عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 16-11-2006, 06:05 AM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي

رسالة إلى المفتي العام الشيخ عبد العزيز بن باز

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فهذه رسالة موجهةٌ من فضيلة الشيخ/ حمود بن عبد الله بن عقلاء الشعيبي إلى سماحة المفتي العام الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز- يرحمه الله- في شأن الدفاع عن فضيلة الشيخ/ سليمان بن علوان عندما افترى عليه أعداؤه الحاقدين من الأكاذيب والافتراءات، حملهم على ذلك الحسد الذي أحرق صدورهم بسبب ما فتحه الله على فضيلة الشيخ/ سليمان من علمٍ ودراية. وهذا نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد..
من حمود بن عقلاء الشعيبي إلى سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز- حفظه الله- وأمدَّ في عمره على عمل صالح.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. وبعد:
لقد ساءني كثيرًا وأقلقني ما سمعته وبلغني من كتابات بذيئة واتهامات باطلة وتزويرات واضحة من دون بينةٍ وبرهان ممن يدَّعون الانتساب للعلم، والعلم وأهله بريئان ممن يسلكون هذه المسالك الباطلة ضد العلماء وطلبة العلم، ألا وهم من قاموا ضد الشيخ/ سليمان بن ناصر بن علوان من الحساد المغرضين.
سماحة الشيخ... إن الشيخ/ سليمان العلوان قد عرفه الجميع واستفاض ذكره، وهو ممن نعرفه منذ نعومة أظفاره بالاشتغال بطلب العلم وحفظه ومدارسته، حتى بدأت دروسه في علم العقيدة والحديث والفقه وأصوله في سائر الفنون، وانكبَّ على الحديث فصار الدليل قرينه في دروسه وفتاويه، وحرص على علم الجرح والتعديل وعلم الرجال حتى برع فيه، فقَلَّ أن يذكر حديثًا إلا ويخرجه، والحمد لله على ذلك. فكم شرَح من متْن وحفَّظَه من كل فن، وكم قُرىء عليه في دروسه من كتاب وفسره، وكم سُئل من مسألة فكتب فيها وأجاد. ومن دروسه- على سبيل المثال- وهي دائمة في الإجازات وغيرها ولا تتوقف بفضل الله إلا نادرًا، نسأل الله أن يزيدها ويبارك في الشيخ وعلمه: درس بعد صلاة الفجر من كل يوم عدا الجُمَع في ستة متون من كتب العلم، وهي بلوغ المرام وكتاب التوحيد والرحبية وسنن أبي داود وتفسير البغوي ونخبة الفكر، ودروس بعد الظهر حتى قبل العصر كذلك وهي في صحيح البخاري والترمذي والموطأ وفي النحو وفي العقيدة والفقه وغيرها، وحديث العصر والعشاء في المسجد المجاور لمنزله في الفقه والأحكام وتوضيح الدين وبيانه، بل من فضل الله كل مجالسه عامرة بذلك.
ولا أنسى أن أُبيِّن لسماحتكم ما يتميز به الشيخ/ سليمان من غيرةٍ لدين الله، وصدع بالحق وإنكار للمنكرات ومحبة للعلماء والدعاة الصادقين المخلصين، مما حدا بالحُساد والمغرضين والحاقدين أن يشوا به ويكتبوا فيه ما شاءوا مما تمليه عليه أهواؤٍهم.
سماحة الشيخ... إنني لا أريد في هذه الرسالة أن أترجم للشيخ/ سليمان حتى تعرفونه، فلربما عندكم عنه الشيء الكثير، وتسمعون عنه وعن جهوده العلمية ما يغني عن الإطالة وبسط الحديث، وما ذكرتُه عنه في هذه الرسالة إشارةٌ موجزة فقط حتى تتيقنوا أن ما يُكتَب عنه إنما هو من باب الحسد والحقد وإرادة الوقيعة به، من مثل هذا الكاتب ومن معه ووراءه، وما أُمَثِّل ما قاموا به ضد الشيخ إلا كما قال الشاعر:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص __________
فهي الشهادة لي بأني كامل__________


سماحة الشيخ... أيليق برجل من أهل العلم والفضل من أمثال الشيخ/ سليمان أن يُترَك لقمةً سائغة لهؤلاء الحاقدين المغرضين الذين ليس لهم إلا تتبع العلماء والإطاحة بهم والنيل من أعراضهم؟!! إن خطر هؤلاء على العلماء والدعاة كبير إذا تُركوا وما شاءوا.
سماحة الشيخ... إنني لا أريد في هذا الخطاب الدفاع عن الشيخ/ سليمان فقط، ولكن دفاعًا عن العلم والعلماء، لأن أمثال هؤلاء إن سُكِت عنهم تجرءوا على ما هو أشد وأكبر من ذلك، ويتجرءون على غيره من العلماء والدعاة، وأرجوا من سماحتكم رَدْع هؤلاء وذلك بما يلي:
أولاً: يُرَدُّ اعتبار الشيخ/ سليمان، لأن الذي جرأ هؤلاء على الكتابة على شكل مؤلف بلا شك أنهم يتحدثون به ويشتهرون بذلك في كل مجلس.
ثانيًا: محاكمة هؤلاء على ما قاموا به من الكذب والتزوير، فلا يخفى على سماحتكم خطر التزوير في أمور الدنيا ولو على الفساق فكيف بالعلماء.
ثالثًا: رمْي هؤلاء الشيخَ بالكذب واتهامه بالتكفير من أخطر الأشياء وأعظم الأمور، وقد ثبت في مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه» ، فهل حُقِّق مع هؤلاء ونوقِشوا وطُلِب منهم إثبات الحقائق على ذلك وما مقصدهم من ذلك وإلى أي شيء يهدفون.
رابعًا: أرجو من سماحتكم أن تتكرموا بكتابة تزكيةٍ خَطِّية للشيخ/ سليمان وتسلية له لما يعانيه من أذى هؤلاء إحقاقًا للحق وإبطالاً للباطل ورد اعتبار للشيخ.
وفي الختام؛ جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء على ما تقومون به وتبذلون من جهود عظيمة لخدمة الإسلام والمسلمين، ونسأل الله أن يبارك في جهودكم، وأن يعينكم على أموركم، ويسدد خطاكم، وأن يجعلكم شجرةً مباركة، وأن يختم لنا ولكم بخير.

التاريخ 3/4/1417هـ
أملاه الشيخ/ حمود بن عقلاء الشعيبي

انظر الفرق وسيعلم من عنده ادنى بصيرة الفرق بين المنهجين