عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 27-05-2005, 08:05 AM
تيمور111 تيمور111 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 822
إفتراضي

وصرح كثير منهم في كثير من أحكامها القطعية الثبوت والدلالة بأنها لا تناسب هذا العصر ، وإنما شرعت لقوم بدائيين غير متمدنين ، فلا تصلح لهذا العصر الإفرنجي الوثني خصوصا في الحدود المنصوصة في الكتاب ، والعقوبات الثابتة في السنة . . .- إلى أن قال : ولقد ربى لنا المستعمرون من هذا النوع طبقات ارضعوهم لبان هذه القوانين حتى صار منهم فئات عالية الثقافة واسعة المعرفة بهذا اللون من الدين الجديد الذين نسخوا به شريعتهم ، ونبغت فيه نوابغ يفخرون بها على رجال القانون في أوربا ، فصار المسلمون من أئمة الكفر ما لم يبتل به الإسلام بأي زمن آخر . . . - وانتهى بقوله : وصار هذا الدين الجديد والقواعد الأساسية التي يتحاكم إليها المسلمون في أكثر بلاد الإسلام فسواء منها ما وافق في بعض احكامه شيئا من أحكام الشريعة أو ما خالفها ) . اهـ

وأنظروا إلى مشرعيكم أمثال محمد فاضل والسنهوري أين هم الآن ؟ ، إنهم تحت أطباق الثرى . . . يالله ويا للعجب ! مشرعيكم يموتون ! ولكن ربنا ومشرعنا وحاكمنا حي لا يموت .

قال تعالى : { افحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } ، قال ابن كثير : ( ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر ، وعدل إلى ما سواه من الاراء والأهواء والإصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله ، فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله ، فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير . . ) .

ايها القاضي بغير ما انزل الله :

من أجل هذا عادانا قومنا ، ورمونا عن قوس واحدة ، وظاهرونا بالعداء الصريح ، وبذلوا الغالي والرخيص من اجل القضاء على هذه الدعوة العظيمة ، ولكن انى لهم ؟ والله جل ذكره يقول : { يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون } ، وقال تعالى : { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا } .

فالقضية ليست قضية " قنابل وسلاح ومتفجرات " وإنما قضية دعوة توحيد ودين . . . فلقد طوردنا منذ مدة طويلة ، وكان السبب لأن اخواننا بدأوا ينشرون هذه الدعوة الكريمة - دعوة الأنبياء - بين الناس ، وقاموا بعقد حلقات الدروس في المساجد والبيوت ، من اجل إخراج الناس من الشرك إلى التوحيد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن الجور والظلم إلى العدل والأمن ، ومن نار جهنم إلى جنات عدن ، قال تعالى : { يا قومنا اجيبوا داعي الله وآمنوا به يغقر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم } ، وقد كنا سمعنا وقرأنا عما يفعله زبانية المخابرات في ساحات التعذيب ، وما اقترفوه بحق إخوان لنا سموا بـ " قضية مؤتة " ، وما فعله زبانية المخابرات من تعذيب جسدي ومحاولة إهانة وتدنيس لكرامة هؤلاء الفتية .

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه جاء رجل فقال : يا رسول الله أرايت إن جاء رجل يريد أن يأخذ مالي ، أفأعطيه ؟ ، قال : (( لا ، لا تعطيه )) ، قال : أفرأيت إن قاتلني ، أفأقتله ؟ ، قال : (( نعم )) ، قال : أفرأيت إن قتلته ؟ ، قال : (( هو في النار )) ، قال : أفرأيت إن قتلني ؟ ، قال : (( أنت شهيد )) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( والعدو الصائل الذي يفسد الدين ليس أوجب بعد الإيمان من دفعه ) ، ونحن بفضل الله أصحاب دعوة عظيمة حملها قبلنا الأنبياء والصالحون ، فلا بد لحامل هذه الدعوة أن يكون صاحب انفة وعزة وكرامة ، فوالله إن الموت أحب إلينا من أن يدنس عرض أحدنا ، والموت أحب إلينا من أن يداهم جنود الطاغوت بيوتنا فيقودونا من بين أهالينا وأطفالنا . .

نحن - أيها القاضي - لا نقول هذا حتى نعلمك بحالنا ، ولكن نقول هذا من باب قول الله عز وجل : { وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين } ، فنحن نعلم - بفضل الله - ما هي تكاليف هذه الدعوة العظيمة وما يتبعها من أذى بجميع اشكاله ، قال تعالى : { لتبلون في اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } .

فنبين لك - ولا يخفى عليك - مناداتكم بالديمقراطية - ذلك الدين الكفري المحدث- فتقتلون الناس باسم الديمقراطية ، وتبيحوا الخمر والزنا والفساد باسم الديمقراطية ، وتزعق أبواقكم الإعلامية بشتى وسائلها تزين صورة هذا الدين المحدث وتصفه بالعدل والإتزان ، وحرية الفرد وكرامة المواطن - وما قتل محمود العوالمة إلا دليل على كرامة المواطن عندكم - فها أنتم تزجون باسم الديمقراطية الكافرة الناس في غياهب السجون أسرابا إثر أسراب ، تهمهم شتى ، ما أنزل الله بها من سلطان ، ومنها التهمة المضحكة المسماة " إطالة اللسان " فكل إنسان يقف في وجوهكم ليصدع بكلمة الحق تعاقبونه لأنه أطال اللسان على النظام وطواغيته ! فما هي إطالة اللسان في شرعكم وقانونكم الوضعي ؟! . .

يقول الله عز وجل في كتابه : { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم } ، يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره هذه الآية : ( فالسب المجرد في ديننا إن كان يترتب عليه مفسدة أعظم ينهى عنه ) .

ولكن هذه الدعوة العظيمة التي فصلناها لكم والتي تسمونها أنتم في شرعكم " إطالة لسان " ، هي في شرعنا المطهر حق وواجب ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله )) ، فقول الحق وتعرية الباطل مطلوب في شرعنا ، قال الصحابي في الحديث الصحيح : ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وأن نقول الحق ولا نخشى في الله لومة لائم ) .

قال تعالى مادحا هؤلاء : { الذين يبلغون رسالات ربهم ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا } ، فعندما يقف الموحد يتكلم بما يعتقد من كتاب الله وسنة نبيه ، داعيا الناس إلى التوحيد ، محذرا إياهم من الشرك والمشركين ومن متابعتهم ، موضحا ذلك بالدليل النقلي من كتاب الله وسنة نبيه ، والعقلي مما جبلت عليه فطرة المؤمن كقول الله عز وجل : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } فمن يقف ينكر أن من لم يحكم بما انزل الله ، معطلا لشرعه ، مستبدلا لحكمه ، غير كافر ؟! .

فهل تبيين ما في كتاب الله عن الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، يعتبر في شرعكم الوضعي إطالة لسان ؟!

ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : (( يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة ووزراء فسقة وقضاة خونة وفقهاء كذبة ، فمن أدرك ذلك الزمان فلا يكون لهم جابيا ولا عريفا ولا شرطيا )) ، وهذا حديث صحيح إذا ذكرناه نصحا لكم ، قلتم " إطالة لسان " . . وهذا زمان انقلب فيه الحق باطلا والباطل حقا .

فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - وقبله الأنبياء - يعرون اصنام القوم وألهتهم المدعاة ، ويسفهون أحلامهم ، قال تعالى ذاكرا إبراهيم : ( قال اتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ) ، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله صناديد قريش وطواغيتهم : أأنت الذي تسب ألهتنا وتسفه أحلامنا ؟ ، قال : ( نعم ) ، مع أن دعوته لم يكن فيها شتم ولا سب ولا فحش . . .

فهذه سنة انبيائنا عليهم السلام وعلى خطاهم نسير إن شاء الله تعالى .

بينما الذي يسب خالق كل شيء يحاكم - في شرعكم - بايام قليلة أقل ممن يسب حاكمكم ! بالله عليك أيها القاضي بغير ما أنزل الله من هو ربكم إذا ؟!

انتم تقولون في شعاراتكم ( الله ، الوطن ، الملك ) ، فالله كتابه مقدم على الوطن والملك ، ثم عقوبة من " أطال لسانه " على الملك أكبر من عقوبة من أطل اللسان على الله عز وجل ، فمن هو الإله الحق في شرعكم ؟!

أيها القاضي بغير ما أنزل الله :

قال تعالى : { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا * ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل عنهم يوم القيامة أمن يكون عليهم وكيلا } . .

ولا يكون الحق إلا في كتاب الله . .

أذكركم ايها القضاة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( القضاة ثلاثة ، قاضيان في النار وقاض في الجنة ، اما القاضيان اللذان في النار ، فقاض علم الحق وحكم بغيره فذلك في النار ، وقاض جاهل لم يعرف الحق وحكم بغيره فذلك ايضا في النار ، وقاض عرف الحق وحكم به فذلك في الجنة )) ، والحق ما وافق الشرع وحده .

فوالله إننا على هدايتكم لحريصون ، وإنها والله ايام قلائل وتنقضي هذه الحياة الدنيا ، فربح فيها من ربح وخسر فيها من خسر ، فإنكم ما تقضون على أحد من قضاءإلا وسيقضي عليكم يوم القيامة قضاء أدهى وأمر - عندما تقبلون على الله فرادى - قال تعالى : { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعائكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون } ، عندها - والله - لن تجدوا لكم من دون الله وليا ولا نصيرا ، فهذه النياشين والرتب والبزات العسكرية الناعمة لن تنفعكم عند الله ، ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا )) ، فقالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله النساء والرجال ينظر بعضهم إلى بعض ؟! ،قال : (( يا عائشة الامر أشد من ان يهمهم هذا )) ، وأما القاضيان الذين عن شمالك ويمينك معتمدا عليهما في قضائك ، وهما لك كالجناحين للطائر فلن يغنوا عنك من الله شيئا ، وستاتي يوم القيامة بدونهما ، قال تعالى : { وكلهم اتيه يوم القيامة فردا } .

فنحن - بفضل الله - لن يهمنا ما دبرتموه في الخفاء مكرا بنا ، فالامر أمر الله ، والقضاء قضاء الله ، قال تعالى : { والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء } . . فقضاؤكم إنما يكون في هذه الأرض ، قال عز وجل مخبرا عن سحرة فرعون -لما آمنوا- : { قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما انت قاض غنما تقضي هذه الحياة الدنيا } ، وما سجونكم بالتي تثنينا عن عزمنا بمواصلة دعوتنا إلى الله وحده ، فأنتم - والله- السجناء ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( يحشر المتكبرون يوم القيامة امثال الذر في صورة الناس يعلوهم كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له بولس تعلوه نار الأنيار ، يسقون من طين الخبال وعصارة أهل النار )) ، فهذا هو السجن الأبدي السرمدي ، لا كسجنكم هذا . هذا بفضل الله وكرمه، وسع الله علينا سجونكم بذكر الله فأمست مدارس للدعوة وتعليم كتاب الله . . قال تعالى : { وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقا } .

فأنتم تعقدون في محاكماتكم هذه المسرحيات لمحاكمتنا بقانونكم الوضعي ، ولكن اعلموا أيها القضاة بأنكم إن متم على ما أنتم عليه . . عندها سنلتقي هناك في محكمة العدل عندمليك مقتدر ، وستجدون هذا كله في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .


اللهم هل بلغت ... اللهم فأشهد . . .


[إفادة الأسير أحمد فضيل نزال الخلايلة : أبو مصعب الزرقاوي | سجن سواقة | الأردن]





الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية