عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 20-01-2007, 02:16 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

كتب الدكتور :- سعود بن صالح المصيبيح
مقالا نُشر بجريدة الحياة يوم الخميس
10/1/1427هـ الموافق 9/2/2006م
جاء فيه ..


قبل عامين بدأت لجنة المناصحة في وزارة الداخلية بفكرة تبناها مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، تقوم على أن الجهد الأمني على رغم نجاحه وتميزه في ضربات استباقية إلا أن الحوار والمناقشة والمناصحة وإقامة الحجة هو أسلوب شرعي وتوعوي، هدفه محاورة هؤلاء الشباب والإجابة على أسئلتهم وشبهاتهم واستفساراتهم، حتى يتم إزالة اللبس الموجود لديهم بالدليل الشرعي الذي عُرفت به هذه الدولة المباركة.
دعم هذا التوجه وزير الداخلية و نائبه، وبدأت لجان المناصحة في مختلف أماكن التوقيف في مدن المملكة، إذ يوجد الموقوف بقربه أهله وعائلته وبتعاون مشكور مع مديري فروع وزارة الشؤون الإسلامية في مختلف مناطق المملكة.

كانت البدايات صعبة وكان معنا مشايخ محتسبون متحمسون متفاعلون مخلصون صادقون مميزون، كان معنا من المشايخ عبدالمحسن العبيكان وعائض القرني وسعد البريك وعازب آل مسبل ومحمد اللحيدان وعلي العجلان والدكتورمحمد النجيمي والدكتور سعيد الوادعي منسق الفريق العلمي المجتهد والحريص في عمله، والدكتورعلي النفيسة وأحمد الحريبي وعبدالسلام السحيمي ومحمد الفهيد والدكتورعادل العبدالجبار، والدكتور عقيل العقيل وصالح السحيمي وسليمان الرحيلي ومحمد العقيل وعبدالله الجربوع وجبريل البصيلي والشيخ علي بن حسين سوادي والدكتور محمد بازمون وغيرهم كثير، وكان معهم استشاريون نفسيون عرفوا بصبرهم وأخلاقهم، كان معنا الدكتور عبدالعزيز الغامدي والدكتور تركي العطيان والدكتور عبدالله السبيعي والدكتور عمر المديفر والدكتور أحمد حافظ والدكتور علي العفنان والدكتور عبدالله الجاسر وغيرهم.

واستمر العمل لساعات طويلة من الحوار والمناقشة الذي يبدأ بالتوجس والتردد، وينتهي بالعناق والمحبة وتقبيل الرؤوس، وبحمد الله تم تنفيذ الفصول الدراسية الشرعية داخل أماكن التوقيف، وفق محاضرات متخصصة في مختلف الشبهات ووجد الموقوفون ضالتهم في تميز الأسلوب وتحضره وشموليته لأساليب علمية متقدمة.

تم توزيع الكتب المفيدة وتم إتاحة الفرصة للموقوف ليقول رأيه ويحاور ويناقش وكانت الكلمة التي ينطلق منها المشايخ مع هؤلاء الشباب (دعونا نتحاور بكل صدقية وشفافية، فإما أن تكونوا على حق فتبينوه لنا، وإما أن تكونوا على غير ذلك فنزيل عنكم الغمة، ونكشف لكم حقيقة ما علق بأذهانكم من شبهه فتنزعوا للحق وتتبعوه).

إن عمليات المناصحة أصبحت مطلباً لدى بعض الموقوفين والرغبة ملحّة لدى أولئك باستمرارها لما أوضحته لهم من أفكار ومعتقدات خاطئة، كانوا يؤمنون بها وأرشدتهم إلى الطريق الصحيح والمنهج المعتدل، الذي جاءت به الوسطية التي كان عليها السلف الصالح من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.

ولهذا فان وزارة الداخلية في محاربتها للإرهاب اتخذت طريقين هما:

1- طريق أمني حازم... وهذا الدور تقوم به الأجهزة الأمنية بقطاعاتها المختلفة، ويتعاون معها في ذلك أفراد المجتمع المخلصين لوطنهم.

2- طريق توعوي فكري (مناصحة) وهذا ما تقوم به لجنة المناصحة المشكلة لهذا الغرض، وفق توجيهات مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وبـمشاركة المشايخ أصحاب المنهج والفكر الصحيح المعتدل والمتخصصين كذلك في علم النفس والاجتماع.

كما أن الهدف الأساسي معالجة بعيدة المدى لهذه الظاهرة، كون المتضرر هو الوطن والمجتمع بكل شرائحه، ومنها تلمس حاجات الموقوفين المادية والاجتماعية والعمل على حلها والاهتمام بأسرهم، ومن ذلك إتاحة الخلوة الشرعية للمتزوجين منهم.
كان هذا المشروع الفكري العظيم من أنبل وأفضل المشاريع التي فيها، أقيمت الحجة على معتنقي هذه الأفكار، والدولة قد تنفق بلايين الريالات لزيادة فعاليات القطاعات الأمنية في مواجهة الإرهاب بشرياً وآلياً، وقد يتم توفير الكثير عندما تحتاج لمعالجة الفكر الذي يوجه الشاب ليحمل السلاح ضد مجتمعه، ويعمل على الإساءة له فيتحول باذن الله إلى طالب للحق ومذعن له، بعد أن توضح له الأمور، وتشرح له المسائل العلمية المشكلة عليه، وهذا ما فعلته لجنة المناصحة فخرج ولله الحمد قرابة المئات من الشباب، اندمجوا في المجتمع ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي بعد أن خلصهم الله - عز وجل - من أفكار هدامة يريد منها المحرضون الإساءة إلى الأمن في بلادنا الحبيبة والبقية تأتي.
سائلين الله العلي القدير أن يحمى بلادنا من كل مكروه، ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار إنه ولي ذلك والقادر عليه.

المصدر
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }