عرض مشاركة مفردة
  #143  
قديم 23-10-2002, 08:25 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
إفتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة landles
ما هو الإيمان ، وما هي أنواعه ؟

الجواب:
الإيمان لغة هو: التصديق، وشرعاً (أي بشرع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والإيمان أيضاً ما وقر في القلب وصدقه العمل.

الإيمان بالله: أن تؤمن أن الله واحد في ملكه لا شريك له في الملك، الأول بلا ابتداء الآخر بلا انتهاء، خالق لكل ما سواه من الأجسام والأعراض، قادر مريد حكيم غني عن العالمين، لا يشبه أحدا من خلقه ولا يشبهه أحد، يعلم ما كان وما يكون فلا يغيب عن علمه شىء في الوجود، حي بحياة أزلية أبدية ليست كحياتنا التي تفتقر للروح والعظم والدم واللحم، فالله منزه عن الاتصاف بصفة شىء من مخلوقاته، سميع بلا أذن ولا صماخ ولا اهتزاز هواء ولا يشغله سمع عن سمع، بصير بلا حدقة وأجفان واتصال شعاع يبصر النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، متكلم بكلام أزلي أبدي لا يشبه كلامنا.

وقد ضل في هذا الأمر أقوام كالملحدون والمشركون والمشبهة والمجسة الذين قاسوا الخالق بالمخلوق، وكذا ضل من المستهزؤون بالله أو صفاته وكذا ساب الله.

الإيمان بالملائكة: أن تؤمن بأن الملائكة هم خلق لله خلقهم من نور لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فالملائكة مجبولون على طاعة الله، يسكنون السماء ولهم أجنحة ليسوا ذكورا ولا اناثا، لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون، موكلون ببعض الاعمال والتدابير، كتسجيل اعمال العباد وقبض الارواح وحضور مجالس العلم وغيرها، ومنهم من هو ضخم الجسم كحملة العرش فبين شحمة اذن الواحد منهم وكتفه مسيرة سبعين عاماً بخفقان الطير المسرع، وهم أكثر الخلق عدداً.

وقد ضل في هذا الأمر أقوام كالذين عبدوا الملائكة أو ممن قالوا أن الملائكة بنات الله أو من نسبوا إليهم المعاصي، كذا ضل المستهزؤون بالملائكة أو من سبوهم.

الإيمان بالكتب: أن تؤمن أن الله أنزل الله على بعض أنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم كتباً كالتوراة على موسى صلى الله عليه وسلم والإنجيل على عيسى صلى الله عليه وسلم والزبور على داود صلى الله عليه وسلم والقرءان على محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في حديث عند الحاكم في المستدرك أن الكتب عددها مائة وأربعة، والكتب، وهذه الكتب المنزلة على بعض الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بلغات مختلفة منها العبرانية والسريانية والعربية، وهي لا تتناقض أبداً ولكن وقع التحريف والضياع لاصولها إلا القرءان، فما يوجد الآن مما يسمونه توراة أو إنجيل ليس هو ما أنزل على موسى وعيسى صلى الله عليهما وسلم.

وقد ضل في هذا الأمر أقوام كمن حرف هذه الكتب، أو صدق أن المحرف منها هو المنزل من الله، أو صدق ما فيها من تحريف، أو أنكر الكتب الحقيقية المنزلة من الله، أو اصطنع كتاباً من عند نفسه ونسبه إلى الله كما فعل مسيلمة الكذاب وكما فعل أصحاب ما يسمى "زورا وبهتانا" بمصحف فاطمة، وضل أيضاً من لم يؤمن بالقرءان أو جحد سورة أو ءاية أو حرفاً مجمعاً عليه في القرءان، وكذا ضل من استهزأ بالتوراة والإنجيل الحقيقيين وبالقرءان أو سب اي كتاب من الكتب المنزلة على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.

الإيمان بالأنبياء: أي الإيمان أنهم بشر مرسلون من الله ليبلغوا دعوته موصوفون بالأمانة والفطانة والصدق يستحيل عليهم الكذب والخيانة والرذالة والسفاهة والبلادة، وتجب لهم العصمة من الكفر والكبائر وصغائر الخسة قبل النبوة وبعدها، والأنبياء مؤيدون بالمعجزات التي تدل على صدق دعواهم، والمعجزة هي أمر خارق للعادة تجري على يد مدعي النبوة مؤيدة للدعوة سالمة من المعارضة بالمثل، كخروج ناقة صالح صلى الله عليه وسلم من الصخر، وهم رجال ليسوا نساء ولا جن.

وقد ضل في هذا الأمر اقوام ممن لم يؤمنوا بهم أو عبدوهم أو وصفوهم بما لا يليق بهم أو ءاذاهوم أو قتلوهم أو سبوهم أو استهزؤوا بهم، وكذا من كذبوا عليهم.

الإيمان باليوم الآخر: أي أن الله سيبعث في يوم القيامة بعد نفخة الصور الثانية كل من في القبور ليجازى كل بعمله فيدخل أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار، فأهل الجنة في نعيم لا نهاية له وأهل النار منقسمون إلى قسمين، قسم يعذب ثم ينتهي إلى الجنة وهم عصاة المسلمين الذين شاء الله لهم العذاب، وقسم مخلدون في جهنم وهم الكفار باصنافهم الملحدون والمشركون والمرتدون والمنافقون وغيرهم.

وقد ضل في هذا الأمر أقوام ممن أنكروا البعث والحساب والنار والجنة وقالوا أنهم يعيشون في الدنيا ثم يموتون ويصيرون تراباً بلا بعث ولا حساب، وكذا ضل من استهزؤوا باليوم الآخر.

الإيمان بالقدر خيره وشره: أن يؤمن أن ما أصابه لم يكن ليخطأه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وان ما يصيبه من مصيبة أو نعمة فمن الله خلقها الله على وجه مطابق لعلمه الأزلي الأبدي، وأنه مختار تحت مشيئة الله، علم الله في موسى صلى الله عليه وسلم الإيمان بعلمه الأزلي الأبدي فخلق فيه الإيمان، وعلم في فرعون الكفر فخلق فيه الكفر، وسيكون في هذا الموضوع تفصيل أكثر لما أبدأ بالجواب على أسئلة landles اللاحقة.

وقد ضل في هذا الأمر أقوام كالمعتزلة الذين قالوا إن العبد خالق أفعاله، وكالجبرية الذين قالوا إن الإنسان كالريشة في مهب الريح لا إرادة له ولا اختيار، وكذا ضل من استهزأ بتقدير الله أو اعترض على الله.

والإيمان يزيد وينقص، فمن اتقى الله من المسلمين فأدى الواجبات واجتنب المحرمات وعمل بالسنة فلا شك أن إيمانه كامل، ومن ترك بعض الواجبات واقترف بعض المحرمات فهو مؤمن وإيمانه ناقص، ولا يزول اسم الإيمان عن المسلم إلا بالردة التي هي أفحش أنواع الكفر.

وللحديث بقية.

والله من وراء القصد.