عرض مشاركة مفردة
  #38  
قديم 07-09-2007, 06:26 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

إنه مما لا ريب فيه أن المملكة العربية السعودية أقامت بنيان دولتها على التوحيد، وجعلت دستورها القرآن الكريم، وأصبحت موطن الإسلام وداعية السلام، وشرفها الله بالقيام على خدمة الحرمين الشريفين خدمة تسهل على قاصدي هذين المكانين الطاهرين بحج أو عمرة أو زيارة. وهي قبلة المسلمين، وعنوان التضامن الإسلامي.
ومن هذا المنطلق كانت نظرتها إلى القضية الفلسطينية ليست قائمة على اعتبارات قومية أو إنسانية فحسب، بل أساسها ديني يتمثل في ثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يرتبط ارتباطا روحانيا بقرينيه المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
ومن هنا كانت المملكة العربية السعودية ترى أن أي اعتداء أو مساس بالمسجد الأقصى الشريف يعد مساسا بالمسجد بالحرام والمسجد النبوي الشريف، ومن أجل هذا كان سعيها دؤوبا من أجل تخليصه من قيود الاحتلال، وإعادته إلى المسلمين الذين هم أولى به من غيرهم.

وقد لفت نظري مقابلة تلفزيونية في إحدى القنوات العربية مع أستاذة جامعية ذكرت أنها قضت شهرين كاملين في الأرشيف البريطاني تبحث عن الموقف السعودي في عهد الملك عبد العزيز من حرب عام 1367هـ/1948م، فلم تجد ما يشير إلى مواقف إيجابية لنصرة القضية الفلسطينية.

ومن المعلوم للباحثين والدارسين ما تحفل به أرشيفات الوثائق المحلية والعربية والأجنبية سواء البريطانية أو الأمريكية أو غيرها من وثائق هي عبارة عن تقارير ورسائل متبادلة تتعلق بدور الملك عبد العزيز في دعمه ومساندته لقضية فلسطين والقضايا العربية الأخرى وكذلك عدد كبير من مصادر عربية وأجنبية من الكتب المطبوعة وكذلك الصحف المعاصرة المحلية والعربية والأجنبية توثق مواقف المملكة العربية السعودية الإيجابية ودعمها للقضايا العربية مما لا يمكن معه قبول من يشير إلى أنه بحث في الوثائق البريطانية عن مواقف إيجابية للملك عبد العزيز من القضية الفلسطينية ولم يجد ما يشير إلى هذا الدعم والمساندة.

لقد وقفت المملكة العربية السعودية وهي في طور التأسيس والنشأة بقيادة مليكها المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود موقف المؤيد والمناصر للشعب الفلسطيني ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية العالمية.
وقد جاءت القضية الفلسطينية في صلب المفاوضات التي تمت بين الملك عبد العزيز والحكومة البريطانية في اجتماعات وادي العقيق في جمادى الأولى عام 1345هـ/1926م بشأن إلغاء معاهدة القطيف، وتوقيع معاهدة جديدة يكون فيه الملك عبد العزيز الند للند للحكومة البريطانية، وقد أراد البريطانيون أن يعترف الملك عبد العزيز مقابل ذلك بمركز خاص لهم في فلسطين، وأن يعترف بوعد بلفور المضمن في صك الانتداب البريطاني، وقد رفض الملك عبد العزيز المساومة على الحقوق الثابتة للأمة العربية في فلسطين.

وبعد أن وصل إلى أسماعه ـ رحمه الله ـ إلقاء قنابل يدوية على المصلين الفلسطينيين يوم الجمعة من شهر ربيع الأول 1348هـ/1929م بادر إلى كتابة خطاب إلى ملك بريطانيا يعرب فيه عن سوء الأثر الذي أحدثه الاعتداء في نفسه وشعبه، ويناشده منع اليهود من الاعتداء على المسجد الأقصى.

ووقف الملك عبد العزيز مع الشعب الفلسطيني في ثورته في ذلك العام ضد الاحتلال رغم الأزمة الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد السعودية آنذاك وتؤثر فيها تأثيراً شديدا. فلقد بعث جلالته تبرعا عاجلا للفلسطينيين بلغ خمسمائة جنيه سلمت لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين محمد أمين الحسيني مع رسالة عاجلة من الملك عبد العزيز في 16 جماد ثاني 1348هـ الموافق 18نوفمبر 1929م
جاء فيها: «قد غمنا هذا وأحزننا جدا ولم نكتم ما كان لتلك الحوادث من الأثر المؤلم في أنفسنا منذ بلغتنا وأظهرنا ذلك في وقته ومحله».
وفي عهده رحمه الله شارك وفد من المملكة العربية السعودية في المؤتمر الإسلامي الأول الذي انعقد في بيت المقدس في 1350هـ/1931م في أعقاب ثورة البراق، وحضرته وفود من جميع شعوب العالم الإسلامي، وقد تمخض عنه إعلان الحق الإسلامي الكامل في البراق وحائطه وممره.

وفي عام 1354هـ/1935م بعث الملك عبد العزيز ولي عهده الأمير سعود (الملك في ما بعد) رحمه الله إلى فلسطين لتفقد أوضاع الشعب الفلسطيني عقب ثوراته المتعددة
وقال الملك سعود في أثناء الزيارة: إن أبناء الشعب الفلسطيني هم أبناؤنا وعشيرتنا، وعلينا واجب نحو قضيتهم سوف نؤديه.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }