عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 10-08-2005, 11:27 AM
noureddinekh noureddinekh غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: europe
المشاركات: 855
إفتراضي

قبيل انقسام المسلمين شيعا وأحزابا

... الحلقة الأولى
كانت العقيدة الإسلامية مستقرة في قلوب المسلمين في صفاء ويسر واعتزاز وإيمان وحينما انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى مرددا قول الله تعالى .... اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا سورة المائدة ......وبموته عليه السلام حاولت الفتنة أن تطل برأسها في صورة خلاف على الزعامة واتخذ الخلاف صورة جدية أول الأمر بين المهاجرين والأنصار ولكن سماحة هذا الدين وعمق جذوره في قلوب المؤمنين والبعد عن المطامع الذاتية . كل ذالك قد ساعد على واد الخلاف حينما اعترف المهاجرون بفضل الأنصار . ورددوا رأي رسول الله حين يقوم زعيم الأنصار سعد ابن عبادة ويقول عن رضا وإيمان موجها خطابه للمهاجرين نحن الوزراء وانتم الأمراء وتنطفئ الفتنة التي أوشكت أن تندلع بأيسر ما يتصور العقل المفكر برضا الأنصار بان تكون الإمارة في المهاجرين . وأما في صفوف المهاجرين فانا نلمس الإيثار في البيعة والاختيار فهذا عمر ابن الخطاب يلتفت إلى أبي عبيدة يقول له ...ابسط يدك لآبا يعك فأنت أمين هذه الأمة على لسان رسول الله ...فلا يستبشر ابو عبيدة ولا يرحب ببيعة عمر له ولا يتحمس لأخطر منصب عرفه الإسلام بعد الرسالة ويعرض ابو عبيدة عن عمر وعن المنصب الذي يبايعه عليه .منصب خليفة رسول الله وإنما يقول له في حزم وإيمان ورضا.. أتبايعني وفيكم الصديق وثاني اثنين فيقتنع عمر ويذهب إلى أبي بكر قائلا ..ابسط يدك لأبايعك أنت أفضل مني فيقول أبو بكر أنت أقوى مني ويكرر ذالك ولكن عمر السمح سماحة أبي عبيدة يقول أن قوتي لك مع فضلك وتتم البيعة لأبي بكر خليفة الرسول العظيم وتقابل بيعة أبي بكر بالرضا من المهاجرين والأنصار على السواء حتى إن احد زعماء الأنصار
ولعله سعد ابن عبادة يقول في تعظيم ابي بكر عند البيعة نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر وإذا كان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قد استانى في بيعة أبي بكر بعض الوقت فانه ما لبث أن بايعه راضيا كل الرضا فليس من شك في ان عليا كان يحب ابا بكر ويجله ويضعه في مكانة من الإكبار والتقدير
فإذا ما مات أبو بكر لايلبث المسلمون جميعا ان يرتضوا مشورته قبل وفاته باختيار الخليفة العظيم عمر ابن الخطاب ومن بينهم علي وكان الخليفة يستعين به في حل عظائم الأمور ويقول اعوذ بالله من مشكلة ليس فيها ابو الحسن وهي كنية الإمام علي ويظل امر المسلمين هادئا حتى يحدث الشقاق ازاء سياسة عثمان بن عفان الخليفة الثالث وتنتهي الأمور بقتله وهو يتلو كتاب الله فبايع اكثر المسلمين علي ابن ابي طالب الخليفة الرابع اميرا للمؤمنين ولكن شبح الأطماع الشخصية وبقايا العصبية القبلية تطل برأسها لأول مرة في الإسلام فينقسم المسلمون الى قسمين حزب ينتصر لعلي وحزب ينتصر لمعاوية او بالأحرى حزب يتشيع لعلي وحزب يتشيع لمعاوية وبمرور الزمن
أصبحت لفظة التشيع عنوانا ودلالة لأنصار علي وأبنائه وأحفاده من بعده وكانت الشيعة في أول أمرها رأيا سياسيا ليس أكثر كما كانت دعوة الأمويين للخلافة وحصرها في معاوية رايا سياسيا ايضا ويستشري الخلاف بين أنصار علي وأنصار معاوية ويجري التحكيم المعروف الذي كان بطلاه ابا موسى الاشعري وعمروا ابن العاص فلا يرضى به جناح من حزب علي فيخرجون عليه ويكون حزبا ثالثا يعرف بالخوارج
وإذن فقد كانت الفرق الإسلامية عند نشأتها أحزابا سياسية وليست فرقا دينية والاختلاف بينهما لم يكن اختلافا في صلب العقيدة الإسلامية وإنما كان خلافا في الرأي حول طريقة الحكم واختيار الحاكم . ثم انقسمت كل فرقة الى عدة فرق ففي الشيعة بدانا نسمع عن الزيدية والإسماعيلية والاثنى عشرية والكيسانية والمختارية والكربية والهاشمية والمنصورية والخطابية وغيرها وفيهم الغلاة والرافضة والخارجون على التوحيد اولئك الهوا عليا ابن أبي طالب كما ان فيهم أصحاب العقيدة السليمة والفكرة الصائبة وكما انقسمت الشيعة الى فرق عديدة فان الخوارج انقسموا بدورهم الى فرق كثيرة منها الازارقة والصفرية والاباضية والعجاردة والثعالبة وغيرها وكل فرقة من هؤلاء كانت تنقسم إلى فرق أخرى كثيرة وسبب كل ذالك على الأغلب خلافات سياسية نشأت عن اختلاف الرأي إزاء الحكم أو الحرب ومع مضي الزمن تنشا فرق اخرى في الإسلام كالمعتزلة والاشاعرة وتتأجج الخصومة بين كل هذه الفرق ويظل اقرب أهل السنة أقربهم إلى الحيدة والى فهم عقيدة الإسلام في غير ما عصبية أو تعسف فما هي هذه الفرق وما أهمها وكيف نشأت وما محور عقيدة كل فرقة منها وهل من سبيل إلى تجميع الكلمة ولم الشمل وراب الصدع وتوحيد الرأي وجمع الشتات .
الحلقة القادمة تعريف بفرقة الخوارج