سعد الفقيه ومحمد المسعري
تلقيا مليوني دولار من القذافي وتسابقا لتنفيذ أي جريمة لصالحه
بيرل توم لانتوس
واشنطن، لندن: أحمد عبدالهادي، الوطن
تكشفت أمس حقائق مخزية جديدة عن الدور الرخيص الذي يؤديه كلا المعارضين السعوديين المزعومين سعد الفقيه ومحمد المسعري. وبينت مصادر خاصة أن الرجلين يعرفان بعضهما البعض منذ فترات طويلة على عكس ما يتوقع البعض وأنهما تلقيا دعماً من ليبيا قيمته مليونا دولار قبل سنوات.
وفيما قدم الأول خدماته للجانب الليبي مقابل تأسيس إذاعته المسمومة وهو ما اعترف به لمراسل الـ"نيويورك تايمز"، عرض المسعري خدمات أخرى تمثلت في تقديم مجموعة من العراقيين الجاهزين على حد قوله - لتنفيذ أي جريمة إرهابية أو محاولة اغتيال، فضلاً عن أسماء سعودية، قال إنها في حوزته.
وتوالت الأصداء التي ترددت في واشنطن تعقيباً على المعلومات المتعلقة بتآمر العقيد معمر القذافي وجهاز المخابرات الليبي لاغتيال ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وقال معلقون أمريكيون لشبكة "فوكس نيوز" إن نفي وزير الخارجية الليبية لتقرير "نيويورك تايمز" الذي كشف عن المؤامرة "ليس مقنعا" وذلك على ضوء اعترافات عبدالرحمن العمودي وضابط المخابرات الليبي محمد إسماعيل، وعلى ضوء توفر معلومات إضافية لدى أجهزة مخابرات إقليمية حول أبعاد المؤامرة وتفصيلاتها.
وأشار هؤلاء المعلقون إلى أن جهاز مخابرات تابع لبلد عربي قدم إلى السعودية والولايات المتحدة معلومات إضافية لم يتضمنها تقرير "نيويورك تايمز" الذي تناقلته الصحف الدولية والعربية وأجهزة الإعلام في الولايات المتحدة على نطاق واسع. وكان العمودي قد اعتقل في لندن بعد مغادرته ليبيا مباشرة بناء على إفادة من "اختراق" دولي لجهاز المخابرات الليبي. وقد وصلت هذه الإفادة بصورة عاجلة إلى المخابرات البريطانية التي تلقت تقريراً من واشنطن لطلب اعتقال العمودي ونقله إلى الولايات المتحدة.
وقالت شبكة "سي.بي.إس" التلفزيونية الأمريكية إن عدداً من أعضاء الكونجرس سارعوا إلى طلب التريث في اتخاذ مواقف رسمية أمريكية تعيد فرض العقوبات على ليبيا. وكان عضو الكونجرس توم لانتوس الذي يقول إنه أحد الناجين من محرقة أدولف هتلر في ألمانيا قد زار ليبيا حيث اطلع من القذافي على أبعاد التحول الذي حدث في موقف طرابلس من قضايا منطقة الشرق الأوسط حسب قول لانتوس. وقال العضو الذي عرف بدفاعه عن التشدد الإسرائيلي إزاء الفلسطينيين ومطالبته بإجبار الدول العربية على إقامة علاقات مع الدولة اليهودية قبل حل القضية الفلسطينية إن ليبيا غيرت موقفها السابق وإنها تتبنى الآن ما وصفه "بالسياسة الواقعية".
وكانت تقارير إعلامية متعددة قد نشرت في الصحف الإسرائيلية آنذاك وأشارت إلى أن وفداً ليبياً رفيع المستوى قام بزيارتين متعاقبتين لإسرائيل بصورة سرية، فضلاً عن أن المسؤولين الليبيين أعلنوا استعدادهم لتعويض اليهود الليبيين الذين هاجروا إلى إسرائيل مالياً عن ممتلكاتهم التي تركوها في ليبيا وذلك دون ربط ذلك بقضية تعويض اللاجئين الفلسطينيين الذين أرغموا على ترك أرضهم وممتلكاتهم عام 1948 ثم عام 1967. وتردد أن هناك لجنة تعمل بعيداً عن العلن في مدينة جنيف السويسرية لتنسيق قضة التعويضات التي سيتلقاها الإسرائيليون من أصل ليبي، وأن اللجنة التي تضم ممثلين عن البلدين تلقت طلبات بالتعويض بلغت قيمتها حتى الآن ملياري دولار.
وقالت مصادر مطلعة في واشنطن إن مكتب التحقيقات الفيدرالي أرسل إلى الرياض طلباً يطلب فيه الإذن باستجواب العقيد محمد إسماعيل، وإن لدى محققي المكتب تقريراً مفصلاً عن مؤامرة اغتيال ولي العهد تأسس على اعترافات العمودي التي أشارت إليها "نيويورك تايمز" وعلى تقرير مفصل أرسله جهاز مخابرات عربي إلى واشنطن بعد استفسار الأجهزة الأمريكية.
وكان الهجوم على المملكة من قبل دوائر معينة في واشنطن قد وصل إلى ذروته حين عرض باحث أمريكي يدعى لوران مورافيك على مجلس الدفاع الاستشاري الأمريكي الذي كان يرأسه ريتشارد بيرل آنذاك، مشروعاً لنشر البلبلة وعدم الاستقرار في السعودية تمهيداً لتقسيمها. وقد سبق أن شغل بيرل بصورة رسمية موقع المستشار السياسي لمنظمة "الأمريكيون أصدقاء الليكود" في الولايات المتحدة فضلاً عن كونه أحد رموز تيار المحافظين الجدد الذي قاد حملة مكثفة منذ أحداث 11 سبتمبر لتشويه الإسلام والحث على كراهية المسلمين في الولايات المتحدة. أما لوران مورافيك فإنه ابن شيوعي بولندي سابق هاجر إلى فرنسا ومنها إلى الولايات المتحدة.
وتأتي المؤامرة لاغتيال ولي العهد ـ إذا ما تأكدت ـ في سياق المحاولات المحمومة لزعزعة استقرار السعودية ولتصويرها على الساحة الدولية بأنها مجتمع يعاني من "شقوق داخلية"، وهي محاولات تتكامل حلقاتها وتصب في قناة واحدة رغم اختلاف دوافع من يشاركون في تنفيذها، إذ تتضمن حلقات القتل الأعمى للمدنيين ومساعي استهداف القطاع النفطي في المملكة والهجوم المتصل الذي تتعرض له السعودية من الدوائر الإسرائيلية في الولايات المتحدة، وأخيراً محاولات النيل من قادتها.
وما خفي كان أعظم