[سلاف]

ما ذا أقولُ؟ يكاد يُسقَط في يدي
...........هذا البيانُ مرصعاً بالعسجدِ
من بعد إمساكٍ أتيت رذاذنا
...........بالسحرِ تنفثه بسوق المِرْبَدِ
عيّ القصيدُ عليّ ما أسطيعُهُ
..........فاعذر أخاً إعجابَهُ لم يُنشِدِ
(قلبٌ تحمّله غمامٌ ماطرٌ)!!
............للهِ ما أحلى رذاذ المعْهَدِ (1)
(والظبي يزرع في الخلايا روضهُ)!!
........ما أروع الإنباتَ إن لم يُعضَدِ
فلعلّ لون القلْبِ لم يكُ أحمراً
.............بل صارَ إثرَ تبرعمٍ وتورُّدِ
يفديكَ قلبٌ بالقريض ملكتَه
..........فبه فسجّلْ دون ذاك الجلمدِ
(لهثَ الثّرى فتقطعت أوصاله)
............فسقيته غيثا بطعم القِنْدِدِ (2)
تـَخِذَتْهُ مُدّهَناً لها لِمَمُ الثرى
...........لسدادِ ثُلْمَتها التي لم تُسْدَدِ (3)
شعرٌ له من وزنه وبيانه
..............قولُ ابنِ أوسٍ في ترنّم معبَدِ
فالقلبُ من طربٍ كأنّ حبيبةً
..............عادت إليه فضمّ دون تردّدِ
أمتعتني بزلالِ ما أرسلته
...................لله درك يا رذاذ ألا زِدِ

------
(1) المعهد : المطر الوسمي
(2) القِندد: العسل
(3) الصدر من قول أبي تمام
وندىً إذا ادّهنت به لمم الثرى
..........خلت السحاب أتاه وهو معذِّرُ
والعجز من قوله
أصبحت مفتاح الثغور وقفلها
.............وسداد ثلمتها التي لم تسدد