عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 21-06-2007, 11:43 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Question هل حان الوقت كي نسمع صوت العقل الفلسطيني ؟! ©

بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله على كل حال ،
و الصلاة و السلام على سيد الرجال ، بحر الكمال و الجمال ، سيدنا و مولانا محمد و على الصحب و الآل .

----*----





أنور رجا في لقاء مع "المركز الفلسطيني للإعلام":
لو لم تبادر "حماس" بتطويق التيار الانقلابي لشهدنا قريباً حرباً أهلية
[ 17/06/2007 - 10:35 ص ]


أنور رجا عضو المكتب السياسي ومسؤول الإعلام المركزي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة"

دمشق ـ المركز الفلسطيني للإعلام


يؤكد أنور رجا عضو المكتب السياسي ومسؤول الإعلام المركزي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة"، في لقاء مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أنَّ حركة حماس لو لم تقم بخطوة الحسم الميداني في قطاع غزة؛ فإنّ الأمور في القطاع كانت تسير بشكل متسارع نحو حرب أهلية واسعة النطاق، وذلك بالنظر إلى الاستعدادات وعمليات التحشيد والتجييش التي يقوم بها التيار الانقلابي المدعوم صهيونياً وأمريكياً.
رجا سلط الضوء خلال اللقاء على الأسباب التي أدت إلى تفجّر الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، كما تحدث عن تداعيات قرارات رئيس السلطة محمود عباس بحل الحكومة وإعلان حالة طوارئ، وتطرق إلى سبل الخروج من المأزق الراهن الذي تمر به الساحة الفلسطينية، وفيما يلي نص الحوار.



خطوة لا بد منها


- ما هي قراءتكم لتطورات الأحداث التي شهدها قطاع غزة؟


أنور رجا: بداية، يجب التنويه بأنّ الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، كانت قد وصلت إلى مرحلة استعصاء في ظل تصاعد عمليات الفوضى والفلتان الأمني للأجهزة الأمنية المحسوبة على التيار الانقلابي داخل حركة فتح الذي يقوده محمد دحلان، وفي ظل انعدام الجدية من قبل رئاسة السلطة في حلّ الملف الأمني الذي شكّل على الدوام عبئاً ثقيلاً ألقي على كاهل أبناء شعبنا الذي يعاني أصلاً من أوضاع مأساوية في ظل تواصل العدوان الصهيوني واستمرار الحصار الغربي.


ونحن في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة" كنّا نتابع عن كثب الأوضاع في قطاع غزة، وكنّا على يقين بأنّ التيار الانقلابي المشار إليه آنفاً قد وضع نصب عينيه هدف إفشال أية محاولة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على قاعدة تعزيز صمود شعبنا واستمرار مقاومته وتطويق جميع مظاهر الفساد الوطني والسياسي والمالي والإداري والأخلاقي، وذلك لارتباط التيار المذكور بشكل عضوي مع مخططات مشبوهة تديرها الحكومة الصهيونية والإدارة الأمريكية.

وعلى الرغم من المرونة الكبيرة التي أبدتها حركة "حماس" خلال الحوارات التي جرت بينها وبين رئاسة السلطة وحركة فتح على مدار العامين الماضيين في القاهرة ودمشق ومكّة المكرمة؛ إلاّ أنّ كل جولة حوار كانت تعقبها عمليات انفلات أمني وفوضى من قبل التيار الانقلابي ودائماً بوتائر أعلى وأكثر خطورة، وكانت تلك العمليات تنقل الساحة الفلسطينية في كل مرة إلى مرحلة أكثر تعقيداً وأشد قسوة على أبناء شعبنا.
والأمر الآخر الذي أود تسجيله هنا هو أنّ الأراضي الفلسطينية شهدت خلال الشهور الماضية حالة تناوب، تشارك فيها الاحتلال الصهيوني والتيار الانقلابي في استهداف مشروع المقاومة.

وأمام هذا الواقع المرير، كان لا بد من خطوة سياسية حاسمة تنهي معاناة أبناء شعبنا الذي تكالبت عليه المؤامرات من كل حدب وصوب، ونحن هنا نؤكد أنّ مشروع المقاومة لا يمكن له أن يستمر ويحقق أهدافه إذا لم يتم إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وتنقية أجوائه من كل العناصر التي كانت تعيث فساداً وإفساداً.

طبعاً؛ لسنا من دعاة توجيه السلاح الفلسطيني إلى الداخل تحت أي عنوان وأي مسمّى، فسلاحنا له وجهة شرعية واحدة وهي صدر الاحتلال، وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن موقف حركة "حماس"، وإنما للتاريخ أقول: إنّ المشهد الذي أوضحناه آنفاً هو الذي دفع حركة "حماس" دفعاً إلى محاصرة المقار الأمنية وإخلائها من عناصر الفتنة التي تم تمويلها وتسليحها من قبل الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية بهدف ضرب مشروع المقاومة.
إنَّ ما حصل في قطاع غزة، كان خطوة عملية لقطع الطريق أمام سياسة "الفوضى الخلاقة" التي تنادي بها الإدارة الأمريكية نهاراً جهاراً، تلك السياسة التي لم تجلب سوى الخراب والدمار للعراق، ونتمنى من الله عز وجل أن لا تنتقل عدواها إلى الساحة اللبنانية.
وبطبيعة الحال، نحن في الجبهة الشعبية "القيادة العامة" نفرق بين التيار الانقلابي وبين الإخوة في حركة "فتح"، فحركة "فتح" لها تاريخ نضالي طويل، ومن رحمها ولدت كتائب الأقصى التي سطّرت ملاحم البطولة ضد العدو الصهيوني خلال "انتفاضة الأقصى"، فنحن عندما نتحدث عن التيار الانقلابي؛ نعني به أولئك الذين تتعارض مصالحهم موضوعياً مع مشروع المقاومة ومع مصالح شعبنا العليا.



عدم تطويق التيار الانقلابي كان سيؤدي إلى حرب أهلية


- ولكن ألم يكن أمام حركة "حماس" خيار آخر لاحتواء الأزمة غير العملية التي انتهت بوضع يدها على المقار الأمنية في قطاع غزة؟


رجا: طبعاً هذا السؤال من الأوْلى أن يُطرح على قادة حركة "حماس"، ولكن بتقديرنا أنّ قناعة تولدت لدى الإخوة في "حماس" بعد شهور طويلة من المحاولات الحثيثة لتطويق الأزمة الداخلية سياسياً، وذلك في ظل غياب الإرادة المخلصة من قبل رئاسة السلطة، وغياب الرعاية العربية الجادة والمسؤولة لأي حوار أو اتفاق، وبالنظر إلى عمليات التجييش المتواصلة والتحشيد العسكري والدعم الأمريكي والصهيوني مالياً وعسكرياً ولوجستياً للتيار الانقلابي. وهنا أود أن أشير إلى عشرات الملايين التي رصدت للأجهزة الأمنية التابعة للرئاسة وكذلك سماح الاحتلال لقوات حرس الرئاسة بالتدريب في معسكر قرب أريحا، إضافة إلى إدخال عناصر من قوات بدر إلى قطاع غزة، ووصول كميات كبيرة من العتاد العسكري والأسلحة والذخيرة لتلك القوات.

إضافة إلى ذلك؛ فإنّ معلومات موثوقة وصلتنا تؤكد أنّ شخصيات من السلطة الفلسطينية كانت تدفع الدول الأوروبية دفعاً من أجل تشديد الحصار على أبناء شعبنا في إطار تصعيد الضغوطات الممارسة على الحكومة التي شكّلتها حركة "حماس"، وكذا الأمر مع حكومة الوحدة الوطنية، وذلك كله في سياق محاولات الالتفاف على خيار الشعب الفلسطيني.
إذاً الأمور كانت تسير باتجاه الصدام الحتمي، وأعتقد أنه لو لم تبادر حركة "حماس" بتطويق هذا التيار في قطاع غزة، لشهدنا في المستقبل القريب حرباً أهلية ضروساً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وعملاً بالمثل الشعبي القائل: "وجع ساعة ولا كل ساعة"، نرى أنّ الأمور تسير الآن في قطاع غزة في الاتجاه الصحيح، ونرى بأنه يتوجب على الجميع العمل من أجل تطويق أي محاولة لإشعال نار الفتنة الداخلية في الضفة الغربية.

من يتحمَّل المسؤولية ..


- برأيك ما هي الأطراف التي تتحمَّل مسؤولية تفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؟


رجا: تتحمل المسؤولية في المقام الأولى الإدارة الأمريكية والدوائر الغربية من خلال توفيرها غطاء للعدوان الصهيوني المتواصل، إضافة لإحكامها الحصار على شعبنا.

وفي المقام الثاني نحمّل المسؤولية للمجتمع الدولي الذي تواطأ ضد شعبنا، كما تتحمل الدول العربية جزءاً كبيراً من المسؤولية، فقد التزمت الدول العربية جادة الصمت المريب إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وحصار، واتخذت موقفاً سلبياً على الصعيد العملي إزاء مقررات الجامعة العربية في الخرطوم والقاهرة والرياض والمتعلقة بكسر الحصار عن أبناء شعبنا.
أما الطرف الرابع الذي يتحمل المسؤولية؛ فهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي تعامل وفق منهج سلبي يحمل العديد من إشارات الاستفهام مع الملف الأمني، كما أنّه أشاع أجواء العبثية على الحوار الفلسطيني من خلال إحجامه عن تنفيذ كل ما يتم التوصل إليه عقب كل حوار.



(يتبع باذن الله تعالى )