكون المكافأة بعد صلاة العشاء
مباشرة.



************


أولاً: مرحلة الطفولة المبكرة (ما بين
الثالثة و الخامسة) :

إن مرحلة الثالثة من العمر هي مرحلة
بداية استقلال الطفل وإحساسه بكيانه
وذاتيته ، ولكنها في نفس الوقت مرحلة
الرغبة في التقليد ؛ فمن الخطأ أن
نقول له إذا وقف بجوارنا ليقلدنا في
الصلاة: " لا يا بني من حقك أن تلعب
الآن حتى تبلغ السابعة ، فالصلاة ليست
مفروضة عليك الآن " ؛ فلندعه على
الفطرة يقلد كما يشاء ، ويتصرف بتلقائية
ليحقق استقلاليته عنا من خلال
فعل ما يختاره ويرغب فيه ، وبدون تدخلنا
(اللهم إلا حين يدخل في مرحلة
الخطر ) ... " فإذا وقف الطفل بجوار المصلي
ثم لم يركع أو يسجد ثم بدأ
يصفق مثلاً ويلعب ، فلندعه ولا نعلق على
ذلك ، ولنعلم جميعاً أنهم في هذه
المرحلة قد يمرون أمام المصلين ، أو
يجلسون أمامهم أو يعتلون ظهورهم ، أو
قد يبكون ، وفي الحالة الأخيرة لا حرج
علينا أن نحملهم في الصلاة في حالة
الخوف عليهم أو إذا لم يكن هناك بالبيت
مثلاً من يهتم بهم ، كما أننا لا
يجب أن ننهرهم في هذه المرحلة عما يحدث
منهم من أخطاء بالنسبة للمصلى ..


وفي هذه المرحلة يمكن تحفيظ الطفل سور :
الفاتحة ، والإخلاص ،
والمعوذتين . (2)



ثانياً:مرحلة الطفولة المتوسطة (ما بين
الخامسة والسابعة ):
في هذه المرحلة يمكن بالكلام البسيط
اللطيف الهادئ عن نعم الله تعالى
وفضله وكرمه (المدعم بالعديد من الأمثلة)
، وعن حب الله تعالى لعباده،
ورحمته ؛ يجعل الطفل من تلقاء نفسه يشتاق
إلى إرضاء الله ، ففي هذه
المرحلة يكون التركيز على كثرة الكلام
عن الله تعالى وقدرته وأسمائه
الحسنى وفضله ، وفي المقابل ، ضرورة
طاعته وجمال الطاعة ويسرها وبساطتها
وحلاوتها وأثرها على حياة الإنسان... وفي
نفس الوقت لابد من أن يكون هناك
قدوة صالحة يراها الصغير أمام عينيه ،
فمجرد رؤية الأب والأم والتزامهما
بالصلاة خمس مرات يومياً ، دون ضجر ، أو
ملل يؤثِّّّّّّر إيجابياً في
نظرة الطفل لهذه الطاعة ، فيحبها لحب
المحيطين به لها ، ويلتزم بها كما
يلتزم بأي عادة وسلوك يومي. ولكن حتى لا
تتحول الصلاة إلى عادة وتبقى في
إطار العبادة ، لابد من أن يصاحب ذلك شيء
من تدريس العقيدة ، ومن المناسب
هنا سرد قصة الإسراء والمعراج ، وفرض
الصلاة ، أو سرد قصص الصحابة الكرام
وتعلقهم بالصلاة ...

ومن المحاذير التي نركِّز عليها دوما
الابتعاد عن أسلوب المواعظ والنقد
الشديد أو أسلوب الترهيب والتهديد ؛
وغني عن القول أن الضرب في هذه السن
غير مباح ، فلابد من التعزيز الإيجابي ،
بمعنى التشجيع له حتى تصبح
الصلاة جزءاً أساسياً من حياته. (5) ، (2)


__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس