عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 21-05-2005, 10:30 AM
تيمور111 تيمور111 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 822
إفتراضي


إن من يقول غير هذا القول يحاسب عليه أمام الله عز وجل، فرسول الله لا ينطق عن الهوى( إن هو إلا وحي يوحى) فقوله الحق وهو واجب الاتباع، لذلك فإن طاعة هؤلاء الحكام ضلال ومخالطتهم هلاك.

عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «سيكون أمراء بعدي يعرفون وينكرون، فمن نابذهم نجا، ومن اعتزلهم سلم ومن خالطهم هلك».

وهم لا يحفظون فينا إلاًّ ولا ذمة، عن أبي أمامة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي أعمال ثلاثة، لا أخاف جوعاً يقتلهم، ولا عدواً يجتاحهم، ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم وإن عصوهم قتلوهم»
، ولم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم يصف ويبين واقع الحكام، لكن، مع هذا الوصف يأمرنا بأعمال وأفعال، فهو لا يقص علينا قصصاً بل يشرع لنا ويبين طريق السداد والرشاد للخلاص ممن هم أس بلاء المسلمين بتسلطهم على رقابنا وبتحكيمهم شرعاً ما كان ليرضى به إلا من هجر قلبه الإيمان واستمرأ أن يسير خلف الركب ناعقاً وراء كل هاتف.

أيها الاخوة... إن عامة المسلمين، فضلاً عمن تتصاعد زفراتهم، وتفيض أعينهم من الدمع حزناً على ما أصاب ملتهم من تفرّق الآراء وتضافر الأهواء، ولولا وجود الغواة من ذوي المطامع في السلطة بينهم، لاجتمع شرقيّهم بغربيّهم، ولبى جميعهم نداءً واحداً، إن المسلمين لا يحتاجون في صيانة حقوقهم إلاّ إلى تنبّه أفكارهم لمعرفة ما يكون به صلاح أمرهم ورفعة شأنهم، وهو يقيناً لا يكون إلاّ باستظلال المسلمين جميعاً تحت راية (لا إله إلا الله محمّد رسول الله) تحت حكم واحد، لأن المسلمين جسم واحد وشرع ربّ العزة واحد.

أيا بقيّة الرجال وخلف الأبطال، ويا نسل الأقيال هل ولّى بكم الزمان؟ هل مضى وقت التدارك؟ إن من إندونيسيا إلى بلاد المغرب أمة لا ينقصها العدد، ولا ترضى لنفسها أن تكون غثاء كغثاء السيل، إن ما ينـزل بالمسلمين منذ هدم دولتهم إلى يومنا ـ وهو مستمر إن لم يتداركوه ـ من تسلّط أحكام الكفر وأئمة الضلالة وبما يصبون إليه من ضياع البلاد وهلاك العباد، كل هذا موجب للمسلمين أينما كانوا أن يدركوا أن منع استمرار ذلك هو فرض عين عليهم، لا فرق بين قريبه وبعيده، ولا تباح المسالمة مع أئمة الضلالة بحال من الأحوال حتى تعود الولاية لله ولرسوله والمؤمنين.

أيها المسلمون... انفضوا عن أجسادكم ذلّ وخيانة حكامكم الذين يسمّون بأسمائكم وليسوا منكم ولا من دينكم، فباطن الأرض أولى بهم من ظاهرها، وموطئ قدم دابة تسبّح الله أسمى من عروشهم، ألا سخط الله عليهم وباءوا بغضب من عنده، فبالله عليكم: أنستجيرهم؟ أنحتمي خلفهم؟ وهل من عاقل يستنصرهم؟ فوالله لو كان للمسلمين حاكم لما جرؤ أبناء القردة والخــنازيــر أن يجرحوا مسلماً بكلمة أو يلمزوه بطرفة عين... لماذا؟ لأن رعاية شؤون المسلمين من حاكمهم فرض من الله يأثم إن يقصر بها. هذا فضلاً عمّا حلّ ويحلّ بنا من تقتيل وتشريد وإذلال وهوان، وليس ذلك علينا بجديد، بل إنه مستمر منذ أن فجع المسلمون بتغييب دولتهم وإبعادهم عن دينهم وعقيدتهم، حتى أصبح المسلمون في كل بقاع الأرض كاليتامى يستجدون من هذا ومن ذاك، تفرقت بهم السبل فلا هادي ولا مرشد، وهذا تماماً أيها المسلمون هو الحال الذي يفرح به هؤلاء الحكام، ويطيل أعمار حكمهم وتسلطهم فوق الرقاب.

أيها المسلمون... إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض سارعوا، ادرءوا عن أنفسكم العذاب، ولا ترضوا إلاّ بكتاب الله وسنة رسوله تطبقها عليكم دولة لا إله إلا الله محمد رسول الله. فأمر الله واضح لا غموض فيه... يجب أن نحتكم إلى الله لا إلى الطاغوت في كل أمور حياتنا وفي كل علاقاتنا حتى نكون مؤمنين الإيمان الذي يرضاه الله تعالى، الذي له الأمر من قبل ومن بعد وإليه ترجعون، يقول ربّ العزّة عز وجلّ: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ).

وهذا الاحتكام لأمر الله ورسوله في جميع علاقاتنا لا يكون إلا تحت حكم الإسلام بدولة الإسلام التي وعد الله ورسوله بأنها دولة على منهاج النبوة، دولة الخـلافة، التي بها عزنا، ورفعة شأننا، وارجاع الكرامة المفقودة لنا، وبها ومعها يكون النصر على من عادانا وحارب الله ورسوله والمؤمنين، وفي هذا فليتنافس المتنافسون، ليفوزوا بنصر الله في الدنيا، وبصحبة الأبرار الأخيار يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

عن عبد الرحمن بن عمرو أنه سمع العرباض بن سارية يقول: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا: يا رسول الله إن هذه لموعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: «قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلاّ هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن كان عبداً حبشياً فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد».

هذه وصية الرسول الكريم لأمته، وهي تحكيم كتاب الله وسنة نبيه الكريم، ولا تكون على وجهها وكما أمر إلاّ بأن نكون مستظلين بدولة الإسلام، دولة الخـلافة، وحيث أنها غائبة مغيّبة، فالواجب على كل من أسلم وجهه لله وآمن به رباً وبمحمد نبياً أن يعمل مع العاملين المخلصين لإيجادها على الأرض ليعود الإسلام غريباً كما بدأ غريباً عقيدة ومنهاج حياة، لنبرأ أمام الله ونبيه يوم لا ينفع مال ولا بنون.
أقولها جازماً معتقداً اعتقاد المؤمن بالله عز وجل: إن دولة الإسلام، دولة القران، دولة جند محمد، دولة الذين صبروا وصابروا، دولة العز والسؤدد والكرامة، قادمة لا محالة، وإن محيّاها ليبدو في الأفق القريب، لا يفصلنا عنها ولا يفصلها عنا إلا بعض شراذم الخلق، وشيء من الزبد دوامه من المحال.

يقول رب العزة عز وجل : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ) .

حدثنا سليمان بن داود الطيالسي حدثني داود بن إبراهيم الواسطي حدثني حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال: كنا قعوداً مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بشير رجلاً يكف حديثه فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال يا بشير بن سعد: أتحفظ حديث رسول الله في الأمراء؟ فقال أبو حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت».

فإلى العمل مع العاملين المخلصين لإقامة دولة الخـلافة الراشدة لتنالوا عز الدنيا وثواب الآخرة.

قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ).



نسأل الله بمنه وكرمه أن يعز وينصر جنده ، وأن يذل ويخزي عدوه .

وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .