عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 12-04-2005, 10:00 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

هل سمعتم تكبيرة من هؤلاء الجنود وهم يطلقون الرصاص على الموحدين !! لا يستطيعون قول "الله أكبر" لأن قلوب أكثرهم مظلمة ، وبعضهم يعلم أنه على غير هدى ، وكثير منهم لا يعتقد حقيقة التكبير ، فهؤلاء المال عندهم أكبر ، و"فهد" عندهم أعلى وأجل ، ولذلك يُطيعونه في معصية الله ولسان حال أحدهم يقول "أُعل فهد" ، والمجاهدون يقولون "بل الأعلى : الله الأحد" ، ويهتف هاتفهم "لنا عبد الله ولا عبد الله لكم" ، والمجاهدون يهتفون "الله مولانا ولا مولى لكم" ، وقال أميرهم " أنْعَمْتَ فَعَال ، يوم بيوم بدر، والحرب سِجَال" ، فنقول له "لا سواء : قتلانا في الجنة ، وقتلاكم الله أعلم بالحال" ‏.‏..

لقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم شبلين من أشبال المسلمين للقتال في أحد ، وهما رافع بن خَدِيج، وسَمُرَة بن جُنْدَب على صغر سنهما ، وذلك أن رافع بن خديج كان ماهراً في رماية النبل ، فقال سمرة‏:‏ أنا أقوي من رافع ، أنا أصرعه ، فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أمرهما أن يتصارعا أمامه فتصارعا ، فصرع سمرة رافعاً ، فأجازه أيضاً‏ .. إنه الحرص ، وإنها التربية .. وقد أجاز المجاطي ابنيه "آدم" و"صالح" رحمهما الله وتقبلهما في من يتقبل من عباده الصالحين وجعلهما جُنة لأبيهما وأهليهما أجمعين ، وكأني بهما وقد الحّا على أبيهما قبل المعركة بالمشاركة ، فقُتلا بدم بارد ، عليهما وعلى أبيهما رحمة الله ، ونسأل الله أن يعامل من قتلهم بعدله ..

إن هذا الحقد وهذا الغل المتمثّل في إستخدام الأسلحة الفتاكة وهذا العدد الكبير من الجنود ضد سبعة عشر رجلاً وطفلين ، وعدم الرضى بغير القتل والحرق والتنكيل : لهو نتاج تلك الغزوة المباركة (بدر الرياض) التي حطّم فيها الموحدون – أتباع الحنيفية ملة إبراهيم - صنم آل سعود الأكبر (الأمريكان) فاستشاط عبيد أمريكا غيظاً ، كما استشاط كفار قريش غيظا بعد غزوة بدر الكبرى ..

لقد قدّر الله أن يُعلن هؤلاء مقتل قائد المسلمين "العوفي" في المعركة منذ بدايتها ، كما أعلن الكفار مقتل النبي صلى الله عليه وسلم في أُحد ..
وتبايع الرجال المؤمنون على الموت كما تبايع الصحابة في أحد ،
واستطالوا حياتهم كما استطالها جدّهم "عُمير بن الحُمام" في أحد ..
واحترق المؤمنون وتفحّمت جثثهم ومُثّل بقائد من قاداتهم - عن طريق أخذ عينات من جسده المتفحم للتعرف عليه - كما مُثّل بحمزة في أحد ..

لقد حاول المرتدون من الحكام استخدام دعاية "هلوكوستية" بمنع الفتيات الصغار الخروج من المدرسة ، ثم إخراجهن ليلاً وتصويرهن في محاولة يائسة بائسة لتشويه صورة المجاهدين ، ونسي هؤلاء أنهم أعلنوا بأنهم مَن بدأ محاصرة المجاهدين بعد طول مراقبة وعمليات مخابراتية ، فلماذا اختاروا الصباح الباكر لهذه العملية وهم يعلمون أن البنات في المدرسة ، إن كانوا حريصين على بنات المسلمين !!

لقد علم القاصي والداني بأن إخوان "أبي دجانة" يكرمون الرصاص المطلوق في سبيل الله أن يمس النساء كما أكرم أبو دجانة سيف النبي صلى الله عليه وسلم أن يمس امرأة في أُحد ..
وها هي الكافرة زوج كلنتون دخلت العراق وخرجت علانية ولم يتعرض لها أحد من الرجال المجاهدين ، أفيترك المجاهدون هذه الكافرة ويعتدون على بنات المسلمين اللاتي ما خرج هؤلاء وحملوا السلاح إلا للدفاع عنهن وعن أعراضهم التي يريد الحكام إباحتها للكفار كما فعل المرتدون من إخوانهم في أفغانستان والعراق ..

لقد قاتل الرجال قتال الليوث المهتاجة ، وغامروا مغامرة منقطعة النظير ، وانكشف عنهم جيش آل سعود كما تتطاير الأوراق أمام الرياح الهوجاء ، ففعولوا بهم الأفاعيل ، وكانت الدائرة لهم في بادئ الأمر حتى أتت خيالة آل سعود (المدرعات والدبابات والطائرات) فكانت الكفة للمدرعات لا للجنود ، فعانق الرجال أقدارهم مقبلين تتقاطر دمائهم على أرجلهم كما تصـرع الأبطال وجهاً لوجـه في ميدان القتـال ، واغتالهم اللئام في وقتٍ الناس فيه نيام ، وإنما يغتال الكرام في حلك الظـلام‏.‏

لقد كانت المعركة منذ بدايتها غير متكافئة بجميع المقاييس ، ولولا المدرعات والدبابات والطائرات للَعن الناس آل سعود أبد الدهر : إذ كيف يرسلون ثلاثة آلاف نعجة للقاء سبعة عشر أسداً وشبلين !! لو كانوا حريصين على حياة المسلمين : لما أرسلوهم .. وإني والله لأعجب من عدد قتلى وجرحى هذا الجيش : مائتين فقط !! رحم الله المجاهدين ، وكأنهم – والله - أخذتهم الرأفة بهؤلاء المساكين المخدوعين !!

ثبت القوم لما انهزم جند آل سعود في بادئ الأمر ، حتى تفحمت جثثهم من نيران المدافع والمدرعات فلم يعرفهم أحد ، وهذه سنة جدهم أنس بن النضر ، الذي قال يوم أحد : اللهم اني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المسلمين ، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المشركين ، ثم تقدم ، فلقيه سعد بن معاذ ، فقال : أين يا أبا عمر ؟ فقال أنس : واهاً لريح الجنة يا سعد ، إني أجده دون أحد ، ثم مضى ، فقاتل القوم حتى قتل ، فما عُرف حتى عرفته أخته ببنانه ، وبه بضع وثمانون ، ما بين طعنة برمح ، وضربة بسيف ، ورمية بسهم .. فإخوان أنس بن النضر في "أحد الرس" قد تزينوا بضربات الرصاص وشامات المدافع حتى احتاج القوم إلى حمض ال (الدي إن ايه) للتعرف عليهم ..

ولا سلْوة للمنافقين والمرتدين في تفحّم أجساد المجاهدين فإن هذا مطلب وأمنية لعباد الله المؤمنين الموحدين ، فقد قال عبد الله بن جحش في أحد : اللهم إني أقسم عليك أن ألقى العدو غداً ، فيقتلوني ، ثم يبقروا بطني ، ويجدعوا أنفي ، وأذني ، ثم تسألني : فيم ذلك ، فأقول : فيك .

وقد كان في القوم من هو على كرسي لا يستطيع الوقوف على رجله ، وكأني بالقوم أرادوا فدائه بأنفسهم فأبى إلا أن يطأ بكرسيه الجنة ، مثلما كان عمرو بن الجموح رضي الله عنه أعرج شديد العرج ، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! إن بني هؤلاء يمنعوني أن أخرج معك ، ووالله إني لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه الجنة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما أنت ، فقد وضع الله عنك الجهاد " وقال لبنيه : "وما عليكم أن تدعوه ، لعل الله عز وجل أن يرزقه الشهادة " فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقتل يوم أحد شهيداً ..

إن هذه المعاني وهذا التضحيات لهي والله النصر المبين ، جاء في زاد المعاد لابن القيم : قال ابن عباس : ما نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في موطن نصره يوم "أحد" ، فأُنكر ذلك عليه ، فقال : بيني وبين من ينكر كتاب الله ، إن الله يقول : {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه} ، قال ابن عباس : والحس : القتل ، ولقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب المشركين سبعة أو تسعة ..." .

إنها والله مأساة ، وانتكاسة للعقول : أن يقوم الناس بقتل من يقاتل من أجلهم ، ويريد لهم الخير في الدنيا والآخرة !! جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم : كسرت رباعيته ، وشج في رأسه ، فجعل يسلت الدم عنه ، ويقول : " كيف يفلح قوم شجوا وجه نبيهم ، وكسروا رباعيته ، وهو يدعوهم" فأنزل الله عز وجل : {ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} .

نسأل الله أن يحق الحق ويُبطل الباطل ويصرف عن الإسلام وأهله كيد الكافرين والمنافقين والمرتدين ..

اللهم إنا نقول كما قال نبيك بعد أحد :

روي الإمام أحمد‏:‏ لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏استووا حتى أثني على ربي عز وجل‏)‏، فصاروا خلفه صفوفاً، فقال‏:‏
‏(‏اللهم لك الحمد كله ، اللهم لا قابض لما بسطت ، ولا باسط لما قبضت ، ولا هادي لمن أضللت ، ولا مضل لمن هديت ، ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، ولا مقرب لما باعدت، ولا مبعد لما قربت‏.‏ اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك‏)‏‏.‏

‏(‏اللهم إني أسألك النعيم المقيم ، الذي لا يحُول ولا يزول‏.‏ اللهم إني أسألك العون يوم العيلة ، والأمن يوم الخوف‏.‏ اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا‏.‏ اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين‏.‏ اللهم توفنا مسلمين ، وأحينا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، غير خزايا ولا مفتونين‏.‏ اللّهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ، ويصدون عن سبيلك ، واجعل عليهم رجزك وعذابك‏.‏ اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق‏)‏‏.‏

اللهم آمين ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبيه ومحمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين2 بن محمود ربيع الأول 1426 هـ