الإنقلاب المشؤوم
أخطأ النظام التقدير و ذهبت كل توقعاته أدراج الرياح، رياح التغيير التي هبت على الجزائر في تلك الليلة من 26 من شهر ديسمبر 1991 فقد خرج المذيع يتلوا النتائج و هو ينظر إلى الورقة نظر المغشي عليه من الموت...188 مقعد للفيس و 25 للأفافاس دا الحسين و فقط 18 مقعد للحزب الحاكم الأفلان...مهزلة و كارثة للنظام.
أين هي ال 30 بالمائة للفيس على أكثر تقدير التي أشارت إليها تقارير المخابرات، أين هي الخطة و المؤامرة التي حيكت بليل لتفجير الفيس من الداخل: اعتقال للعقول المدبرة و إعطاء الأوامر للعناصر المندسة للتحرك و بث الشقاق داخل صفوف الجبهة الإسلامية.
لم يفلح كل هذا و ها هو النظام سيسقط و الجنيرالات سيذهبون.......إلى الجحيم.
فرحة عارمة عمت شوارع العاصمة و أتذكر جيدا أنني كنت واقف مع أحد الأصدقاء أرقب منظر السيارات و الشاحنات ملئى بالشباب و هم يهتفون فرحا بالفوز و شعرت حينها بشيء من التردد و الريبة فهذا النظام سوف لن يذهب هكذا بكل سهولة...
و بما أن الخبر المزعج لا يأتي عادة لوحده كما يقول المثل الفرنسي فقد قبل الشاذلي بن جديد النتائج و تقابل مع المهندس الشاب و رئيس الجبهة بالنيابة السيد حشاني عبد القادر الذي قاد الجبهة للفوز الكاسح و اتفقا على ما سمي آنذاك "بالتعايش" .....إلى حين، فقد جاء القرار من الجنرالات بتوقيف الإنتخابات و تم طرد الشاذلي الذي كان قد جاء بهم 10 سنوات من قبل ليكونوا ركيزة أساسية في حكمه في حرب غير معلنة بين عصابات النظام...و النتيجة انقلب السحر على الساحر و الذئب الذي تسمنه ياكلك في النهاية...و كان هذا بمثابة إعلان للحرب التي ستأتي على الأخضر و اليابس
أنا تعب الليلة و لا استطيع إكمال الشق الثاني من الموضوع....المواجهات في الحلقة القادمة
|