أخي الكريم / خبيب
عندما أقرأ مداخلاتك في الموضوع اللبناني أقف إحتراما لطرحك
وأكاد أجزم أحيانا أنك قريب جدا من الشأن اللبناني الداخلي
وكلما أردت أن أكتب رأيا فيما يجري هناك أتوقف خشية أن يكون ذلك تخميا أو تصورا خاطئا
ومع يقيني بأن وجود القوات السورية في لبنان له أهدافه الإستراتيجية ( المعلن منها والغير معلن ) إلا أن بقاءها دون أن تؤطر تأطير صحيحا بعد إنتهاء مهلة إيفاق الطائف يجعل هذه القوات تقع تحت طائلة الشكوك سواء من اللبنانيين أنفسهم أو من المراقبين للوضع اللبناني من الخارج
إن وجود السوريين في لبنان لم يقتصر على وجود القوات فقط كما تعلم ، ولكنه تعداه إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير
فبلد كلبنان يعيش أكثر أبنائه في الخارج هروبا من البطالة بينما العمالة السورية تحارب البناني في قوته ورزقه تحت ذريعة الحماية السورية للبنان
السوريون مع أن دورهم في إطفاء نار الحرب هناك ونصرة المسلمين لا يخفى على أحد إلا أن ذلك كله ضاع في متاهات السياسة وفرض الإرادة السورية علنا أو من وراء ستار عغلى الشعب اللبناني إبتداءً بالحكومة وحتى العلاقات الدولية
ويبقى أمر القرار الأخير الصادر من مجلس الأمن وما أخفى تحته أو وراءه من أمور تكشف بعضها ولا يزال البعض في طي الكتمان ، أقول هذا القرار الذي يحاول لبنان الآن وتحاول سوريا أن تنفذه بطريقة غير مباشرة بإدعائها أن ذلك يتم تحت سقف الطائف هو الذي سيجعل من لبنان ساحة صراعات بين الدول الكبرى ، ليكون لبنان في القريب العاجل نقطة انطلاق إلى سوريا
ليست هذه نظرة تشاؤمية ، ولكن المثل العربي القديم قال ( فرق تسد ) والذي أعتقده جازما أن مقتل الحريري لم تقم به سوريا ولم يقم به لبنانيوم بل تم تصفيته للبدء في تنفيذ ما خطط له مع قرار مجلس الأمن
وقد ذكرت سابقا أن ( قاتل الحريري لن يعرفه أحد أبدا )
كل ما ذكرته هو تخرصات على ضوء الوقائع أسأل الله أن أكون مخطئا فيها
تحياتي
