عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 27-08-2002, 09:16 AM
الصورة الرمزية لـ ARGUN
ARGUN ARGUN غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
الإقامة: MAMA ALGERIA
المشاركات: 1,012
إفتراضي

أولا يجب اسقاط لبنان من أي معادلة عربية أو اسلامية لأسباب موضوعية. و لا يعني هذا الكلام ترك لبنان لقمة سائغة للقوى المعادية اسرائيل و امريكا و لكن يجب ان نقدر المور بقدرها.

من الناحية الاثنية يشكل العرب أقلية ضعيفة و فقيرة لا تشارك في صنع القرار

من الناحية الدينية فان لبنان مثله مثل سوريا و العراق ما كان تحلب منو ..ناشفه، لا يوجد أي بوادر صحوة إسلامية حقيقية.

كل الطوائف الضالة تجد قبولا و ترحيبا في بلاد الشام عموما، و ربما لاحظ الكثير انتشار الاثيوبيين (الأحباش) و الدراويش و عباد القبور و كل اشكال العربدات العقائدية التي تقف في الصف الأول لمحاربة الإسلام الصحيح

حدثتني احدى العائدات من لبنان و هي أمازيغية جزائرية لا تتقن كلمة واحدة بالعربية أنها فشلت في دخول لبنان رغم الدعوة التي قدمت لها، و تكررت المحاولة ثلاث مرات إلى أن تدخل أحد القادة السياسيين البارزين و أظن أن اسمه رشيد كرامي أو شيء من هذا القبيل، حتى مكنها من الدخول بعد لأي.

و الحقيقة أن هذا المدخل أردته أن يكون مقدمة لأعطي صورة نموذجية على حقيقة المعاملة الرسمية التي يتعرض لها رعايا بعض الدول العربية و البعض الآخر الذين ينسبون زورا الى العرب.

ربما أن قلة اطلاع بعض الاخوة اللبنانيين على حقيقة هذه المعاملة ( و هنا يجب التفريق بين الموقف الرسمي و الموقف الشعبي) جعلهم يدافعون ( و لهم الحق) عن وجهة نظر شخصية ينقصها الكثير من المنهجية و الموضوعية.

لا يمكننا الاعتراض عن توجهات بلد صغير مثل لبنان( توازنه السكاني و الطائفي هش جدا) في محاولته للحفاظ على شيء من هذا التوازن بمنع الهجرة التي تأتيه من بلاد عندها فائض سكاني قد يتسبب في ميلان كفة هاته الطائفة أو تلك على حساب الطوائف الأخرى. اضافة الى التأثير السلبي على العادات المعيشية لأهل البلد و كذا التأثير الغير ايجابي على الاقتصاد اللبناني المنهك أصلا مع نسبة بطالة تقارب 30 % و ديون قياسية تقارب 30 مليار دولار.

الآن في ظل الظروف المأساوية السائدة في هذا البلد الصغير من فقر و بطالة و انهيار أخلاقي و تفكك اسري و ادمان مخدرات و دعارة، ما هي المحفزات التي تجعله محط أنظار المهاجرين العرب؟

ربما البلدان المعنية بهذا الحظر و هي مصر و العراق و فلسطين و الأردن و حتى سوريا لاحقا تعيش ظروفا أسوء

أما بلاد شمال افريقيا فهي تقليديا و تاريخيا ليست على احتكاك بالعالم العربي و ثقافتها العربية المستحدثة بعد الاستقلال من طرف أنظمة "معفونة" هي ثقافة هجينة لم تستطع رأب الصدع و ردم الهوة الحاصلة بين المشرق و المغرب، و من هنا و بالأخذ في الحسبان الاحصائيات عن حجم التبادل البشري و المعطيات الجغرافية و الثقافية يمكننا أن نجزم أن الاشكالية المطروحة في هذا الموضوع لا تمس بلدان كالمغرب و الجزائر و بدرجة أقل تونس احداثيات المحور الأفقي في علاقاتها الاقليمية منعدمة تقليديا. فهي موصولة عموديا بالضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، تاريخيا و بشريا.

و يمكن هنا اقصاء بلد كليبيا من معطيات المسألة اذ أن ليبيا بلد صغير و هو جالب لليد العاملة الأجنبية و لا يعرف عن الشعب الليبي المكون في غالبيته من الأعراب و البدو أنه شعب مهاجر.

و يجدر الاشارة هنا أن هذا النهج الوقائي الذي تستعمله لبنان و بعض الدول الرملية ليست بدعة عربية، فكثير من البلدان المتطورة تسن قوانين تحد من الهجرة و لكن هذه القوانين عكس ما هو حاصل في البلدان العربية المتخلفة تسمح لهم بجلب زبدة ما تنتجه البلدان النايمة من عقول و مهارات.

في حين لا يوجد أي قوانين تحكم مثل هذه الخيارات في البلدان العربية التي تتبع هذا النهج، و كثيرا ما يخضع رفض اعطاء التاشيرة الى رعايا هاته الدولة او تلك الى قوانين غير مدونة تشبه قانون الأدلة السرية للولايات المتحدة الأمريكية ( تتوقف المقارنة عند هذا الحد).

حدثني أحد الاخوة عن صديق له و هو إطار سام في فرع من فروع أكبر شركة جزائرية بعد "سوناطراك" و هي الشركة الأهلية للكهرباء و الغاز ذهب الى بلد في شبه الجزيرة العربية لاتمام صفقة مع احدى الشركات هناك و حصل على فيزا و ذهب مع مجموعة من التقنيين هناك، و لكن اجراءات استكمال الصفقة تطلبت الانتقال الى مقر الشركة في عاصمة ذلك البلد و لكن الوفد و رئيسه فوجئوا بمنعهم من الدخول إلى تلك "المدينة الفاضلة" لأن رعايا بلد مثل الجزائر ممنوعون من الدخول اليها ( و ما يثير السخرية هنا أن أعرابي متخلف كلما دخل إلى بيته في المساء نفض ا ثنين كيلو من الرمل و الغبار العالق بشماغه made in Zingliz و ثلاثة كيلو من الشوك و البعوض العالق بقميصه made in China يمنع على شركات بلده صفقات بملايين الدولارات...لا يهم.

بقي أن أشير الى نقطة أراها مهمة و اؤكد عليها، و هي أن هذا الحظر الذي تنتهجه بعض البلدان أو لنقل بعض الأنظمة العربية هو اجراء أراه طبيعي جدا و أنا أؤيده، و لكن فقط يجب اخضاعه الى قوانين واضحة و اجتناب الأساليب المهينة لرعايا الدول الغير مرغوب فيها.

و نصيحة أخرى لعرب الدول البترولية:

تقول دراسات أمريكية استراتيجية أعقبت حرب الخليج، أن دولا بترولية مصطنعة ستزول خلال بضعة عقود قادمة و لن يبقى سوى بلدان ذات الحضارات العريقة مثل العراق و سوريا و مصر و اليمن، فمن الحكمة أن لا يثيروا عداوة مع رعايا هذه البلدان التي ستصبح في وقت قريب مصدر أمنهم و غذائهم.

ملاحظة اخيرة: لو اتبعنا نحن هنا في شمال افريقيا نفس الأسلوب مع رعايا تلك البلدان منذ عدة قرون لما حدث الغزو البشري و الهجرة الكارثية لقبائل بنوا هلال ( و الهلال منهم براء) القادمة من نجد و شبه الجزيرة العربية من كل حدب ينسلون، يفسدون و لا يصلحون.

في الأخير، سؤال يطرح نفسه بإلحاح: ماذا لو قررنا المعاملة بالمثل و أرسلنا إليهم بضاعتهم التي هي من جنسهم؟

تعرفون كم أصبح وزن الثقل الجاثم على صدر الشعب الأمازيغي المسالم في الجزائر و حدها؟ 20 مليون فاه مشرع و يد تفسد ... 20 مليون

هل ستقبلهم بلدانهم التي أتوا منها؟

لا أظن
__________________

ميدالة للفرح كل يوم
اعطيني حبه VALIUM
غير باش افتح عينيَ
و الدنيا ترجع بلا هموم


ابن قنب الهندي- " هموم الزواليا"