عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 28-03-2001, 03:03 PM
YARA YARA غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 734
Post

قال المؤلف رحمه الله :"نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله إن الله واحد لا شريك له ."
الشرح : قوله "نقول في توحيد الله " إبتدأ بالتوحيد لأنه أول خطاب يجب على المكلفين وإليه دعت الأنبياء
والرسل وبه نزلت الكتب السماوية ،أما الرسل والأنبياء الذين قامت على أيديهم المعجزات الخارجة عن وُ ْسع الخلائق كصيرورة
النار بردا وسلاما على إبراهيم ،وانقلاب عصا موسى ثعبانا يسعى ،وتسخير الجن والريح والطير لسليمان ،وتسبيح الجبال ،وتليين الحديد لداود ،وخروج الناقة من الصخرة لصالح ،وإحياء الموتى لعيسى ،وانشقاق القمر ونبع الماء من بين الأصابع وكلام الشاة المسمومة وشهادة الضب والذئب وتسبيح الحصى في الكف لسيد المرسلين ،سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع إخوانه الأنبياء
والمرسلين ،كلهم دعوا إلى توحيد الله بدليل قوله تعالى :" وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون."
وقوله :"معتقدين " فيه نفي للنفاق وتحقيق الإيمان ،لأن النفاق يجتمع مع الاعتراف اللفظي لكن لا يكون مقترنا بالاعتراف القلبي
على وجه الجزم .فالإيمان والتصديق والاعتقاد يكون كل ذلك بالقلب ،قال تعالى ،فيمن أقرّ بالسان دون القلب :" قالوا آمنّا بأفواههم
ولم تؤمن قلوبهم ."
وفي قوله "معتقدين " بيان أن القول وحده لا يكفي عند الله بدون اعتقاد .فمن نطق بالشهادتين ولم يذعن في نفسه بمعناها فهو عندنا مسلم ،أما عند الله فليس بمسلم .
وقوله :" بتوفيق الله " لأن الوصول إلى توفيق الله يكون بتوفيق الله وهدايته ،وهو مذهب أهل السنة والجماعة على ما قال
عزّ وجلّ :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ." أي إلى توفيقنا وهدايتنا .
ومعنى الواحد في حق الله تعالى ،ُفسّر بأنه الذي لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله .