عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 05-07-2007, 12:48 PM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
إفتراضي

ولإثراء الموضوع يقول أحد الإخوة الأفاضل ما نصه:

(( بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المتقين .... وبعد:

الكل يدعي بأنَّه من الفرقة الناجية يوم القيامة، وأنَّه على الحق وعلى الملة الصحيحة بينما نراه يرمي الآخرين نابزا لهم بأنَّهم أهل ضلال وبدعة وربما كفرهم، وقد ظهر من بيننا قوم يدعون أنهم على الإسلام، ولكنهم منتهجين نهج الخوارج في الإسلوب، فأسلوب الخوارج هو تضليل وتكفير المسلمين الذين لا يسيرون بسيرهم ولا يأخذون بأفكارهم، وتجد الخوارج – كما هو مدوّن في كتب التاريخ – يلقبون أنفسهم بأنَّهم الفرقة الناجية، وأهل الحق والتوحيد، وقد رموا الصحابة وقالوا بأنهم شر من في الأرض، وقد ظهر المتطرفون وفعلوا فعلهم ضد المسلمين حيث رموهم بالشرك والبدعة والتضليل.


وسبب أنَّ كل من يرى نفسه ويرى حزبه وطائفته على الحق والأخرى على الباطل والضلال أو على الشرك والكفر هو الفهم الخاطئ للحديث الشريف وهو (( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرَّقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقةوتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة )) رواه أحمد بن حنبل في مسنده (2/332) وغيره.

وفي رواية ابن ماجه (3993) وأحمد وغيرهما: ((كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة )) وفي روايةٍ للطبراني : (( ما أنا عليهاليوم وأصحابي)) .

فأدى إلى ذلك التفرق والتشقق في هذه الأمة بسبب الفهم الخاطئ لهذا الحديث فسعوا المتطرفون واصفين من خالفهم في أمرهم ورأيهم بأنَّه من المرجئة أو من القدرية أو من الجهمية، مع أن هذه الطوائف لا وجود لها في عصرنا، فلم هذا الاتهام؟؟!!


وتجد آخرين يلقبون من خالفهم بأنه من جماعة الإخوان وهذا من حزب السلف وهذا أشعري وهذا أثري وهذا صوفي وهذا شيعي وهذا سني إلى غير ذلك، ونحن الآن في أمس الحاجة إلى توحيد صفوف المسلمين وترك الحزبية والطائفية، فإلى متى تفيقون وتستيقظون من غفلة الطائفية والحزبية، يا مسلمون؟!


أما آن الأوان أنْ نلتفت إلى ما يؤدي لمصلحة بلادنا وشعوبنا وأمتنا، يا مسلمون؟!!

أتحسب أنَّك أنت ومن معك من طائفتك وحزبك على السنة؟!!

الكل يدعي بأنَّه على السنة والملة الصحيحة لأنَّ الجميع يشهد أنَّ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، فأمة لا إله إلا الله محمد رسول الله بجميع طوائفها وأحزابها هي الأمة الاستجابة والفرقة الناجية يوم القيامة لأنها استجابت لدعوة الله ورسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – فلا دخل للحزبية فيها أو الطائفية في كونها الناجية أو الهالكة يوم القيامة

وأما الذين في النار فهم أمة الدعوة أي الذين ليسوا على دين الإسلام ولا يدينون به، وهم طوائف كثيرة، ملل وأحزاب ومناهج متعددة، فكيف ترمي أخوك المسلم وترجم بالغيب بأنه من الفرقة الهالكة التي في النار لأنه صوفي أو أشعري أو من الإخوان أو شيعي أو أنَّه من جماعة الشيخ فلان أو علان؟!! وذلك لأنه اختلف معك في الرأي ولم يوافقك عليه؟!! على الرغم من أن هؤلاء يقولون لا إله إلا الله و محمد رسول الله!!!


وفي كتاب " المغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج " للخطيب الشربيني الشافعي – رحمه الله – قال:

"والفرق المختلفة قليل منها يكفر ببدعته وأما أكثرها كالمعتزلة وغيرهم فإنهم لايكفرون كما زعم بعض الناس حتى يستحقوا دخول النار لذلك نقل بعض الأئمة كالبيهقيوغيره إجماع السلف والخلف على الصلاة خلف المعتزلة ومناكحتهم وموارثتهم " اهـ

ثم إن الإمام أحمد بن حنبل كان يصلى خلف المرجئة، فهل نكفر هؤلاء ونقول بأنَّهم من الفرقة الهالكة الداخلة في النار؟!! والأئمة الكرام كأحمد والبيهقي والخطيب الشربيني على خلاف ما نقول ونعمل؟!

وأرى أفرادًا من المتفيهقين يرى بأنَّه من أهل العلم – وهو ليس منهم – يقول بأنَّ هذه الأمة قد وقعت في الشرك وأنَّ شركها أشد من شرك الذين قاتلهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في غزواته! فتأمل!! كما تجد ذلك في كتب المتطرفين التي تتكلم عن التوحيد، هذا غير النشرات التي توزع بالمجان.


لو كان هذا من أهل العلم لعلم أنَّ الأمة لا تقع في الشرك من بعد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فهذا حديث شريف في صحيح البخاري وصحيح مسلم وكما في مسند الإمام أحمد وسنن الكبرى للبيهقي عن عُقْبَة بن عامر الجهني قال: « ... إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم» قال عقبة: فكانت آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر... وهذا اللفظ لمسلم، مع العلم أن هذا الحديث قد ذُكِرَ في ستة مواضع في صحيح البخاري وفي موضعين من صحيح مسلم.


فنحن لا ننكر أنَّ هناك افتراق، ولا ننكر وجود فرق متخالفة في آرائها، ولكن ننكر على من يريد أن يسعَ بيننا بالتمزيق والتفرقة وخاصة بين المسلمين بحجة الدعوة إلى الله أو نشر التوحيد وإلى غير ذلك من الادعاءات والمسميات الفارغة.


قال أحد المشايخ الكرام
: "فمن المعلوم أنَّ الاختلاف في وجهات النظروالاختلاف بين المذاهب والفرق في الفروع سواء أكانت في فروع الاعتقاد أم في الفقهيات والأمور الأخرى فهي لا توجب التضاد والفرقة والتنافر على التحقيق خلافــًا لما يصنعه ويسلكه كثير من الناس اليوم وفي السابق حيث نجدهم يتحالفون مع أعداء اللهتعالى ويتوادون ويتألفون معهم والخلاف بيننا وبينهم خلاف أصلي في أصول الاعتقادبينما نجدهم ينظرون إلى بقية إخوانهم المسلمين أنهم الأضداد والأعداء !! "

وهذا إندلَّ على شيء فإنما يدل إما على الجهل في الدين والمعتقد أو على تمكن الأهواءوالشهوات في النفوس وحب الدنيا والتعلّق بها أو كلا الأمرين ! نسأل الله تعالى السلامة.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
)) اهـ

والله الموفق