حزب الله:
لا يخفي حزب الله ولائه لايران، و لا يرى في ذلك عيبا كما يحاول اتهامه به معارضوه.
و المتمعن في سياسة الحزب يعرف انه استطاع استثمار انتمائه اللبناني الوطني و العرقي و الديني احسن استثمار و الافلات ببراعة من فخ تضارب المصالح و اختلاف الاجندات بين مطالب الداخل اللبناني و التزامات الحزب الخارجية.
يعترف حزب الله الشيعي ضمنا على لسان قادته و منهم رئيس الحزب الحالي حسن نصر الله ان مرجعيته السياسية و الروحية و ولائه لايران هو بمنظور ديني بما يسمى اجتهادا عند الشيعة "بولاية الفقيه" التي ابتدعها الامام الراحل آية الله العظمى الخميني لتغطية الفراغ الناشئ عن غياب صاحب الزمان عجل الله فرجه... و فرجك ايضا يا سيدي سما و يا سيدي حرازم.
لا شك ان الحزب الذي رفع شعار المقاومة مبدئيا حقق انجازات كبيرة بفضل التجارب التي اكتسبها ميدانيا و بفضل استثماره الحكيم للدعم المالي و المادي لطهران و الذي لا يساوي شيئا قياسا لما تلقته منظمة فتح الفلسطينة مثلا طيلة العقود الماضية من اموال عربية تفوق الخيال.
النتيجة ليست متشابه لأن المهام الموكلة لكلا الطرفين و العقيدة السياسية ليست نفسها اضافة الى الكادر البشري و هو اهم شيء.
حزب الله يحارب اسرائيل و يوضف هذه الورقة لصالحه على جبهتين: اولها الجبهة الداخليه حيث
استطاع ان يصبح القوة الاولى على الساحة اللبنانية بكل ما يملك من قدرات و مقدرات تجعله دولة داخل الدولة.
الجبهة الاقليمية و الدولية حيث استطاع هذا الحزب بتصرفه الحكيم ان يسوق صورة مثالية عن بطولاته لدى الشعوب العربية التي تفتقد للقيادة الحكيمة التي لا تتاخر في كل مناسبة في اظهار عورتها و ذل شعوبها امام الملأ.
حزب الله استطاع حتى الآن ان يستثمر :
- انتمائه الوطني لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين بكامل طوائفهم
- و انتمائه العربي لدى شريحة اكبر من العرب
- و انتمائه الديني لدى اغلب الشيعة في العالم و معهم جمع كبير من المسلمين باختلاف مذاهبهم.
باختصار الحزب يطفو على موجة ايجابية لا يبدو انها ستخمد بسرعة.
يتبع بمحاولة الاجابة عن سؤال مهم جدا: لماذا الآن؟ و ما الفرق بين ما يحدث في غزة و ما يحدث في لبنان؟