عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 25-07-2005, 01:31 AM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي


هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الجاليات الإسلامية ، وهذا فهم علماء الأمة لقوله صل الله عليه وسلم ..

هذا مع ما لهذه الجاليات من طوام وما هم فيه من خيانة للأمانة ، فإن أحدهم يأخذ ابناءه وبناته إلى ديار الكفر والفساد والإنحلال فينشأ نشئ من أبناء المسلمين لا يعرفون من دينهم إلا اسمه ، ويتشبهون بالكفار ويأخذون عاداتهم ويعيشون كعيشتهم البهيمية ويعتقدون كثير من معتقداتهم ، فتجد الشباب في دور الخنا والبنات يتعاطين الزنا (إلا من رحم الله) ، وهذا مشاهد واضح لا يحتاج إلى دليل ، ومن زار هذه البلاد رأى العجب العجاب من أبناء المسلمين الذين اضاعهم ولاة أمرهم : رجال الجالية الإسلامية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

فأٌُناس هذا شأنهم : تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وابتعدوا عن دينهم ، واختاروا مجاورة الكفار على مجاورة من هم على دينهم ، كيف نتوقف عن قتال الكفار الصائلين من أجلهم !!

أما حقيقة الظل هنا ، فنقول :

إذا كنتم تدعون بأن الجاليات المسلمة في بلاد الكفار تتضرر بهذا الجهاد المفروض على الأمة ، فلماذا لا تكلمون ولاة أمركم ليفتحوا بلاد الإسلام لهم ويوفروا لهم عيشة طيبة وأمن وأمان !!

إن المشكلة لا تكمن في العمليات الجهادية في الدول الغربية التي يتضرر منها بعض المسلمين ، ولكن المشكلة تكمن في بقاء هؤلاء المسلمين في تلك الدول ، وسبب بقائهم هم هؤلاء الحكام الذين سرقوا أموال المسلمين واضطروهم للهجرة إلى دول الكفر ، وبعض هؤلاء المسلمين مطلوبين في بلادهم الإسلامية لكونهم مسلمين ، فمن هو سبب تضرر المسلمين في الغرب !!

فأنتم بين أمرين :

إما أن تعترفوا بحرمة بقاء هؤلاء المسلمين في ديار الكفار الحربيين الصائلين ، كما جاء في النصوص النبوية ، وبالتالي : عدم صحة مقولة ضررهم لأنه لا يُعطّل واجب شرعي لأجل محرّم منصوص عليه.
أو تلقوا اللوم على حكامكم الذين اضطروا هؤلاء المسلمين للسفر إلى بلاد الكفر لكسب العيش ، أو لأسباب أمنية ، وعدم فتح بلاد المسلمين لهم .. فالمجاهدون لم يضروا هذه الجاليات ، وإنما أضرها من اضطرها للهجرة إلى ديار الكفر .. إن اراضي المسلمين واسعة وخيراتها كثيرة ، فلماذا لا تسألون هذه الجاليات عن سبب عدم هجرتهم إلى دول إسلامية ..

ينبغي أن يكون حنق هذه الجاليات الإسلامية (من بقي على إسلامه) على من اضطرهم للتشرد وسكنى ديار الكفار ، لا على من يقاتل الكفار الذين اوعزوا لحكامهم تشريدهم وتعذيبهم وسرقة أموالهم ليبقوا على عروشهم ..

لقد نسي كثير من أبناء الجاليات الإسلامية دينهم ، وكثير منهم ذابوا في تلك المجتمعات ، وأكثرهم مُسخت في قلوبهم عقيدة الولاء والبراء والحب في الله والبغض فيه ، وما أكثر ما نسمع من هؤلاء قولهم بأن الإسلام دين سماحة وسلام ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث بالحنيفية السمحة ، وغيرها من الاقوال الحقة التي يراد بها الباطل ، والتي لا يقولونها إلّا تملقاً للكفار ، لا بياناً لحقيقة الإسلام ، فالإسلام بريء من فهمهم ودعاواهم السقيمة .

انظر حقيقة الحنيفية السمحة المفترى عليها ، وبم جاء ربطها في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، قال عليه الصلاة والسلام "إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ، ولكني بعثت بالحنيفية السمحة ، والذي نفسي بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ، ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة" (السلسلة الصحيحة : 2924)

فهذه هي الحنيفية التي كذبوا عليها وزيّفوها .. إنها حنيفية الروحة والغدوة في سبيل الله ، إنها حنيفية المقام في صف الجهاد لإعلاء كلمة اللة ، حنيفية { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ....} (النفال : 39) .. حنيفية " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ...." (متفق عليه) ، هذه هي الحنيفية الحقة التي أعلنها وبيّن كنهها من بُعث بها ..

إن ما نُقل غيض من فيض ، ولو أتينا على جميع تناقضات وحلقات هؤلاء لأتى في مجلدات ، ولكن الإشارة تكفي اللبيب ..

هذا حال كل من أتى بكلام من عنده ثم قال : هذا من عند الله ليشتري به ثمناً قليلاً ، ولو كان من عند الله لما وقع في هذه الإختلافات ، إنما دين الله واحد ليس فيه تناقضات {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (النساء : 82) ..

لقد أعرضنا عن كثير من كلامهم لسخافته ، ولو جمعت بعض آرائهم ووضعت في قالب واحد فإنها تكون أقرب إلى الطرائف منها إلى الكذب ، وتأمل معي قولهم في بريطانيا الحربية الصائلة عدوة الإسلام والمسلمين ، فيقولون :

- لا يجوز قتل البريطانيين في بريطانيا لأنهم مدنيون !!
- ولا يجوز قتل البريطانيين في بلاد الإسلام - مع استخدامهم إيهاها كقاعدة لانطلاق طياراتهم التي تقتل المسلمين في العراق وأفغانستان ، وللتجسس على المسلمين - لأنهم أهل أمان !!
- ولا يجوز قتل البريطانيين في العراق لأن قتالهم هناك فتنة !!

كيف نقاتل عدوا يسفك دمائنا ويهتك أعراضنا ويهدم بيوتنا ويحتل بلادنا ويحارب ديننا إن كنا لا نستطيع قتاله على سطح الأرض !! هل ندعوا البريطانيين للقائنا على القمر !!

ومثل هذا قولهم بأن المجاهدين هم سبب بلاء المسلمين !!
أمريكا تقتلهم وهم يلومون المجاهدين !!
أتدرون لمَ يعترض كثير من هؤلاء على تفجيرات الدول الأوروبية ؟ لأن الوقت صيف وكثير منهم يذهب إلى تلك البلاد للإجازة (وانا سمعته من بعضهم) ، ولو أن المجاهدين فجروا في الشتاء أو في الأماكن الغير سياحية لكان الإحتجاج اقل من هذا بكثير !! فالمجاهدون أفسدوا عليهم إجازاتهم !!

بعضهم يدرس أبنائه في تلك الدول ، وبعضهم له تجارات ومعاملات ومصالح مع تلك الدول ، وبعضهم يملك شقق وفلل ومساكن في تلك الدول ، هؤلاء اشد الناس كراهة لمثل هذه الهجمات الجهادية {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة : 24) ..

ليس غريب أن يكذب علماء السلطان فيُثنون على الحكام ويقولون فيهم ما علموا نقيضه : فهؤلاء يأخذون على كذبهم الأموال والمناصب ويُصبحون من الحاشية ومن المقربين .. إنما الغريب أن يردد قولهم أناس لا يصلهم شيء ، ولا يعرفهم هؤلاء الحكام ، وهم يكذبون بالمجان !!

حاكمهم يسرق أموالهم ، ويهتك أعراضهم ، ويسفك دمائهم ، ويحرّف دينهم ، ويقتل خيارهم ، ويُكرم شرارهم ، ويعادي أهل الصلاح فيهم ، ويوالي أعداء دينهم ، ويحكم بغير شرع ربهم ، ولا يسمح لهم بدعوة إلى خير ، ولا بأمر بمعروف ، ولا بنهي عن منكر !!
يعرفون كل هذا عنهم ثم يثنون عليهم : فهذا أمير المؤمنين ، وهذا قائد الثورة ، وهذا المصلح الحكيم ، وهذا خادم الحرمين ، وهذا سليل الأشراف ، وهذا أبو الكفاح ، وهذا القائد المظفّر ، وهذا الملك المبجّل ، وهذا سلطان الزمان ، وهذا الرئيس المؤمن المهيْمن العزيز الغفّار ، وهذا خادم القرآن ، وهذا بديع الزمان ، وألقاب يشيب لها شعر الولدان تفوح كذباً وتملقاً لا يليق صدوره عن كافر يحترم نفسه ، فكيف بمسلم موحّد يتبع نبي العزّة والإباء الذي رفعه بالإسلام فوق الجوزاء !!

يذكرني حال هؤلاء بقول الشاعر :

قد بُلينا برئيسٍ ...ذكرَ الله وسبَّحْ
فهو كالجزّار فينا ... يَذكُر الله ويَذْبح !!

السكين ينزل على أعناقهم فيُهملونه ويُثنون على الجزار لأنه كبّر !! ما شاء الله : ألا ترونه يطبع المصاحف !! ألا ترونه يدعم الجمعيات الخيرية !! ألا ترونه يبني المساجد !! ألا ترونه يستقبل العلماء في قصره !! ألا ترونه يبدأ بالبسملة وبآية من كتاب الله في خطابه !! ألا ترونه يصلي صلاة العيد في جماعة !!

هؤلاء الذين صدّقوا الأمريكان في دعواهم بأنهم أتوا ليحرروا العراقيين من صدّام !! لا تعجبوا : فهناك من المسلمين من لا زال يعتقد ذلك !!

أمركيا أتت إلى العراق بجيش صليبي ، وراية صليبية (كما أعلن بوش) ، وقتلت اكثر من مائة الف عراقي وعراقية ، وشرّدت مئات الآلاف ، وهتكت أعراض الرجال والنساء ، ودمّرت المساجد ، وأهانت المصاحف ، وسرقت الأموال ، وخرّبت البلاد ، ونشرت الفساد .. أمريكا وعدت بإعادة إعمار العراق : دمّرت المدارس والدور والمساجد بالصواريخ والمدافع واخذت تبني سجونا جديدة ، فسجون صدام لم تكفيها ، وهذا ما عنته بإعادة الإعمار ، وهذا ما فعلته في أفغانستان ، فلم تبني في أفغانستان ولا العراق سوى السجون !!

نشرت الديمقراطية في العراق بقتل العراقيين ، ونشرت الحرية بملئ السجون من المسلمين ، ونشرت التقدم بتدمير المنشآت ، ونشرت القيم الحضارية في سجن أبو غريب والرمادي ، ونشرت الأمان بدك البيوت على رؤوس النساء والولدان ، ولا زالت أمريكا تعمل من أجل مصلحة الشعب العراقي الذي تكن له محبة من أعماق الوجدان وكل هذا المجّان !!

لو قرأت على أحدهم القرآن من الفاتحة إلى الناس ، ثم قرأت عليه أبواب الجهاد من جميع السنن والمسانيد والصحاح ، ثم قرأت عليه كتب المذاهب الأربعة في الجهاد فإنه لن يصدق قولك ولن يؤمن بما سمع ، وسيتهم عقله وفهمه للنصوص حتى يسمعها من مفتيه !!

لا آيات الله تعجبهم ، ولا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تملى عينوهم ، ولا أقوال ائمة السلف والخلف لها قدر عندهم إذا لم يوافق على هذا كله رأي أحبارهم ورهبانهم الذين جعلوا أقوالهم حكَما على كتاب الله وسنة نبيه ، لا العكس !!

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} (الجاثية : 23) ..

لا تعجبوا ، فقد فلق الله لنبيه صلى الله عليه وسلم القمر نصفين فرأته قريش ولم تؤمن !! سمعوا الحق من أعظم وأحكم داعية ، وسمعوا منه أبلغ وأعجز كلام عرفته البشرية فلم يؤمنوا !!

أتدرون لمِ لمْ يؤمنوا !! لأنهم كانوا يريدون أن يسمعوا هذا الكلام من كبرائهم !! من هيئة كبار العظماء !! اسمعوا كلامهم {وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (الزّخرف: 31) ، نحن نتبع هذا الكلام إذا أتانا من الوليد بن المغيرة المخزومي أو مسعود بن عروة الثقفي ، أما محمد (صلى الله عليه وسلم) ، فمن هو حتى يفتي في حضرة هؤلاء الكبار !!

ليس المهم عندهم الحق ، ولكن المهم : من يقوله ، ومن يُعلنه !! فإذا قاله صغير – في نظرهم – تركوه ولو كان الصادق الأمين ، وإذا قاله كبير – في نظرهم – أخذوا به {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ ....} (الزخرف : 32) !! ، وهذا هو حقيقة منطق الأغرار والجهّال والضلال الذي يرمون المجاهدين به : فمن هم هؤلاء المجاهدين حتى يقرأوا القرآن والأحاديث وينقلوا كلام أهل العلم ، وهاهنا الكبار !!

لن يُفتي الكبار لأنهم ألزموا أنفسهم أمر ولاة أمرهم ، ولن يأذن ولاة الأمر لأنهم سلموا ولايتهم لأمريكا ، ولن تسمح أمريكا بمثل هذا الأمر لأنه ليس من مصلحتها أن تأذن للمسلمين بجهادها .. وهؤلاء المساكين لا زالوا ينتظرون فتوى الكبار !!

ولا زالت القطة تدور ، تبغي ظلها !!


كتبه
حسين بن محمود
16 جمادى الآخرة 1426هـ