عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 07-11-2002, 05:07 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

أنا مع الأخت نور العين في أن الشقاء ربط بالصورة الإسلامية للمرأة (التحجب)، والدعة ربطت بالصورة المستوردة كما نستورد علب السردين. ولا شك أن الشقاء قيمة سلبية والدعة قيمة إيجابية قبل وبعد تأثير التلفزة. ولكن لا يمنع هذا أن تربط مجموعة أخرى من القيم بالشقاء من جهة والدعة من جهة أخرى، يحاول القائمون على العمل الإعلامي ترسيخها كقيم سلبية أو إيجابية، وقد لا تكون هي كذلك، فما أشرتم فإن الفقر ليس عيبا في حد ذاته، مع أن كونه عيبا قد رسخ رسوخ الجبال في أذهان الشعوب العربية.

وأريد أن أشير -كوني أعيش في الغرب- أن هذا الجزء من التأثير في مفاهيم الخير والشر، والجمال والقبح، وحتى الربط بين المتدينين وتلك القيم السلبية موجود في الإعلام الغربي، فانظر إلى تلك المسلسلات اليومية التي تسمى بالـسوب أوبرا، والتي تجعل أبطالها دائما من الأغنياء الذين يعيشون حياة مترفة، والذين يملكون أغلى السيارات وأفخر البيوت. ثم انظر إلى الصورة الموجودة للمرأة في الإعلام الغربي، تجد أنها صورة وهمية، المرأة المصورة في الإعلام الغربي خرافة يا إخوان، ليس لها وجود في الواقع، هذا طبعا بمقاييس الجمال، وقد كنت أريد أن أكتب مقالة في هذه النقطة بالذات، فقد رسم الإعلام للمرأة المثالية صورة خيالية، وإن كنت أختلف مع مدى كونها صورة جميلة، إلا أن هذه الصورة ليس لها وجود في أرض الواقع، ثم جعلت النساء تتنافس إلى أن تصل إلى هذه الصورة الوهمية، وانظر إلى أقرب الناس إلى هذه الصورة -كما يرونها- وهم عارضات الأزياء الغربيات، وهم أنفسهم يقرون أنهم لم يصلوا إلى تلك الصورة الوهمية بعد، ولكنك تجدهم أتعس الناس حيث أن عليهم أن يأكلوا طعاما معينا، وأن يختبئوا من الشمس في ساعات معينة، وأن يظهروا في الليل فقط، وأن يدخلوا في دوامات الحمية إذا زاد وزن الواحدة منهن باوندا واحدا، بل إن منهن من تشتهي أن تذوق طعم الحلويات ولا تستطيع، ومنهم تأكل الحلويات ثم تضع يدها في فمها لتقذف بما أكلت خارجا، وبهذا فإن الصورة التي رسمت صورة خيالية، والطريق إليها شاق طويل، بل ومستحيل.

والأسوأ من هذا وذاك، أن هذا الإعلام كما رسخ مفهوم المرأة الكاملة (جسديا، وهذا وحده الذي يسعون له، ولا يسعون إلا المرأة الكاملة فكريا، أو حتى روحيا)، أقول أن الإعلام الذي رسخ هذه الصورة في أذهان النساء، رسخها أيضا في أذهان الرجال، فقد أصبح رجال الغرب بالتحديد، يقيسون كل النساء على تلك الصورة الخرافية، ويقيمون النساء بناء عليها، حتى أن النساء السمينات في المجتمعات الغربية تعانين من اضطهاد شديد بسبب نظرة المجتمع لهن بأنهن بشعات وبأنهن كسولات لا تسعين إلى الوصول إلى الصورة الخرافية، ولا شك أن العربي الذي يعيش في هذه المجتمعات يجد نفسه منجرا مع القوم في تفكيرهم، ويجد نفسه ينظر إلى السمين أو السمينة كأنه أقل منه فهما أو وعيا، وهو ما ليس من الدين بشيء بل هو مغاير لكل أصول ديننا الحنيف.

وأريد أن أختم بشيء تفاجأت بمعرفته عندما رأيته هنا في التلفاز، وهو أن الممثلات المشهورات لجمالهن في السينما الغربية، عندما تمثل الواحدة منهن دورا في فلم فإن لها أكثر من خمس أو ستة شبيهات لمساعدتها في الوصول إلى تلك الصورة المثالية، فهذه الممثلة التي لها وجه جميل، في الغالب لا تكون بذلك الجمال (بمفهومهم) في الأجزاء الأخرى جميعا، ولذلك فإن استوجب المقطع تركيزا على الساقين وجدنا الشبيهة ذات الساقين الجميلتين تدخل حلبة التصوير، وإذا استوجب التركيز على اليدين نجد أخرى، وإذا استوجب التركيز على الشعر نجد أخرى. وبذلك فإن الممثلات اللاتي تصور لهن السينما صورا خرافية، هن فعلا خرافيات، حيث أنهن مزيج من خمسة أو ستة نساء.

أعلم أني أشبعت هذه النقطة كلاما، فأرجو المعذرة، والعودة إلى صلب الموضوع.
الرد مع إقتباس