[الجربوع44]

عايز احكي لكم حدوته حلوة
كان فيه واحد صاحبناغاوى سياسة – وكان معارض
بس الشهادة لله كان جد وكان بيحب مصر اوى أوى
وبعدين خدته مباحث أمن الدولة وسودوا عيشة أهله وعذبوه وعلقوه من رجله زى الدبيحة
وبعد يوم من العذاب اخدو المسكين وحطوه فى زنزانة فاضية
المسكين ظن إنه فى حبس أنفرادى لكن كان فيه مفاجئة هو معرفهاش غلآ بعدينوهى إن نزلاء الزنزانة دى اتقتلوا واح واحد – ورى بعض فى كام يوم كده
المهم صاحبنا نسيت أقولكم أنه شاعر – وشعره ديما يجى على الوجيعة – وف مرة ظبطنا واحد تانى من اصحابنا بيكره صاحبنا الأولانى ماسك قيدة من قصايده وبيقراها و متأثر بيها جدا
نرجع لصاحبنا جوة الزنزانة
لمح على الحيطة شوية كلام مكتوب من نوع الذكريات أياها
بس لفت نظره كتابه مكتوبة بلون دم ناشف – على فكرة كان زمان لما أبويا بيدبح ضحية العيد الكبير كانا بناخد شوية من دم الخروف على كف أدينا و نلطع بيها الحيطة – هتقولى ليه ؟ هقولك مش عارف
المهم صاحبنا دقق فى الكلام لقاه قلب وداخل فيه سهم – فى ديل السهم حرف م و فى راس السهم ب
وفى ناحية تانية لقاه كاتب بنفس اللون بحبك يا مصر – بحبك بقرفك – بحبك بغلبك – بحبك بحبك
صاحبنا إندهش لما تأكد إن حرف الميم مش أسم حبيبة من البنات لالالالالالالا ده طلع أسم مصر

فى يوم رجع صاحبنا من التعذيب وهو متعور وجرحه بينزف
بص على الحيطة وشاف القلب و السهم راح كاتب تحته

عديت حد الأرض – وبقيت مش شايف حد
جدران جدران جدران
وقلوب مرسومة ومقسومة بسهم
وصدى الصراخ – غرقان
يحفر فى القلب المقسوم إسم
إسمك يا وطنى

بكيت لما قريت الكلام ودعيت على الظلمة ربنا يخلصنا منهم
بيقولو الريس مش عارف
طيب أنا الجربوع زنبى أيه
حسبى الله ونعم الوكيل

ومات الكلام