رقصات الشموع
وعزف الناي الحزين
يزين جدران غرفتي
رحلة لمقاربة الأبد
أعتلي صوت الثواني
فيصمت صوتها واقفا
وأركض مسرعا
وكأنني حلم
رسمه خيال
أعتلي تلك السحابة
خلف قمة جبل معمر
وأصرخ غربة
أغني أمنيات
أبكي ذكريات
أعزف بها معزوفات
يطرب لها القادم
ويحزن لها الدائم
تتلمسها الشفاة
تغفوا عليها القلوب
وترتسم بسمة
أغدوا منها صفحة
تكتب بقايا تلك الذكريات
ويوقفني هدير الهواء
فذاكرتي يغشاها الفناء
على أطراف هذا الفضاء
وأسبح ذرات بين هالات السماء
وتمضي بي ركاب الليالي
يتيمة حائرة وأصبحت لها حائرا
أرسم لوحاتي الداكنة
تبهر شعاع الشمس رونقا
وتراقص أهداب الشموع أملا
وتضيء تضيء
تضيء
ويبقى من ثناياها
حياة غد مجهول
يحيا على أكف لوحاتي
لوحاتي الداكنة
وهدير الشموع الذابلة
ما أجملها من غربة
بين ثنايا الخطى
هذه الخطى تحمل معالم
وشيء لم يسطره كتاب
تعيس هذا المخلوق
من أنت يا ذكرى
لتشرئب من حزنك صفحاتي
وترتوي من بسمتك آمالي
وتغدوا بين ثنايا الحزن
طائرا
وبين ربوع البسمة
مغردا
يا أنت ياحضارات النهايات
ومعاجم كل البدايات
علمني كيف أسطر
كيف أعتلي غضب المستحيلات
وأكتب برمال القمر الأمسيات
فأنت أنت من أنت يا عيون الصمت
وأي باب هذا الذي طرقت
وفي أي دوامات الضجيج رحلت
خبرني يا أنت
يا وليد الفضاء
يا شعاع فقدته السماء
سأنتظر أن تشرق شمسك
لأرسم معالم لوحاتك
فمازال الليل حالكا
لا يحمل لنا
سوى ذكرياتك
ويبقى صامتا
صامتا
محتفظا بلحظاتك
يا ذكرى إنسان
ويوقضه حلم
يؤرق ليله
ويعتصر شرود أفكاره
وبين خطى الأمس القريب
وضجيج الفرحة
يتكرر حلم جميل
وترتسم خيالاته
على تعاسة أحلامه
ينتظر أن تفارق الأبد
وتعانق الأمد
وترتسم منها اللوحات
وتبقى البسمة عنوانه
من أين بدأت يا سيد الذكرى
من غفوة الفضاء لتكتب لنا أسطورة
أم كنت شيئا لم يسطره كتاب
تعال هنا لترسم شظايا هذيانك
فبعدما تشرق الشمس
سيعتلي جنح الليل النهار
ويسحب الستار
على إحدى الفصول
فصول قصصك
وأسرار مغاراتك
لم يقنع مثلي بكلمات
فالمعذرة المعذرة
من نقوشي
وطلاسم تلك العبارات
ذكرى إنسان